رئيس جنوب السودان ونظيره الجنوب إفريقي يبحثان أزمة السودان

وصل  سلفاكير ميارديت، رئيس جنوب السودان، إلي جنوب إفريقيا في مهمة رسمية، حيث سيلتقي بنظيره الجنوب الأفريقي الرئيس سيريل رامافوزا.

قال دكتور مريال بنجامين، وزير الخارجية بجنوب السودان، إن لقاء رئيس دولة جنوب السودان وجنوب إفريقيا سيركزون في لقاءه للمناقشة سبل تعزيز تنفيذ اتفاقية السلام.

وأضاف مريال، أن الرئيسين سيناقشان الأزمة في السودان والقضايا الإقليمية، الى جانب مجالات التعاون المشترك بين الحركة الشعبية لتحرير السودان وحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا.

أثارت دعوات استبدال اسم جنوب السودان بـ"السودان الجنوبي"، جدلًا كبيرًا بين المعارضيين والمؤيدين من الدولة، من بينهما سياسيين وكتاب مؤيدين لفكرة التغيير، رافضين بقوة استمرار الاسم لجنوب السودان، فضلًا عن تأييد تلك الفكرة نائب رئيس الدولة، في حين أنه يوجد فئة أخرى من الشباب يرون أن تغييرها غير صحيح ويجدون أن نطقها باللغة الأجنبية سيظل كما هو حتى إذا تم التغيير.

قامت محررة الوفد، بالتواصل مع الكثير من المؤيدين لفكرة تغير اسم جنوب السودان، لوصول للمعلومات التي توضح سبب التغيير.

التقت الوفد بـ"البينو يونس اموم"، صاحب كتاب جنوب السودان "السودان الجنوبي"، وكانت البداية من ذلك الوقت عندما أشار عبر كتابه لموضوع تغيير اسم الدولة الوليدة، التي لم يمر على استقلالها 10 سنوات.

وقال البينو، إنه يرى تغيير اسم دولة جنوب السودان لـ"السودان الجنوبي"، حان وقته وجاء متاخر، موضحًا أن تغيير الاسم كان يجب اثناء الاستقلال وإنشاء الدولة في عام 2013.

وأوضح يونس، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أن دولة جنوب السودان، دولة حرة وكاملة السيادة، اعترفت بها الأمم المتحدة، مع ذلك تركيبة اسم جنوب السودان، وبصفة خاصة في الصياغة العربية لا تعبر عن هذا الاستقلال، إنما هذه الصياغة تصغها كدولة داخل أراضي السودان، لأن عبارة "جنوب السودان"، هي صفة جغرافية تتبع الموصوف وهو السودان.

وأشار البينو، إلى أن في السابق كان اليمن دولتين، دولة في الشمال وفي الجنوب، لم يطلقو عليها دولة جنوب اليمن بل اليمن الجنوبية، وهكذا ألمانيا كانت دولتين قبل الاتحاد لم تسمى الدولتين دولة شرق ألمانيا وغرب ألمانيا.

وأردف: "هذا اللبس الذى يحمله معني اسم جنوب السودان، لم ينتبه له قيادة الدولة اخذوا في اعتبارهم وزن "جمهورية جنوب أفريقيا"، حيث الصفة الجغرافية سبقت إفريقيا ، ولكن يجب ان يُعلم أن دولة جنوب إفريقيا تقع داخل أراضي افريقيا وليس خارجها، أما دولة جنوب السودان، ليست داخل أراضي الدولة السودانية، إنما تقع في أراضي منفصلة عن السودان، فمن هنا يجب أن يكون الاسم الصحيح هو جمهورية السودان الجنوبية".

بينما قال أحد النشطاء السياسيين من دولة جنوب السودان، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، أنه ضد تغيير اسم دولة جنوب السودان،  لن الاسم ينطق باللغة الاجنبية " Republic of South Sudan"، لذلك يجد أن لا مجال لتغييره.

اقترح ريك مشار نائب رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، تغيير اسم البلاد لتجاوز المعنى الجغرافي إلى السياسي.

وقال مشار، وهو زعيم فصيل المعارضة الرئيسي بالبلاد، في كلمة بمناسبة افتتاح الأمانة العامة لحزبه، اليوم السبت بالعاصمة جوبا، إن النقاشات لا زالت مستمرة بين قادة البلاد والقواعد الشعبية، لتبني الاسم المناسب للدولة التي حصلت على استقلالها من السودان قبل عشرة أعوام.

 وأضاف: "سنستمر في النقاش حول الاسم الأفضل لدولتنا، لكني أتمنى أن تتم الموافقة على مقترحي، بتغييره إلى جمهورية السودان الشعبية بدل دولة جنوب السودان الذي يدل على وصف الاتجاه الجغرافي، كما أنه يفتقد للعمق والارتباط الوثيق بالتاريخ".

 ويأتي مقترح مشار في ظل جدل مستمر بأوساط المثقفين بدولة جنوب السودان حول الاسم الأمثل للبلاد، رغم اعتماد اسم "جمهورية جنوب السودان" رسميا في مداولات البرلمان قبيل إعلان الاستقلال في يوليو 2011.

وتقدم عدد من السياسيين والكتاب بمقترحات جديدة لاسم البلاد مثل جمهورية السافنا، وجمهورية النيل ودولة كوش، بينما يرى البعض أن الترجمة الإنجليزية السليمة لاسم البلاد يجب أن تكون "جمهورية السودان الجنوبي" لتفادي الدلالة الجغرافية للاسم، ولعدم ارتباطه بالهوية الثقافية والتاريخية لشعب البلاد الذي تربطه صلات بالحضارات السودانية القديمة قبل قيام الدولة الحديثة في السودان.