رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

نور

كل سنة وأنتم طيبين.. عيد سعيد عليكم جميعًا.. ولأننا فى العيد المبارك يجب أن أقص عليكم حكاية تبعث على السعادة.. أصدر نادى إنبى الرياضى، بيانًا جديدًا من نوعه، وهو بيان غير مسبوق ولم نعتد عليه. 

قال أيمن الشريعى رئيس النادى فى البيان كلامًا يستحق التقدير والإعجاب. الشريعى قال: إن مجلس إدارة نادى إنبى،  قرر التنازل عن نسبة الرعاية حال إقرارها من جراء بيع صفقة حمدى فتحى لاعب الأهلى فى حالة إتمام انتقاله إلى نادى الوكرة القطرى لصالح نظرائهم بنادى دمنهور. وحمدى فتحى لاعب إنبى السابق كان أحد الناشئين الذين أفرزهم نادى دمنهور. 

وقال الشريعى إن القرار يأتى توطيدا للعلاقات القوية التى تربط النادى بكافة الأندية وبالأخص نادى دمنهور،  فى ظل الدعم والتعاون الكامل للأندية الجماهيرية.

مؤكدًا أن المجلس قرر التنازل عن حقه فى رعاية حمدى فتحى لدمنهور مهما كانت النسبة التى تقرها اللوائح والعقود مؤكدًا أن النادى اكتفى بمكسبه التجارى من نسبة إعادة البيع حال إتمام صفقة إنتقال اللاعب إلى الوكرة القطرى.

نادى إنبى يحق له الحصول على نسبة 20% من عائد بيع الأهلى لحمدى فتحى إلى أى نادى،  وفقًا للعقد المبرم بين الناديين فى يناير 2019 الماضى. 

كلام نادى إنبى محترم، ومُقدر، ويستحق أن نرفع القبعة لنادى إنبي، الذى يتم تصنيفه بأنه «نادى شركات» وليس من الأندية الجماهيرية التى تعانى من غياب الأموال والقدرة على الإنفاق على أنشطتها الرياضية، بالعكس، هو أحد الأندية التى تمتلك إمكانيات مالية جيدة ويتمتع بالاستقرار، وكان يمكنه أن يتخذ قرارًا طبيعيًا بالبحث عن حقوقه التى تزيده استقرارًا ومالًا، ولكنه اتخذ القرار الذى يجعلنى أقول باعتبارى "زملكاوى مُعتبر".. «الله عليك يإإنبى».. تذكيرًا بفوز إنبى على الأهلى عام 2001 مما جعل الزمالك يفوز ببطولة الدورى فخرجت جماهير الأبيض تغنى فى الشوارع..«الله عليك يا إنبى.. خليت الدورى جنبى»!! 

الأندية الشعبية فى مصر تعانى من غياب المقدرة المالية التى تجعلها تنفق على كل الألعاب وخاصة كرة القدم، ولذلك تتعرض لمزيد من الانهيار فى مواجهة الأندية الخاصة وأندية الشركات التى تتميز بالاستقرار المالى. 

قبل سنوات طويلة كانت الأندية الشعبية تتميز بأن رجال الأعمال وأصحاب التجارة والصفوة من المحبين ينفقون عليها دون مقابل، وكان العائد على هؤلاء المحبين هو الشعور بالسعادة لمجرد أن الفريق الذى يشجعونه يفوز وينتصر.

وبعد فترة.. أصبح رجال الأعمال يسعون للفوز برئاسة الأندية الشعبية وعضوية مجلس إدارتها، وكان المقابل هو المساهمة فى تكاليف الإنفاق على فريق كرة القدم بالذات، ولكن تسبب هذا الأمر فى اشتعال المنافسة على خطف اللاعبين، وشهدت الأندية صراعًا تزكيه الأموال للفوز باللاعبين المميزين، ومع الوقت سقطت بعض الأندية من المنافسة، وسقطت أيضًا من جدول الدورى إلى الدرجات الأدنى، وبقيت أندية الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى والاتحاد، وسقطت من المعادلة أندية مثل الترسانة والمنصورة والسويس والمنيا والمحلة(الذى عاد بعد معاناة). 

ولكن هذا الأمر لم يستمر طويلا.. فقد تغيرت المعادلة.. وأصبح رجال الأعمال والشركات يؤسسون أنديتهم الخاصة، وأصبح رجال الأعمال يؤسسون أندية يصنعون بها دعايتهم دون الدخول فى الصراعات الداخلية للأندية الشعبية، وهذا الأمر أدى إلى مزيد من المشكلات للأندية الجماهيرية المتبقية، ولم ينجو من سلبيات تغير المعادلة سوى الأهلى والزمالك. 

منذ شهرين تقريبًا، تقابلت عن طريق الصدفة فى أحدى المناسبات الاجتماعية، بأحد رموز النادى الإسماعيلى العريق، وجمعنا حديث مطول عن ظروف النادى وتعرضه لخطر الهبوط، وقال لى الرمز الاسماعيلاوى الكبير، كلامًا حزينًا عن عدم قدرة النادى على دفع مرتبات اللاعبين والمدربين حتى فى قطاعات الناشئين. 

وقال لى النجم الكبير بعض الحلول السريعة لإنقاذ الأندية الشعبية.. قال يجب أن يتغير نظام توزيع عوائد بث المباريات حتى تتمكن الأندية الشعبية من البقاء، وقال إن النظام الإنجليزى هو الأفضل، لأنه يمنح 50% من العائد للأندية بالتساوي، ويقوم بتوزيع النسبة المتبقية وهى 50% بطريقة أخرى، قتذهب النسبة الأكبر منها للأندية الفائزة بأكبر عدد من البطولات، والأكثر شعبية، والأكثر مشاركة خارجيًا، وقطعًا سيحصل الأهلى والزمالك على النسب الأكبر منها، ثم يتم توزيع الباقى من القيمة بنفس القواعد على باقى الأندية، ولكننا سنضمن أن نصف عائد البث سيتم توزيعه بالتساوى حتى تتمكن الأندية الشعبية من الاستمرار. 

الرمز الاسمعلاوى الكبير قال لى بأن استمرار معاناة الأندية الشعبية سيؤدى إلى مخاطر أخرى وهى تأثر المنتخب الوطنى لكرة القدم بغياب الجماهيرية المتنوعة، وتركيز هذه الشعبية فى ناديين أو ثلاثة وقد يؤدى هذا إلى انتماء الجماهير للأندية أكثر من انتمائها للمنتخب الوطنى. 

ما أعلنه نادى إنبى بخصوص التنازل عن حق رعاية اللاعب لصالح النادى الجماهيرى الذى كان ينتمى إليه اللاعب صغيرًا هو أمر يستحق التقدير والاحترام لأنه يدعم ناديًا جماهيريًا يستحق مد يد العون له ليعود للساحة وحتى يتمكن من إسعاد جماهيره.