رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الفريق محمد حجازى قائد قوات الدفاع الجوى لـ«الوفد»:

قوات الدفاع الجوى تواصل العمل ليلاً ونهارًا لتكون حصنًا منيعًا ضد من تسوّل له نفسه الاقتراب من سماء مصر

الفريق محمد حجازى
الفريق محمد حجازى قائد قوات الدفاع الجوى

 

٣٠ يونيو١٩٧٠ يوم عظيم فى تاريخ العسكرية المصرية والشاهد على تساقط طائرات العدو وبتر ذراعه الطولية

لدينا منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة من مصادر تسليح متنوعة بتقنيات حديثة يجعلها من أعقد المنظومات فى العالم

قيادتنا السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تولى قوات الدفاع الجوى كافة الدعم لضمان التطوير المستمر بكافة الأسلحة والمعدات

 

تحتفل قوات الدفاع الجوى بالذكرى الثالثة والخمسين لبناء حائط الصواريخ فى الثلاثين من يونيوعام 1970م، والذى اتخذ عيدًا لقوات الدفاع الجوى.

وبهذه المناسبة عقد الفريق محمد حجازى قائد قوات الدفاع الجوى مؤتمرًا صحفيًا وجه خلاله التحية والتقدير والاعتزاز لرجال الدفاع الجوى الذين قدموا أرواحهم وجسدوا أروع البطولات والتضحيات العظيمة حتى تظل راية الوطن خفاقة، كما قدم التحية لرجال الدفاع الجوى المرابضين فى كافة ربوع الوطن يواصلون العمل ليلاً ونهارًا ليكونوا حصنًا منيعًا ضد من تسوّل له نفسه الاقتراب من سماء مصر، وأوصاهم أن يكونوا أداة للتحديث والتطوير والقدوة فى نكران الذات فداءً لوطنهم الحبيب، مجددين العهد أن يظلوا دومًا جنودًا أوفياء لوطنهم مقدمين كل غال ونفيس لحماية سماء مصر وصون قدسيتها.

مؤكدًا أن قوات الدفاع الجوى ماضية فى التطوير والتحديث وفقًا لمنهج علمى مدروس لزيادة قدراتها القتالية بما يمكنها من تنفيذ المهام المكلفة بها لتظل قوات الدفاع الجوى درعًا تحمى سماء مصر، وجاءت كلمة الفريق محمد حجازى قائد قوات الدفاع الجوى نصًا: بسم الله الرحمن الرحيم

«وَأَعِدَّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهَّ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللهَّ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَىء فِى سَبِيلِ اللهَ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ» 

صفحات تاريخ العسكرية المصرية لا تنضب.. يسطرها الرجال بالبطولات والتضحيات.. وبين طياته نجد الحدث الأبرز للقوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة، ويوم الثلاثين من يونيو، والذى نحتفل فيه اليوم بالعيد الثالث والخمسين لقوات الدفاع الجوى المصرى.. والذى يعتبر بمثابة الإعلان الحقيقى عن بناء حائط الصواريخ عام 1970.. والشاهد على تساقط طائرات العدو وبتر ذراعه الطولية.. واللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973، إنه ليوم عظيم فى تاريخ العسكرية المصرية تجسدت فيه بطولات عظيمة وتضحيات جليلة.. قدم فيها رجال الدفاع الجوى أرواحهم حتى تظل الرايات خفاقة.. فسلامًا على الشهداء، وكان لزامًا علينا فى هذا اليوم التقدم بالشكر والعرفان للقادة والرواد الأوائل من رجال الدفاع الجوى، الذين سبقونا فى تولى المسئولية وحملوا لواء الشرف والواجب، فاستحقوا منا كل التقدير والاعتزاز، كما أتوجه بالتحية لرجال الدفاع الجوى.. حماة سماء مصر ودرعها الواقية المرابضين فى كافة ربوع وحدود مصر الحبيبة.. كونوا دائمًا على قدر المسئولية وعند حسن ظن شعبكم الأبى، كونوا أداة للتحديث والتطوير، وبناء المستقبل، كونوا القدوة والمثل فى نكران الذات فداءً لوطننا الحبيب، ويسعدنى فى هذه المناسبة أن أوجه رسالة اطمئنان لشعب مصر الكريم..

إن قواتكم.. قوات الدفاع الجوى، تعمل ليل نهار سلمًا وحربًا فى كل ربوع مصر.. عازمة على حماية سماء مصر ضد كل من تسوّل له نفسه الاقتراب منها.. ونجدد العهد معكم بالحفاظ على راية الوطن عالية.. خفاقة، وإننا إذ نؤكد للسيد الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى أن قوات الدفاع الجوى ماضية فى التطوير والتحديث وزيادة قدراتها القتالية، لمجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات، محافظين على سماء مصر، سلمًا وحربًا.

ويشرفنى ويشرف قوات الدفاع الجوى أن أتوجه بتحية إجلال وتقدير للرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، مجددين العهد لسيادته، أن تظل دومًا قوات الدفاع الجوى جنودًا أوفياء، بناة للمستقبل، حافظين العهد، مضحين بكل غال ونفيس، نحفظ للأمة هيبتها، ولسماء مصر قدسيتها، لتظل مصر درعا لأمتنا العربية، حمى الله مصر شعبًا عظيمًا وجيشًا باسلا يحمى الإنجازات ويصون المقدسات، وفى نهاية كلمته أجرينا مع الفريق محمد حجازى قائد قوات الدفاع الجوى هذا الحوار:

< السيد قائد قوات الدفاع الجوى.. تحتفل قوات الدفاع الجوى كل عام فى الثلاثين من شهر يونيو بعيد الدفاع الجوى.. نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على أسباب اختيار ذلك اليوم؟

 

<< صدر القرار الجمهورى رقم (199) الصادر فى الأول من فبراير 1968... بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة... وتحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة فى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ... ومن خلال التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوى صباح يوم 30 يونيوعام 1970 من إسقاط عدد (2) طائرة فانتوم، عدد (2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاثة طيارين إسرائيليين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم، وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى عدد (12) طائرة بنهاية الأسبوع، وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، واتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيوعام 1970 عيد ًا لها.

حيث يعتبر ذلك اليوم هوالبداية الحقيقية لاسترداد الكرامة ومنع طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية.

< يتردد دائمًا أثناء الاحتفال بعيد قوات الدفاع الجوى كلمة (حائط الصواريخ)... نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء بماذا تعنى هذه الكلمة، وكيف تم إنشاء هذا الحائط؟

<< حائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادر على صد وتدمير الطائرات المعادية فى إطار توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة... هذه المواقع تم إنشاؤها وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها...وقد تم بناء هذا الحائط فى ظروف بالغة الصعوبة... وهنا يجب الإشارة إلى التلاحم بين الشعب المصرى وأبنائه من قوات الدفاع الجوى أثناء الإعداد والتجهيز للحرب... حيث كان الصراع بين الذراع الطولية لإسرائيل المتمثلة فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوى ومن خلفهم أبطال الشركات المدنية للإنشاءات أثناء تجهيز الدشم المحصنة، وكذلك توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع بالمدفعية المضادة للطائرات... ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال الدفاع الجوى والمدنيون من شعب مصر العظيم... كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده... وقام رجال الدفاع الجوى بدراسة بناء حائط الصواريخ باتباع أحد الخيارين:

الخيار الأول:

القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات.

الخيار الثانى:

الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطىء)، وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له... وهو ما استقر الرأى عليه، وفعلًا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو... وتم التخطيط لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة... وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية...جسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى.... وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، ومنع العدو الجوى من الاقتراب من قناة السويس.

فخلال خمسة أشهر بدءًا من أبريل حتى أغسطس عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات من إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج... مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970.

وصرحت «جولدا مائير» رئيسة وزراء إسرائيل فى حيرة قائلة: (إن كتائب الصواريخ المصرية كعش الغراب كلما دمرنا أحدها نبتت أخرى).

لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع فى عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973.

< إن الحديث عن حرب أكتوبر لا ينقطع... نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء كيف قام الدفاع الجوى المصرى بتحطيم أسطورة الذراع الطولية لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973؟

<< إن الحديث عن حرب أكتوبر 73 لا ينتهى... وإذا أردنا أن نسرد ونسجل الأحداث كلها فسوف يتطلب ذلك العديد من الكتب... وسوف نكتفى بذكر نبذة عن دور قوات الدفاع الجوى فى هذه الحرب... ولكى نبرز أهمية هذا الدور... فإنه يجب أولاً معرفة موقف القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور فى ذلك الوقت... حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا... والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة.

لقد بدأ رجال الدفاع الجوى الإعداد والتجهيز لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة فى أكتوبر 1973 من خلال استكمال التسليح لأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالى واكتساب الخبرات القتالية العالية خلال فترة وقف إطلاق النار.

وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام–3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970... وإدخال منظومات حديثة من الصواريخ سام -6) فى عام 1973.

وخلال فترة وقف إطلاق النار نجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971.

وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل مساحة مصر كلها بما فيها من أهداف حيوية سياسية واقتصادية وقواعد جوية ومطارات وقواعد بحرية وموانئ  ستراتيجية.

وفى اليوم الأول للقتال يوم السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالت بعدها الهجمات الجوية بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 6/7 أكتوبر وتصدت لها وحدات الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات حتى نجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة، بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين... وعلى ضوء ذلك أصدر قائد القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس لمسافة لا تقل عن 15 كم.. وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم تجن سوى الفشل ومزيدا من الخسائر فى الطائرات والطيارين... وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم...

وكانت الملحمة الكبرى لقوات الدفاع الجوى خلال حرب أكتوبر مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال عن أنه عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية، وذكر فى أحد الأحاديث التلفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها... ثقيلة بدمائها).

< تعتبر منظومة الدفاع الجوى المصرى من أعقد منظومات الدفاع الجوى فى العالم، حيث تشتمل على العديد من الأنظمة المتنوعة... نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على عناصر بناء المنظومة.

<< هناك صراع دائم ومستمر بين منظومات الدفاع الجوى وأسلحة الجو المتمثلة فى العدائيات الجوية الحديثة التى أصبحت لا تقتصر على الطائرات المقاتلة بل شملت أسلحة الهجوم الجوى الحديثة المسلحة بها الطائرات، وبرز حاليا التحدى الأكبر وهى الطائرات الموجهة دون طيار بتعدد استخداماتها وأساليبها وإمكانياتها، وأضيف عليها الصواريخ البالستية والطوافة وكافة أنواع الأسلحة الذكية ذات الأبعاد المتعددة والمزودة بإمكانيات تكنولوجية وفضائية والتطور فى العدائيات مستمرًا بظهور الصواريخ الفرط صوتية.

مما يستوجب تواجد منظومة دفاع جوى متكاملة مزودة بأنظمة من مصادر تسليح متنوعة من دول مختلفة سواء الشرقية أو الغربية بتقنيات حديثة وتكنولوجيا معقدة يجعلها من أعقد المنظومات فى العالم، وهذا يتطلب جهدا كبيرا ليتوافق عمل هذه الأنظمة مع بعضها للتكامل، وتكون قادرة على التعامل مع تلك العدائيات، ويتم بناء المنظومة من عناصر استطلاع وإنذار باستخدام أجهزة رادار ذات مدايات مختلفة تقوم بأعمال الكشف والإنذار وعناصر مراقبة جوية بالنظر، بالإضافة إلى عناصر إيجابية من المقاتلات والصواريخ والمدفعية م ط والصواريخ المحمولة على الكتف لتوفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية للدولة وعن التشكيلات التعبوية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية.

ووصولًا إلى مستوى الحماية الذاتية تتم السيطرة على المنظومة بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة على مختلف المستويات تعمل فى تعاون وثيق مع القوات الجوية، والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى ومنعه من تنفيذ مهامه وإفشال هدفه وتكبيده أكبر خسائر ممكنة.

وتولى القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة اهتمامًا كبيرًا فى دعم قوات الدفاع الجوى بتوفير أحدث الأنظمة من عناصر الاستطلاع والإنذار والعناصر الإيجابية، وكذا تطوير مراكز القيادة والسيطرة لتتمكن قوات الدفاع الجوى من التعامل مع كافة التهديدات والتحديات الحديثة.

< لو راجعنا سيناريو الحروب الحديثة سواء السابقة أو الحالية (الحرب الروسية الأوكرانية) سنجد أن تحييد سلاح الدفاع الجوى يأتى كأسبقية أولى فى أى حرب... ممكن سيادتك توضح لنا ما يمثله ذلك من عبء على قوات الدفاع الجوى؟

<< نتيجة المتغيرات الحادة التى تشهدها الساحة الدولية اليوم والتطور السريع والحاد فى تكنولوجيا التسليح... فإن امتلاك قوة الردع وأساليب مجابهتها أصبح أكثر طلبا وأشد إلحاحا وأصبحت القوة العسكرية لأى دولة من المتطلبات الأساسية... للدفاع عن الحقوق ولحماية المصالح ولدرء المعتدين صونًا لأمنها القومى، وأصبحت الحروب وتطورها مبنية على العلم والتكنولوجيا.

وتظهر أهمية دور الدفاع الجوى والتركيز على تحييدة دائمًا فى بداية العمليات العسكرية من خلال طبيعة المهمة الملقاة على عاتقه... من تأمين المجال الجوى وتأمين التجميعات الرئيسية للقوات المسلحة والأهداف الحيوية المهمة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية... وعند تحييد الدفاع الجوى يصبح لدى العدو الفرصة للحصول على السيطرة الجوية وامتلاك مسرح العمليات وتحقيق التأثير على كافة الأهداف وخاصة فى ظل التوسع فى استخدام الهجمات السيبرانية والعدائيات الجوية الحديثة من أسلحة ذكية وصواريخ طوافة وطائرات بأنظمة غير مأهولة وأنظمة حرب إلكترونية بصورها ومداياتها المختلفة، كل ذلك لتحييد عناصر الدفاع الجوى، وذلك يتطلب استعدادا قتاليا وكفاءة قتالية عالية فى السلم والحرب لاستيعاب التكنولوجيا المتقدمة... (فرجال الدفاع الجوى هم عيون مصر الساهرة).

< تهتم القوات المسلحة بالتعاون العسكرى مع العديد من الدول العربية والأجنبية... والذى يعتبر إحدى ركائز التطوير، فكيف يتم تنفيذ ذلك فى قوات الدفاع الجوى؟

<< فى البداية... هناك اهتمام دائم من قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى، مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية ونتيجة للخبرات والمستوى التدريبى العالى لقوات الدفاع الجوى تسعى الدول الصديقة والشقيقة للتعاون العسكرى بمجالاته المختلفة، وذلك فى ظل العلاقات السياسية المتنوعة وأهميتها بالمحيط الإقليمى والدولى، وهذا يتم تنفيذه فى قوات الدفاع الجوى من خلال ثلاثة مسارات:

المسار الأول:

تنفيذ التدريبات المشتركة مثل: التدريب المصرى / الأمريكى المشترك (النجم الساطع)، التدريب المصرى / اليونانى / القبرصى المشترك (ميدوزا)، التدريب البحرى المصرى / الفرنسى المشترك (كليوباترا)، التدريب المصرى / الأردنى المشترك (العقبة)، التدريب المصرى / الكويتى المشترك (اليرموك)، التدريب العربى المشترك (درع العرب ) لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول.

وهناك تدريبات ذات طبيعة خاصة بقوات الدفاع الجوى تتميز بالتخصصية مثل: التدريبات مع الجانب الأمريكى لمجابهة الطائرات الموجهة دون طيار، التدريب المصرى / الروسى المشترك (سهم الصداقة)، التدريب المصرى / الباكستانى المشترك (حماة السماء)، التدريبات الخاصة بقوات الدفاع الجوى بحضور المراقبين من اليونان وقبرص والبحرين وباكستان والسعودية.

ونخطط لتدريبات مشتركة مع دول أخرى فى المستقبل القريب بما يزيد من الروابط مع الدول الصديقة، ويساعد على تبادل الخبرات والمهارات.

ونظرًا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستويين الإقليمى والعالمى يسعى عدد من الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات (التدريب، التطوير، التحديث) معنا مثل الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، جمهورية باكستان، الهند، اليونان، قبرص.

المسار الثانى:

تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المتميزين للتأهيل بالدول الشقيقة والصديقة لدراسة العلوم العسكرية الحديثة بالكليات العسكرية المتميزة.

وكذلك التأهيل العلمى بالدراسات العليا الدكتوراة والماجستير من الخارج لمواكبة التطور التكنولوجى للمعدات.

المسار الثالث:

تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات والمحافظة على حالة الاستعداد القتالى لمنظومة الدفاع الجوى طبقًا لعقيدة القتال المصرية، بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا، وتقديم الدعم الفنى فى إطار التعاون مع الدول الصديقة والشقيقة من خلال خطة محددة ومستمرة، والاشتراك بالمعارض الدولية للاطلاع على أحدث ما وصلت إليه ترسانة التسليح العالمية، كما نشترك بمعرض EDEX، والذى يعتبر لبنة أساسية فى المنافسة والتطوير لأنظمة التسليح.

< يواكب التطور السريع فى تكنولوجيا الطيران تطور أسرع فى تكنولوجيا الدفاع الجوى.. فما الدور الذى قامت به كلية الدفاع الجوى لإعداد الطلاب فى ظل التطور فى التكنولوجيا؟

<< تعتبر كلية الدفاع الجوى من أعرق الكليات العسكرية على مستوى الشرق الأوسط، فمنذ إنشاء مدرسة المدفعية المضادة للطائرات فى مصر كأول نواة لتدريب ضباط الدفاع الجوى وما أعقبه من صدور أمر تشكيــل كليــة الدفــاع الجــوى فى يوليو1974، وكأحد الدروس المستفادة بعد حرب أكتوبر تم تطوير الدراسة بها بإدخال التعليم الهندسى لمواكبة التطور التكنولوجى فى أسلحة ومعدات الدفاع الجوى الحديثة فى سبتمبر 1979.

ونظرًا لأهمية دور كلية الدفاع الجوى فى الوصول بخريجى كلية الدفاع الجوى لأعلى المستويات العلمية لا تتوقف أعمال التطوير والتحديث فى المناهج العلمية الهندسية والتكنولوجية والمعامل الهندسية لضمان تخريج ضباط قادرة على التعامل مع أحدث الأسلحة والمعدات ذات التقنية الحديثة والأنظمة الإلكترونية المعقدة، وهو ما يظهر جليا فى الأنشطة العلمية لمدرسى وطلبة الكلية خلال فترة الدراسة والمشاريع الهندسية لخريجى الكلية، والتى يمكن اعتبارها نواة لكافة بحوث تطوير (أسلحة الدفاع الجوى / المقلدات). لا يقتصر دور كلية الدفاع الجوى على تخريج ضباط الدفاع الجوى المصريين فقط بل يمتد هذا الدور ليشمل تأهيل طلبة من الدول العربية والإفريقية الصديقة.

تنفيذ التدريب العملى من خلال الفصول التعليمية، والتى بها أجزاء ومقاطع من محطات الصواريخ الحقيقية باستخدام الوسائط المتعددة ومساعدات التدريب المتطورة والمقلدات التى تحاكى المعدات الحقيقية.

حضور إحدى مراحل معسكرات التدريب المركز لوحدات فرعية الدفاع الجوى يتم خلالها التدريب على تنفيذ رمايات حقيقية لأنواع مختلفة من الصواريخ المضادة للطائرات.

وفى إطار التطوير المستمر فى قواتنا المسلحة الباسلة وتوجيهات القائد الأعلى للقوات المسلحة بإنشاء الأكاديمية العسكرية المصرية لتطوير أداء الضابط المصرى... تقوم قوات الدفاع الجوى متمثلة فى الكلية باتخاذ الإجراءات التى تواكب هذا التطور من خلال عدة محاور:

المحور الأول (تطوير أسلوب اختيار أعضاء هيئة التدريس) بترشيح الضباط أوائل الدفعات للعمل بالكلية بعد اكتسابهم الخبرة العملية بالتشكيلات والوحدات.

المحور الثانى (تطوير وتحديث المناهج الدراسية بالكلية) من خلال التحديث المستمر لمختلف المناهج التخصصية والعسكرية والهندسية بما يواكب مستجدات العصر والتطور التكنولوجى فى الأسلحة والمعدات، والعمل على بناء الشخصية القيادية بدراسة العلوم العسكرية وفن القيادة وتعظيم دراسة العلوم السلوكية والإنسانية والتأهيل النفسى وزيادة الأقسام الهندسية من الميكاترونكس وأنظمة الحاسب الآلى بجوار قسم الاتصالات، والتى تساعد ضباط الدفاع الجوى على تطوير الأداء.

المحور الثالث (تطوير طرق وأساليب التدريس وابتكار مساعدات تدريب متطورة) من خلال تزويد الفصول الدراسية والمعامل بأحدث الأجهزة وإعداد المادة العلمية للمواد الدراسة باستخدام (المالتى ميديا).

المحور الرابع (تطوير البيئة التعليمية بالكلية) خاصة فى إطار إنشاء الأكاديمية المصرية العسكرية فى طفرة لم تشهدها مصر من قبل، ويشمل التطوير (المكتبات، ميادين الرماية والتدريب، الفصول التعليمية المتطورة، المعامل الهندسية، مستشفى، المنشآت الرياضية المختلفة).

المحور الخامس (تطوير أداء البحث العلمى) بإيجاد حلقة وصل مستمرة بين كلية الدفاع الجوى والجهات البحثية الأخرى (بالقوات المسلحة والجامعات المدنية المحلية والدولية) بانعقاد (المسابقات، المؤتمرات) العلمية الدولية، والتى اكتسبت مكانتها خلال الفترة السابقة.

< سيادتك أشرت إلى تنظيم كلية الدفاع الجوى مؤتمرات دولية ومسابقات للابتكارات العلمية فى مجال تكنولوجيا الاتصالات ممكن سيادتك توضح لنا الهدف والعائد من تنظيم مثل هذه الفعاليات؟

<< تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية للاهتمام بالموهوبين والمبتكرين من شباب الوطن وانطلاقًا من مسئولياتنا تجاه أبنائنا وشباب مصر الموهوبين لأنهم هم الأمل، وكذلك النور القادم.. وأؤكد على حقائق قياس تقدم الأمم بمدى تطورها فى مجالات العلوم والتكنولوجيا، وخاصة مجال البحث العلمى، فهو يعتبر الركيزة الأساسية للتقدم، ولفترة كبيرة كانت الدراسة بكلية الدفاع الجوى تتم بصورة نمطية أسوة بالمناهج التعليمية المعتمدة من الجامعات المصرية... لكن كأحد الدروس المستفادة من التحليل والمتابعة المستمرة لنتائج الضباط المتميزة من قوات الدفاع الجوى الذين تم تأهيلهم داخل وخارج مصر وحصلوا على أعلى الدرجات العلمية الماجستير، الدكتوراة) من خلال التعاون العلمى مع المعاهد والمراكز العلمية المناظرة فى الدول الشقيقة والصديقة... فكان لزامًا علينا تغيير فكر وأسلوب التدريس وتقييم العملية التعليمية بالكلية... وانطلاق استراتيجية الدولة الحالية لتوطين الصناعات التكنولوجية ابتداءً من الاهتمام بالموهوبين والمبتكرين من الشباب وتفعيلًا للدور المجتمعى ومشاركة أبنائنا من المجتمع المدنى وشباب المبتكريين للبحث عن حلول غير نمطية لتطوير فكرهم على المستوى العلمى وخلق روح التنافس.

بالإضافة إلى قياس المستوى العلمى الحقيقى لطلبة كلية الدفاع الجوى من خلال منافستهم مع زملائهم فى الكليات والمعاهد العلمية سواء المحلية أو العالمية المناظرة، تم تنفيذ المؤتمر العلمى الدولى للاتصالات (ITC-EGYPT) بكلية الدفاع الجوى لعامين متتاليين... لتنمية مجالات التعاون العلمية والبحثية باشتراك

أعضاء هيئة التدريس والدارسين، وهو ما أثبت مدى جدارة أبناء كلية الدفاع الجوى بين أقرانهم على مستوى العالم، وتستعد الكلية حاليًا لانعقاد المؤتمر العلمى فى نسخته الثالثة خلال يوليو2023.

وبدعم وإشراف من القيادة العامة للقوات المسلحة تم استكمال النجاح المحقق بتنظيم مسابقة الابتكارات العلمية بين أبناء الكليات والمعاهد العلمية المدنية المناظرة بتشريف القائد العام للقوات المسلحة، وتم عرض أحدث الابتكارات العلمية والتكنولوجية لأبنائنا فى الكليات العلمية والعملية سواء بالقوات المسلحة أو الجهات المدنية... وظهر خلال المسابقة تطور الفكر ومدى استيعاب التكنولوجيا الحديثة لأبنائنا، والذى يتم استخدامه فى إيجاد حلول غير نمطية لكافة النقاط البحثية تحت الدراسة... مما يكون له مردود إيجابى فى تطوير فكر أبنائنا الضباط ومساهمتهم فى تطوير وتحديث نظم التسليح المختلفة... وكذلك تنمية مهارات أبنائنا من القطاع المدنى وزيادة مشاركتهم الوطنية مع قواتهم المسلحة، كذلك توجيههم مع الكيانات التصنيعية لإظهار مبتكراتهم والاستفادة منها.

< أدى التطور الهائل فى أسلوب الحصول على المعلومات وتعدد مصادر الحصول عليها إلى عدم وجود أسرار عن أنظمة التسليح فى معظم دول العالم.. فما الحل من وجهة نظر سيادتكم للحفاظ على سرية أنظمة التسليح بقوات الدفاع الجوي؟

<< فى عصر السماوات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية... بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة وتوافر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها.

ولكن هناك شىء مهم وهو ما يعنينا فى هذا الأمر.. هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان..

والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت، وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (وهو تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة)، ونحن لدينا اليقين إلى أن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن مما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة، علاوة على الارتقاء المستمر بمستوى تأهيل الفرد المقاتل.

< أكدت خبرات الحروب المصرية أن سر نجاح القوات المسلحة يكمن فى العنصر البشرى ..فماذا أعددتم سيادتكم للارتقاء بأداء الجندى المقاتل علميًا وبدنيًا ونفسيًا؟

<< إن تطوير وتحديث قوات الدفاع الجوى يعتمد على منهج علمى مدروس بعناية فائقة بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات، وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى وطبقًا لعقيدة القتال المصرية.

وتدرك قيادة قوات الدفاع الجوى أن الثروة الحقيقية تكمن فى الفرد المقاتل الذى يعتبر الركيزة الأساسية للمنظومة القتالية لقوات الدفاع الجوى.

فكان لزامًا علينا أن نقوم بتأهيله (معنويًا / نفسيًا / بدنيًا / فنيًا / انضباطيًا) طبقًا لأسس ومعايير دقيقة، حيث يتم رفع المستوى التدريبى من خلال اتباع سياسة راقية تعتمد على الاستفادة من جميع وسائل وطرق التدريب المتطورة، بالإضافة إلى التوسع فى استخدام المقلدات الحديثة وتدريب الأفراد على الرمايات التخصصية فى ظروف مشابهة للعمليات الحقيقية بالاستفادة بما يمتلكه مركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى من تجهيزات متطورة تتواءم مع الأنظمة المتطورة للصواريخ المضادة للطائرات مع استمرار العمل فى تطوير وتحديث مراكز التدريب طبقا للخطط المصدق عليها من القيادة العامة للقوات المسلحة للوصول بمقاتلى الدفاع الجوى لأعلى مستويات الاحتراف.

وأيضًا من خلال التدريبات المشتركة مع الدول العربية الشقيقة والأجنبية الصديقة لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب تخطيط إدارة العمليات بقوات الدفاع الجوى بهذه الدول.

وبالتالى وصل مستوى الفرد المقاتل بقوات الدفاع الجوى إلى درجة من المهارة والاحتراف فى استخدام أسلحة ومعدات الدفاع الجوى يجعله يتفوق على أقرانه من الدول الأخرى.

كما تولى قيادة قوات الدفاع الجوى الاهتمام الكامل بمقاتليها فى جميع مواقعهم من خلال إعادة توفير سبل الإعاشة الحضارية، وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة، والميسات المتطورة... ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود.. ورفع الروح المعنوية، ولا نغفل أهمية ترسيخ العقيدة الدينية المتفردة للمقاتل المصرى التى تميزه عن باقى المقاتلين.

< من خلال اشتراك قوات الدفاع الجوى فى المسابقات الدولية ظهر تفوق فريق السماء الصافية بحصوله على المركز الثالث على مستوى العالم خلال المسابقة... نرجو من سيادتكم إلقاء الضوء على ذلك؟

<< كما ذكرنا فى أسلوب إعداد الفرد المقاتل بقوات الدفاع الجوى باستخدام الأساليب المتعددة تأتى المسابقات كأحد العناصر الأساسية فى وقت السلم لتحفيز المقاتلين لبذل كثير من الجهد خلال مراحل التدريب... فكان لابد من تطوير أساليب التدريب من خلال الاشتراك فى المسابقات على المستوى الدولى، ومنذ تكليف فريق الدفاع الجوى بالإعداد والتجهيز للاشتراك فى المسابقة أكدت للفريق أن المسئولية كبيرة لتمثيل مصر أمام العالم، حيث تعتبر المسابقة مؤشرا على مستوى التدريب ومدى كفاءة الفرد المقاتل واستعداده لتنفيذ مهامه... فالمسابقة صممت لتكون محاكاة حقيقية للحرب، ومن هنا كان الحافز الحقيقى للتدريب الجاد، وكانت البداية بانتقاء نخبة من الضباط والدرجات الأخرى المتميزين والحاصلين على مراكز متقدمة فى فرق مكافحة الإرهاب الدولى والقتال المتلاحم ورماية الصواريخ المحمولة على الكتف لدخول معسكر إعداد لمدة ستة أشهر، وبعدها تم تدريبهم لمدة ثلاثة أشهر ثم تصفية المتسابقين واختيار أحسن العناصر للاشتراك فى المسابقة، وتمثلت أعمال التدريب يوميًا على رفع اللياقة البدنية واجتياز ميدان موانع مماثل لميدان المسابقة، والتدريب على مرحلة الرماية بمركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى واستكمال مرحلة التدريب على الرماية عن طريق استخدام مقلدات الصواريخ بمعهد الدفاع الجوى، والتى كان لها أكبر الأثر فى تحقيق أعلى النتائج فى الرماية الحقيقية.

ورغم تصنيف الدول المشاركة فى المسابقة من أقوى دول العالم التى تمتلك منظومات دفاع جوى متقدمة، والتى تتمثل فى دولة (الصين/ روسيا / بيلاروسيا / أوزباكستان / باكستان/ فنزويلا)، فقد استطاع فريق الدفاع الجوى المصرى الحصول على المركز الثالث على مستوى العالم، وكان أداء الفريق المصرى مبهرا ومتميزا بشهادة جميع القادة والفرق المشاركة وجميع من حضر وشاهد البطولة مما خلق روح منافسة عالية جدًا.

ويتم انتقاء أفضل العناصر استعدادا للمشاركة فى النسخة القادمة من المسابقة المخطط تنفيذها عام 2024 للحفاظ على التميز فى المنافسات الدولية.

< يعد الاهتمام بالجانب المعنوى شرطا ضروريا للارتقاء بمستوى أداء مقاتلى قوات الدفاع الجوى... ماذا تقدمون سيادتكم فى هذا الجانب لأبنائكم المقاتلين؟

<< الفرد داخل قوات الدفاع الجوى هو فرد داخل أسرة كبيرة... وهذا ما نحرص على غرسه فى أبنائنا المقاتلين... وأن الفرد هو اللبنة الحقيقية لبناء الوحدة المقاتلة، ولابد من شموله بالتوعية والتدريب والحفاظ على روحه المعنوية...

وأننا نؤمن داخل قوات الدفاع الجوى بأهمية توفير المناخ المناسب والرعاية اللازمة لرجالنا كمقابل بسيط لما يقدمونه من جهد وعرق.. كل فى موقعه.

حيث تم إنشاء مجموعة من دور الدفاع الجوى لتقديم الخدمات الاجتماعية للضباط وأسرهم.. فى القاهرة، والإسكندرية، والساحل الشمالى، ومرسى مطروح.