رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

نبض الكلمات 

حينما تقرأ كلاما قديما بينك وبين أحد فى الماضى، ستعرف كم أن الناس تتغير مع الزمن وأن المحبة تختفى وأن الوعود تُنسى، تعلمنا أن حتى العتاب لن يجدى نفعاً أبدا، ولن يكسب قلبا ولن يرد غائبا، ولن يحافظ على أحد بالقوة، فلا اكراه حتى فى الوفاء بأخلاق الوعود وأدبيات الإنسانية تعلمنا من هذا الزمان العجيب أن نرخى قبضتنا فى كل شىء. وليرحل من يرحل وتمضى الأيام، وتأخذ معها أشياء كنا نظن أننا لا نستطيع أبداً العيش بدونها، لكننا استطعنا واعتدنا غيابها وفراقهم.. «الله الإنسانية».. عفواً لقارئى الحساس على هذه المقدمة المزعجة. 

جرائم قتل مروعة بدأت تنتشر فى السنوات الأخيرة أدت إلى بداية ميلاد مجتمع دموى متوتر وفى حالة قلق دائم بسبب وبدون سبب، فى الحلقة السابقة ذكرت اسبابا جوهرية عن مذابح الأزواج ولأسباب تافهة عدم الرضا والقناعة بالعيشة «الضنك» وتمرد كليهما على الآخر الذى زاد من حالات الضجر والحاله المزاجية السيئة، والتوتر العصبى بسبب الأعباء المعيشية المضطربة كذلك حالة الجفاء التى سادت معظم البيوت المصرية، وتبادل الأدوار فى تحمل المسئولية وضاع مفهوم الرعية، فطمست الهوية المصرية الأصيلة التى كانت معروفة منذ القدم الترابط والتماسك المتين، للأسف تهاوت كل هذه المعانى النبيلة وسقطت فى بئر الحرمان. 

جرائم دموية عجيبة بدأت تنتشر فى السنوات الماضية أيضا أهم أسبابها «الحب القاتل» ضحاياهم طلبة فى سنوات الزهور.. «العشق والغيرة» من الدوافع القوية ورفض الفتيات ارتباطهن بشباب بأعينهم بسبب ضعف امكانياتهم والرغبة الجامحة لهن فى تحقيق الثراء والحياة الفارهة وأطماع أخرى مرتبطة بطبيعة الحياة التى يحلمن بها ويرتبطن بالشباب اللذين يحققون لهن أمانيهن، لتصدم هى الأخرى بفارس الأحلام طلع أكذوبة فقير وبسيط ليس لديه القدرة على توفير حتى مسكن الزوجية، فتبدأ الأزمة من خلال مواقف درامية عجيبة تفوق ممثلى الأوسكار لعبوا أدوار البطولة خلال منصات التواصل الاجتماعى حصدت ملايين المشاهدات.. بدأت بالطالبة «أمانى» بكلية التربية الرياضية من محافظة المنوفية التى قتلت باسم الحب على يد «أحمد»، الذى عثرت أجهزة الأمن على جثته على الطريق الزراعى منتحرا بنفس السلاح الذى أطلق به النار على أمانى.. وشاب يدعى «إسلام» قام بطعن «سلمى» طالبة الإعلام بأكاديمية الشروق بعد رفضها وأسرتها الارتباط به لسوء سلوكه وشذوذ أفكاره... وقضية «نيرة أشرف» التى سقطت أمام العامة وفصل «محمد» رأسها عن جسمها وأمام الحرم الجامعى لآداب المنصورة، والتى أصابت الرأى العام بالذهول، ومازالت حديث «الميديا» واحدة من أشهر القضايا التى وقعت بدافع الغيرة وخلافات عاطفية بعد أن شعر أن حبيبته غدرت به وتركته.. لذلك كان سوء اختيار كليهما للآخر سببا فى شظايا التصادم لتنتهى العلاقة بالانهيار، كشفت حقيقة العلاقة وعدم وجود حب اصلا وانعدام التفاهم بل الغضب والصراخ والعنف وأخذ الحق بالقوة كان سيد الموقف. 

وهكذا نكتشف أخطر أسباب جرائم القتل بين العاشقين والأزواج غالباً ما تكون اقتصادية؛ مثل فقر الأسرة وعدم توافر الاحتياجات الأساسية للأسرة «فنجد البقاء للأقوى فى عنف الحصول على لقمة العيش من بعضهم، كما أن سوء الاختيار لشريك الحياة وضعف الوازع الدينى أيضا من المسببات... تقع المرأة أو الفتاة الضحية فى النهاية إما قتيلة أو تنهى حياتها فى دهاليز ساحات المحاكم وتشرد أطفالها. 

فحاولى أن تحكمى على الرجل بطريقة أخرى غير الانبهار بذلاقة اللسان والمظهر الخادع.. وأقول يا سيدتى أو فتاتى حاولى أن تعرفى بفطرة المرأة و بصيرتها ما وراء الكلمات وما وراء الثياب البراقة.. ورب رجل صامت يغلب عليه الحياء، أكثر طيبة وأكثر حبا من رجل «دحلاب» والرجولة ليست فى جمال الوجه كما قلت، ولكنها أيضا ليست فى الكلام وذلاقة اللسان.. الرجولة فى الصدق والصراحة والإحساس بالمسئولية وتحمل الأعباء ومواجهة الحقيقة حتى لو كانت مريرة.. الرجولة أمانة وشرف وعمل.. وليست سرقة وتبديدا واحتيالا أعتقد كان هيفرق معاها كثيرا لو كانت اختارت صح لأنها بالطبع الخاسر الأكبر... وللحديث بقية.

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية

 وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

[email protected]