رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

قبل أن اكتب سطورى التالية هذه بكل حزن وأسى ممن تركوا تناول كل الموضوعات والمشاكل الحياتية، وجعلوا من الدين مادة يفسرونها ويتحدثون فيه وكأنهم اهل فتوى وفقهاء، ولهم اقول إن كل ما يتعلق بالدين وتفسيره لحياة المسلم من مأكل ومشرب ومسلك وخلافه لا يبنى على التهيؤات أو الظنون ولا يحق لمن ليس له علم به أن يتحدث فى الدين البتة، مثلما فعل مقدم برنامج على احدى الفضائيات بقوله حرفيا «بيتهيألى مفيش مانع دينى متسائلا لماذا لا يأكل المصريون لحم الخيول أو الحمير؟» هذه الجملة قالها تامر أمين فى برنامجه، هذه الكلمات ألقى بها فى برنامجه كطلقات الرصاص على الجميع وكلمة الجميع هنا لا أعنى بها انتشار البرنامج، ولكن هناك مواقع الكترونية قابعة لنشر كل ما يدور فى برامج الفضائيات، وأيضا تجد الكثير من منصات السوشيال ميديا تعيد تدوير كثير من الفقرات بتلك البرامج، ومن هنا يأتى الانتشار والوصول للكافة. وتكون تلك هي الطامة الكبرى فى نشر كل ما يُبث، خاصة اذا كان الحديث الذى يخوضون فيه بغير علم او إلمام أو معرفة ويخص أو يمس الدين وتحريم ما يضر صحة الإنسان المسلم، لقد علق مقدم البرنامج، على واقعة القبض على جزار فى محافظة الدقهلية، لبيعه لحوم خيول، وقال إن هذه الواقعة تطرح تساؤلًا مهمًا وهو إحنا ليه مبنكلش لحم الحمير والأحصنة، وكرر لماذا لا يأكل المصريون لحوم الخيول أو الحمير خاصة أنها تباع وتؤكل فى دول كثيرة فى العالم، لقد ذكر أن دولة أوروبية تتعامل مع طبق لحم الخيل بأغلى، سعر وأنا اوضح له أن تلك الدولة التى ذكرها ايضا يشتهون ويأكلون الضفادع التى تعيش فى المياه الراكدة والبرك بل ويستوردونها،  فهل يوجد هنا من يأكلها فنحن نجزع من لمسها عندما نراها فى المصارف الاسنة، أما الضيف فقال إن الأمر يحتاج إلى توافق مجتمعى قبل التشريع القانونى، مشيرًا إلى أن هناك مجتمعات تتناول الحشرات وأخرى لا تقبلها، فالأمر خاضع لأذواق الشعوب. وهنا لنا وقفة وقبل أن نعرض اقوال اهل الذكر من دار الافتاء والأزهر نقول للإعلامى وضيفه إن اللحوم سواء بيضاء أو حيوانية فقد نزل بشأنها آيات فى القرآن الكريم وشرعت وأجازت ما يأكله المسلم وحرمت ما لا يأكله، لوجود اضرار صحية للإنسان، وما حرمه الله على الإنسان يكون فيه ضرر بالغ ونجس وسموم، حيث اثبت الطب والدراسات أن لحم الحمير يُصيب الانسان بالتسمم الغذائى والكيميائى، الذى تتمثل أعراضه فى الإسهال والقيء، ويؤدى بالنهاية للإصابة بالجفاف، ولنترك الامر لأهل الذكر حيث كشفت دار الإفتاء المصرية، عبر صفحتها الرسمية بموقع  الفيسبوك، عن حكم أكل لحوم الحمير الأهلية. وقالت بتاريخ 7 سبتمبر 2016، إن  جمهور العلماء اتفق على حرمة أكل لحوم الحمير الأهلية المستأنسة التى تعيش بين الناس وتحمل أثقالهم لحديث جابر بن عبد الله -رضى الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وسَلَّمَ- نَهَى يَوْمَ خَيْبَرَ عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ وحرم نكاح المتعة، وأكدت دار الإفتاء فى منشورها أن ذبح الحمير وأكلها حرام شرعًا.

ومن جانبه، أوضح الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر خلال تصريحات تليفزيونية، الحكم الشرعى فى تناول لحوم الكلاب والخيول والحمير والبغال، مؤكدا ان تناولها حرام حيث انعقد إجماع فقهاء المسلمين على تحريم تناول لحوم الحمير والخيول والبغال بالنسبة لطعام الآدميين، حيث قال الله تعالى: «والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون». وفيها تحريم نهائى، فهذا أمر من القطعيات وثوابت الإسلام، فهى محرمة محرمة محرمة، لأنها معدة للركوب والزينة، ولم يذكر الأكل وأضاف من يريد أن يجامل فلا يجب أن يكون على حساب الشريعة الإسلامية»، وكتب الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر الشريف، عبر صفحته الشخصية بالفيسبوك بعد الجدل الذى أثاره البرنامج أن الأحكام فى الشريعة الإسلامية بما يتصل بما يحل أكله وما لا يحل جاءت مفصلة تفصيلا شافيًا، لا يحل لأى شخص مهما بلغ من العلم شأنه أن يضيف إليها شيئا أو يخرج عما أحل الله أو حرم الله، وأكد العالم الأزهرى أن النبى -صلى الله عليه وسلم- نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية وفى رواية قال: (إنها رجس).  روى الشيخان أى البخارى ومسلم أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال: إن الله ورسوله ينهاكم عن لحوم الحمر الأهلية، فإنها رجس من عمل الشيطان.هذا والله أعلم.