رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

اتحاد الكتاب يناقش صورة الذات وجدلية الصراع مع الآخر بالرواية العربية غدا

بوابة الوفد الإلكترونية

تحت رعاية الدكتور علاء عبدالهادي، رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، تقيم شعبة النقد والدراسات الأدبية بالاتحاد، برئاسة الدكتورة هدى عطية، ندوة لمناقشة كتاب "صورة الذات وجدلية الصراع مع الآخر.. مقاربات نقدية من منظور نفسي في الرواية العربية"، للدكتورة رشا الفوال، وذلك في تمام الساعة السادسة مساء غد الاثنين، الموافق ٢٢ مايو، بمسرح اتحاد الكتاب بالزمالك.

يناقش الكتاب  الدكتور عادل ضرغام، الدكتور رامي المنشاوي، الأستاذ سيد الوكيل، وتدير اللقاء الدكتورة رشا صالح.


صورة الذات


البحث عن"صورة الذات" ليس بحثًا عن ذات فردية منفصلة عن"الجماعة السيكولوجية"، والفترات التاريخية التي أنتجت مجموعة من الأحداث والمواقف المختلفة، فإذا اعتبرنا"الآخر" الذي يشعر به"الأنا" هو على الأدق"أنا آخر"؛ فإن موضوع"الصراع النفسي وآلياته" في الأعمال الأدبية من الموضوعات الأساسية التي يهتم بها النقد النفسي؛ لذا انصب اهتمام الكاتبة دكتوره رشا الفوال في الكتاب على التعامل مع الروايات محل الدراسة، من خلال التركيز على أدوات التشكيل الصراعي، من حيث اللغة والأسلوب، والقاء الضوء على مظاهر هذا(الصراع) وأبعاده النفسية، وما تحمله التجارب الروائية من آليات للمواجهة أو التعايش، تلك التجارب التي سمحت لها بمحاولة فهم ذاتية النصوص، وما وراء التشكيل الصراعي من دوافع نفسية وضغوط مجتمعية، وما دلالة هذا الصراع في الفضاء النصي.

 

وفيما يلي نذكر جزءًا من الكتاب:

 

انشطار الذات بين القلق الاجتماعي والشعور بالذنب، في رواية: فضاء ضيق للكاتب العراقي:علي لفتة سعيد تتجسد ظاهرة الاغتراب في الأعمال الأدبية؛ لأن حياة الأديب تؤثر في إنتاجه الأدبي باعتبارها رصدًا للتحولات الاجتماعية والفكرية، و"العراق" شهد ظروفًا سياسية واجتماعية قاهرة، نتج عنها الكثير من الأعمال الأدبية التي اتخذت من الزمان والمكان والشخصيات سبلًا لرصد تلك الظروف؛ لذلك نجد المشاعر المتضاربة كالفقد، والعزلة، ورحلة الانفصال عن الذات وعدم القدرة على التكيف؛ فالرواية تُعد نموذجًا للبحث في مأساة الواقع العراقي والإبحار في المتخيل السردي، والاغتراب المكاني، والاغتراب التاريخي بين المقدس والمدنس. ذلك أن الهوية الثقافية التي تمثل العقيدة الدينية، واللغة، والانتماء، والمصير المشترك، تمثل أيضًا ما عبَّر عنه"دوركايم" بالأنا الجمعي الذي يعكس ثقافة المجتمع، خاصة وأن الساحة العربية تتسم بالتشرذم والانشطار الثقافي والتأزم.


ومن تجليات الاغتراب في الرواية: الرغبة في الموت التي تأتي بعد فقدان الأمن والألفة والأمل في كل شىء في حالة"مجتبى"، والصراع الذي يعتبر عاملًا من عوامل القلق الاجتماعي، وسيادة مشاعر الذنب التي يتم تعلمها في مرحلة الطفولة من الآباء والأمهات، وكيف أن الشعور بالذنب قد يصبح مصدرًا لجلد الذات، وقد يدفع بصاحبه إلى الانتحار؛ لأنه لا يحتمل الصراع بين مشاعر الأسف والندم والضيق، لذلك جاء المونولوج الداخلي كآلية تم اللجوء إليها ليهرب"محسن" إلى عالمه الخاص من أجل إفراغ صراعاته، والمقاطع الحوارية أسهمت في إبراز ظاهرة الاغتراب، وأدت إلى سيادة حالة من القلق والتمزق.


الرواية تعبر عن الأزمات المصيرية للإنسان المعاصر عبر تفتيت الأزمنة والأماكن وتشظي البنى الفكرية، وبالتالي اهتزاز الشخصيات التي تمتلك وعيًا حادًّا أدخلها في جدل لا يقدم إجابات على الأسئلة المعرفية التي تحاول تفسير العالم، ولايسعى الكاتب من ذلك إلى تبليغ رسالة للمتلقي، إنما يسعى لتوريطه في الممارسة التأويلية، وكأن انشطار الذات بين المكونات الحضارية التاريخية، انتهاءً بالحاضر الحافل بالصراعات ناتجًا عن القلق الاجتماعي لذلك كان حضور التفسيرات العقلية والنفسية حاضرًا في الرواية من خلال الأصدقاء في مصر.


 تجلى وعى الراوي العليم المشارك أيضًا في إدراكه لتفاصيل الشخصيات وكأن إدراك التفاصيل سبب من أسباب الشقاء، كما أن حالة الشعور المتناقضة بين الاتساع والضيق تجعل انشطار الذات هو المحور الدلالي في الرواية.


كذلك نلاحظ دلالات الانشطار في أزمة الوعي، ومحاولات الشخصيات المستمرة في البحث عن اليقين، والتي أوضحها الكاتب من خلال التقابل بين ظاهر الشخصيات وباطنها في ظل رحلات البحث الدائم عن اليقين، ومن خلال كثرة سرد المشاهد ووصفها والتأمل والاسترسال الذي أدى إلى غياب منطق الترابط عن الأحداث وهو ما نسميه الانحراف السردي المؤدي إلى(التشظى).