رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

فى الأسبوع الماضى افتقدنا جميعا المذيعة الأشهر للأطفال بمصر وصاحبة الصوت المميز والتى تربينا وكبرنا على صوتها الرنان ونصائحها كل يوم تقدم لنا غنوة وحدوتة فى موعده المحدد يوميا قبل العاشرة بربع الساعة وهو توقيت تعرفه جيدا أجيال كثيرة ويضبط الكثيرون ساعتهم على موعد ذلك البرنامج وخصوصا الأطفال، فهو موعد دقيق لم يتغير على مدى عشرات السنين فى أذهان أطفال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات و14 عاما من هذه الألفية. إنها مربية الأجيال والتى تعلمنا منها حب الأسرة واحترام جميع أفرادها كبارا أو صغارا وكذلك حب المدرسة والمدرسين والعلم وحب كل شىء، إنها أبلة فضيلة توفيق وكان لها من صفات اسمها حيث كانت تحرص على تعليم الأجيال الخلق والفضيلة واجتناب اللئام والماكرين فى حواديتها أو من خلال الضيوف العظام الذين كانت تستضيفهم حيث استضافت خلال حلقاته أبرز مشاهير مصر ومنهم نجيب محفوظ وأنيس منصور والدكتور فاروق الباز ومحمد عبدالوهاب وكامل الشناوى وسيد مكاوى وعبدالحليم حافظ والدكتور يحيى الرخاوى. من خلال برنامجها الراقى الذى كان يذاع عبر أثير البرنامج العام بالقاهرة على الأطـفال، أبلة فضيلة التى وافتها المنية منذ عدة أيام خارج مصر حيث دفنت هناك فى مشهد بسيط.

 لقد كان رحيل أبلة فضيلة أشهر مذيعة أطفال مصرية بمثابة صدمة للجميع فمن منا جميعا لم ينصت لحواديتها التى كانت تحكيها بسيناريو غاية فى البساطة ويعقب الحدوتة أغنية من نفس نسج الحدوتة وكان يتخللها موعظة وحكمة، لقد كانت أستاذة الحواديت واستطاعت أن تدخل هى وحواديتها فى عقول وأحلام كل الأطفال بمن فيهم كاتبة هذه السطور. وكان تتر برنامجها يقول مطلعه بصوت الأطفال أغنية "يا ولاد يا ولاد تعالوا تعالوا على أبلتكم أبلة فضيلة هاتحكيلكم حكاية جميلة هاتسلينا وتفرحنا وتغنينا حكاية جميلة أبلة أبلة فضيلة" وهى أغنية تتر ببرنامجها الذى تحول إلى أيقونة لتبدأ كلامها بجملة حبايبى الحلوين لتحكى أبلة فضيلة الحدوتة، لقد ولدت لأب مصرى وأم تركية وهى شقيقة الممثلة الراحلة محسنة توفيق. وحصلت على مؤهل فى القانون كانت بداية أبلة فضيلة العمل مذيعة للأطفال عام 1959 بعد انتقال بابا شارو المذيع محمد محمود شعبان إلى التلفزيون المصرى وقد بدأت مذيعة نشرات منذ عام 1951، لكن حلمها الكبير كان العمل فى برامج الأطفال، ورفضت تسمية برنامجها ماما فضيلة على طريقة بابا شارو مذيع الأطفال الشهير، وفضلت اسم أبلة فضيلة والتى تعنى بالتركية حسبما ذكرت هى من قبل أى الأخت الكبيرة، وفى نهاية عام 2014، سافرت أبلة فضيلة إلى كندا للإقامة مع ابنتها الوحيدة ريم وأحفادها حيث توفيت هناك ليوارى جثمانها بمقبرة قريبة بمدينة أجاكس بحضور عدد من أفراد الجالية المصرية وعائلة الفقيدة حيث زين علم مصر قبرها.