رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

سوف تظل اصداء حادث الأم العقور بفاقوس التى قتلت ابنها بكذا وسيلة وشفته من العظام وسلخت جلد رأسه وأخفتها فى أحد أركان المنزل، ثم سلقت لحمة وغير ذلك من خطتها الإجرامية التى سوف نستعرضها فى السطور القادمة سيظل عالقا  بأذهان  المجتمع طوال أزمنة عديدة، لأنه يضاهى بل يفوق اساطير وحواديت خرافية مازالت تتوارثها الأجيال والتى تعرف «بأمنا الغولة» وهى من موروثات كانت تحكى للأطفال اما للعبرة أو للتخويف والردع، فهذا الحادث أفجعنا جميعا بل أفجع المجتمع بأسره وسيظل يتردد فى الأذهان ويلقى بظلال الرعب والهلع فى النفوس وتتناقله الأجيال لغرابته، حيث يعد الحادث الأول من نوعه من حيث ارتكاب أم لتلك الجريمة النكراء الشنعاء التى لا يرتكبها إنسان بهذه الطريقة ومراحلها حتى نهايتها أو حتى الوحوش الضارية فى حق أولادهم، فمازال المجتمع يتذكر حتى الآن واقعة تعذيب معيدة الجامعة التى عذبت ابنها صاحب السنوات التسع بالمنصورة، لتجبره على التسول وسلخت جلد رأسه واصابته بإصابات بالغة خلفت له عاهات مستديمة بجسده الضعيف وحطمت نفسيته وإنسانيته لتنال الأم المتهمة عقابها بالسجن 15 عاما، وأصيب المجتمع وقتها بجزع وهلع مما فعلته الأم ليفيق المجتمع منذ يومين على هذا الحادث غير الآدمى.

الذى لم يحدث من قبل فى مجتمعنا صاحب القيم والذى يقدس الأم لدورها العظيم فى لم شمل الاسرة وتكوين اسرة بمساعدة الاب، وقيامها ليلا ونهارا على تربية اطفالها ومنحهم الحنان فى حضنها، والحفاظ عليهم وخوفها على مستقبلهم، اما هذه المتهمة فقتلت الامومة فيها بعد 5 سنوات فقط ولم تقدر قدسية مسؤلية الام، فارتكبت حادثا من اعنف وأبشع وأوقح الجرائم، حادثا اوجع القلوب وسوف يظل لعدة اجيال تتناقله من فرط بشاعته وللتجرد الكامل للأم العقور هذه من الإنسانية والرحمة والتى تنحى أمامها الشيطان وكفر بأفاعلها وربما تبرأ منها، إن القتل يا سادة موجود منذ أن خلق الله تعالى الخليقة، وقد تقتل الأم صدفة أو خطأ أو يسقط طفلها منها من أعلى وهى تحمله، ولكن فى هذا الحادث الذى هز مشاعر المجتمع وأفجعه وأفزع النفوس وأصابها بحسرة من هول ما ارتكبته تلك الأم المتهمة التى أكدت واعترفت بثبات وبعقل راجح أنها قتلته لأنها تريد قتله، وأقرتْ بارتكاب الجريمة خلال استجوابها فى جهات التحقيق، لقد عثرت جهات التحقيق أثناء معاينة مسرح الجريمة، على كافة أشلاء وأجزاء جسد المجنى عليه، وعثر على سلاحى الجريمة وآثار لها بكافة أرجاء المسكن، وكشفت المعاينة عن الكيفية التى حاولت المتهمة بها إخفاء الأشلاء والعبث فى هويتها، وباستجواب المتهمة أقرتْ بتفصيلات ارتكابها الجريمة، وبواعثها وراء ارتكابها، وقصدها منها، وكيفية تخطيطها وتنفيذها هذا المخطط، وأجرتْ محاكاة لكيفية ارتكابها الجريمة بمسرح الجريمة، حيث رجحتْ شواهد وأمارات عديدة سواء خلال إجراءات المعاينة، أو استجواب المتهمة، أو سؤال الشهود، رجحان سلامة قواها العقلية والنفسية، وهو الأمر الذى تسعى النيابة العامة إلى التحقق منه على نحو يقينى بإجراءات قانونية رسمية محددة.. حفظنا الله جميعا من هذا.