رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين السطور

منذ طفولتى عودنى أبى وأخى الأكبر على اصطحابى سنويًا إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب فكنت أختار فى البدايات قصصًا ذات الألوان المزركشة عن الغابة والحيوانات ثم تطور اختيارى بمساعدة شقيقى الذى يكبرى ببضع سنوات إلى شراء القصص المجسمة الروسية والانجليزية لما بها من اتقان بألوانها الرائعة ومترجمة ترجمة حرفية سهلة، ثم تطور اختيار الكتب إلى قصص الانبياء التى ساعدنى فى اختيارها ابى عليه رحمة الله ثم قصص كليلة ودمنة، وشد انتباهى آنذاك كتاب دراسة جسم الانسان وكيفية هضم الطعام والمراحل التى يمر بها وكل الحركات التى يقوم بها هذا الجهاز العبقرى الذى أبدع الخالق صنعه من اول دخول الطعام فى المعدة وتتلقاه لطحنه ثم ارساله للامعاء لتتلقاه باهدابها وبحركاتها الدودية لتبدأ فى امتصاصه وارسال خلاصة الغذاء للدم وارسال فضلات الغذاء فى النهاية للامعاء الغليظة التى تقوم بحركاتها لاخراج تلك الفضلات وتخليص الجسم منها عن طريق الامعاء ذات العضلات القوية لتنتهى الرحلة عند نهاية المستقيم، ويبدأ القلب وهو ابداع الخالق فى استقبال الدم الجديد لضخه بصفة مستمرة عن طريق مجموعة الشرايين والبطين والأُذين ويقوم بضخ الدم لرمانة ميزان الجسم وهو المخ وغير ذلك، ومازلت احتفظ بذلك الكتاب ذي الغلاف الزيتى وهو يضاهى المجلدات وأحتفظ به بمكتبتى وبين الحين والاخر أعيد قراءته لروعته ويذكرك بقدرة وابداع الله سبحانه وتعالى، ثم بدأت شيئًا فشيئًا أحدد ما اشتريه طبقا لميولى ورغباتى ودراستى وما أراه جديدًا، حتى أتى اليوم الذى من علىّ الله سبحانه وتعالى ومكننى من تأليف كتابين الاول بعنوان "أساتذة ابليس" حتى فوجئت فى ندوة مناقشة الكتاب ان من يقومون بمناقشتى وهم نخبة من اساتذة المهنة وبعض من الشعراء بانهم اثنوا جميعهم على فصول الكتاب واشفقوا على قلبى متسائلين كيف تحمل هذا القلب كل هذا السرد المتسلسل لوقائع بشعة ارتكبها متهمون فعلا يدرسون لابليس مثلما ذكرت فى عنوان الكتاب لقد «أبكيتِنا»، وكان الكتاب الثانى بعنوان Facebook me وهو تحويل العالم الافتراضى الذى نهرب اليه جميعا الى العالم الواقعى، ويناقش الكتاب هروبنا من واقعنا الحالى إلى الواقع الافتراضى الذى سرقنا نحو عالم محفوف بالمخاطر والصداقات والعلاقات والافراح والاحزان والانتقال إلى هذا العالم الذى بات يتحكم فى كل الامزجة حتى اطلقت على كتابى الـثاني عنوان انا وتوأمى فى المعرض وعلى الرغم من بعد المكان وغلاء سعر تعريفة الركوب بالباص إلى المعرض والتى وصلت إلى 20 جنيها لاتوبيس تابع لهيئة النقل العام. وكل هذه المصاعب لكننى فى زياراتى التى كانت خاطفة وقليلة كنت اشعر اننى اذهب بالفعل لاولادى، وكنت اظل عالقة النظر بهما وهما متراصان على أرفف دار النشر بالمعرض الدولى للكتاب بالقاهرة خاصة وانا أغادر المكان، لقد نشأت علاقة عاطفية بين قلبى وعقلى وبين الكتابين وأصبحت ترقى لحالة العشق، ولما لا وهما نتاج قدح زناد فكرى. وأمام كل ذلك أجد ان الكتاب مازال يحتل عرس الثقافة بضم العين رغم الاكتساح النتى ومواقعه للعقول واستحواذه على فكر الكبار والصغار، حتى رأيت بأم عينى اقبالًا كبيرًا على المعرض من مراحل عمرية مختلفة من بينهم من يحمل حقائب كبيرة مملوءة بالكتب وزحامًا كبيرًا وأعدادًا كبيرة وطوابير امام بوابات الدخول. وانتهت دورة المعرض الـ54 وفعالياته الثقافية التى تقام سنويًا فى القاهرة وترك فى قلوبنا وعقولنا لوعة الانتظار للعام القادم إن شاء الله.