رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

انتهى شهر رمضان الكريم شهر الروحانيات وفعل الخيرات وترك المنكرات. ومساعدة الفقراء والمساكين. شهر نفر فيه إلى الله، لقد مضت أيامه لدرجة تشعر فيها بأنه مر كالمح البصر، وترك لنا ولع الانتظار حتى قدومه فى العام القادم ونظل نتجرع مرارة غيابه طوال 11 شهرًا، ليهل علينا مرة أخرى بالبركات. محلاك يا شهر الصوم من زكاة وصيام وقيام لقد كان شهر رمضان هذا العام شاهدًا على أن مصر رحم للأديان السماوية حقًا. فقد قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى حديثه ببرنامجه الذى يذاع على عدد من الفضائيات المصرية والعربية عن الأسرة فى الإسلام قال إن الأسرة الشرقية صاغتها الأديان وصنعتها الأخلاق منذ آلاف السنين، فقد شهدت مصر فى الأيام الماضية احتفالات النسيج الوطنى قطبى أم الدنيا وهذا ليس من قبيل المصادفة، فمصر بلد التسامح مصر أم الدنيا تؤمن بكل الأديان، وأن الدين للديان الواحد الأحد القهار وأن الوطن للجميع يتسع لكل الأطياف. فقد توافق فى الأيام الماضية أن صيامنا فى شهر فى رمضان تصادف أن يكون أيضاً هو توقيت صيام الإخوة الأقباط. كل منا يصوم طبقًا لتعاليم دينه. كما احتفل الأقباط بحد السعف وأحد الشعانين وسبت النور، ونحن نحتفل بغزوة بدر العظيمة والعاشر من رمضان وتحرى ليلة القدر والتى قال الله تعالى فيها (إِنَّا أَنزَلنَهُ فِى لَيلَةِ لقَدرِ (1) وَمَا أَدرَاكَ مَا لَيلَةُ القدر (2) لَيَلةُ القَدرِ خَير مِّن ألف شَهر (3) تَنَزَّلُ الملائكة وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمر (4) سَلَامٌ هِى حَتَّى مَطلَعِ الفَجرِ (5) صدق الله العظيم، والتى نتحراها فى العشر الأواخر من رمضان ونظل ندعو الله ونتقرب إليه أن يبلغنا ليلة القدر ونرفع أكف الضراعة أن يمن الله علينا بالعفو والعافية. كما شهدت مصرنا العظيمة يوم الجمعة الماضى أيضاً حدثًا دينيًا مهمًا قد لا يتكرر إلا بعد أكثر من عشرين عامًا ولن تراه فى أى دولة أخرى فقد كنا نحتفل بصلاة الجمعة اليتيمة وهى الجمعة الأخيرة من شهر رمضان، وفى الوقت نفسه كان إخواتنا الأقباط يحتفلون بالجمعة العظيمة التى تسبق عيد القيامة المجيد، ولك أن تتخيل الهارمونى بين الطقوس الدينية، فقد كانت المساجد تمتلئ بالمصلين لأداء صلاة التراويح وأصوات المصليين أثناء أداء الصلاة وأصوات الائمة بتلاوة القرآن يصدح فى السماء ويملأ الدنيا خشوعًا، وفى تلك الليلة أيضاً كانت الكنائس تستقبل الإخوة المسيحيين بملابس العيد وهم يأتون من مناطق مختلفة لأداء الصلوات وأداء طقوسهم، وعلى ذلك أصوات دق أجراس الكنائس ليبدأ البابا فى إلقاء العظة، كذلك ضم الشهر الدينى تكريم حفظة القرآن الكريم، وشاهدنا معظم المحافظات تحمل هؤلاء على الجمال وفى زفة جميلة تليق بهم فهم دعاة وأئمة المستقبل ومنهم من يكون من علماء الدين، لينتهى شهر رمضان ويأتى عيد الفطر فرحة الصائمين، فكل هذه المشاهد الدينية لن تحدث ولن تجدها إلا هنا فى مصر أرض الكنانة التى ذكرها الله فى كتابه العزيز عدة مرات وكل عام ومصرنا وجميعًا بخير وسعادة.. وتحيا مصر أم الدنيا.