عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

لم يكن الزميل والصديق سيد عبدالعاطى الصحفى المغامر الباحث عن المتاعب فى بلاط صاحبة الجلالة بالنسبة لى مجرد زميل فى الوفد، أو رئيس تحرير أسبق بالوفد ورئيس مجلس إدارتها، بل تزاملنا فى صحف خارج اطار الوفد وكان جارا لأخى وصديقا حميما لكل أفراد أسرتى هو وزوجته الزميلة الصحفية هالة الشقيرى شفاها الله، والتى زاملتنى أيضا فى جريدة الحياة قبل أن يأتى بنا القدر كل بمفرده إلى جريدتنا «الوفد» الغراء، لقد تزاملت مع الصديق الراحل قبلها فى جريدة الأحرار وشباب الأحرار، وعندما انتقلت لـا«لوفد» كان الصديق سيد عبدالعاطى قد سبقنا إلى هناك، وكل منا كان يكافح فى تخصصه حتى أصبحنا نجوما، كل فى تخصصه، فأنا تخصصت فى الحوادث والقضايا وتغطية المحاكمات لعتاة الإجرام والإرهاب والمتهمين فى كافة الجماعات الإرهابية والآداب ونهب المال العام، حتى أصبحت تتهافت على الصحف العربية واشهر الوكالات الأجنبية لقرابة العشرين عاما، وذلك بعد اللف كعب داير على أقسام الجريدة عدا الرياضة، كذلك كان الصديق الراحل تخصص فى المغامرات الصحفية التى لفتت انظار القراء له حتى أصبح أيقونة الصحافة التحقيقية المؤثرة بل الخارقة للعادة، وكذلك صحافة المعايشة والمغامرة والاستقصاء والاقتحام، فهو الصحفى الذى نام فى تابوت الملك فى الهرم متحديا لعنة الفراعنة، وتسلل إلى مطار القاهرة ليقود طائرة، ويقتحم أحد السجون.. ويعايش مجانين العباسية. وفى ذات يوم وانا اعمل بجريدة الشرق الأوسط السعودية مع المرحوم الأستاذ الصحفي بالأهرام لبيب السباعى، وكان المدير الإقليمى لمكتب القاهرة ويساعده زميله الخلوق عبدالعظيم درويش، وهما أساتذتى فى تغطية الأخبار لمراسلة الصحف العربية حتى تم طرح اسم الزميل سيد عبدالعاطى لضمه إلى فريق التحقيقات بالمكتب، فتهللت اساريرى وشعرت أن أحد أفراد أسرتى سوف يعمل معى بتلك الصحيفة الدولية حتى جاء تحقيق سمى بتحقيق الازمة له، وكان مغامرة وحدثت أزمة على أثره وهى واقعة الأشهر من نوعها وحزنت له على أثرها لأنها تسببت له فى أزمة عنيفة ومشاكل، وتم غلق مكتب الجريدة بالقاهرة ثم أعيد فتحه من جديد وعدنا جميعا للعمل بها ولكن بدونه، وكان حزنى عليه أشد ولكننا بقينا زملاء وأصدقاء فى أروقة جريدتنا الأم وهى «الوفد»، وكان -عليه رحمة الله- صديقا لأسرتى، ففى يوم أخبرته فى الثانية صباحا وهو رئيس تحرير أن أبى -عليه رحمة الل-ه تعرض لأزمة صحية عنيفة ومفاجئة، رغم أنه كان صحيح البدن وكان والدى يعز الصديق سيد عبدالعاطى، وهو أيضا كان يبادله المعزة والسؤال الدائم عليه مثل باقى أفراد الأسرة، بل ويزيد وكان جارا لأخى أيضا، فما كان منه إلا أن وجدته أمامى أنا وكل الجيران داخل معهد ناصر وظل معنا حتى الصباح، وظل يطمئن عليه يوميا ويوصى الأطباء وأنه بمثابة والده، ونفس الشىء فعله مع مرض أمى عليها رحمة الله على الرغم من أنه كان قد ترك رئاسة التحرير، لكن الصداقة لا تعرف مناصب ولا تحدها مراكز عند النبلاء.

لقد رحل الصديق الوافى ضمن شجرة أصدقاء لى بدأت تتساقط أوراقها وتسقط حبات ثمارها، سواء بالوفد أو فى جميع الصحف التى تربطنى بهم مواقف عظيمة وصداقات وفية وهم كثر، ولقد رحل رفيق رحلة طويلة من الكفاح فى محراب صاحبة الجلالة تاركا مسيرة عطاء مُثمرة وتعاون مشترك فى سجل المغامرات الصحفية شديدة التميز والجرأة التى كان لها صدى واسع فى عالم صحافة الزمن الجميل. كان الجميع يتحدث عن مغامراته الصحفية وتحقيقاته الاستقصائية فى الثمانينيات والتسعينات. هذه الرحلة الطويلة دارت مواقفها فى ذهنى وأنا أكتب كلماتى هذه وكأنها لمح البصر عليك رحمة الله يا صديقى الخلوق، فها هى الدنيا سوق انتصب ثم انفض وعندما أتى الرحيل لبيت نداء ربك ورحلت عن دنيانا الفانية، فإلى الملتقى يا صديقى عليك سحائب الرحمات.