رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

حسم الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر، الجدل حول ما يحاول أصحاب العقول المنغلقة والقلوب المريضة فرضه على مجتمعنا كل عام، من جدل عقيم بمدى مشروعية تهنئة المسيحيين فى المناسبات المختلفة، وقدم التهنئة باللغتين العربية والانجليزية للمسيحيين فى الشرق والغرب بأعياد الميلاد المجيد.

ووجه الإمام الأكبر مجموعة من الرسائل نشرتها صحيفة «صوت الأزهر» عدد الأربعاء 28 ديسمبر 2022، أكد فيها أن التهنئة ليست مجاملة أو شكليات، وإنما من تعاليم الدين الحنيف.

رسائل الإمام الأكبر لم تقتصر على مسألة التهنئة بالعيد، بل امتدت بكل ذكاء ووعى وطنى لفض الكثير من الإشكاليات التى يحاول المتطرفون الولوج منها للنيل من وحدة واستقرار مجتمعنا، مستغلين العاطفة الدينية التى تميز الشعبى المصرى، فأكد الدكتور أحمد الطيب أن التوراة والإنجيل هدى ونور، ودرسنا فى تراثنا عدم جواز مسهما دون طهارة، وأنه لا يوجد فى القرآن أديان مختلفة، لكن رسالات إلهية تعبر عن الدين الإلهى الواحد. وحدد العلاقة مع غير المسلمين بأنها علاقة المسلمين بمن يسالمهم -أيا كانت عقيدته وملته- هى علاقة البر والإنصاف.

وأوضح شيخ الأزهر أن مصطلح أهل الذمة لم يعد مناسبًا للعصر، وأن مصطلح الأقليات لا يعبر عن روح الإسلام ولا عن فلسفته، وأن المواطنة تعنى المساواة الكاملة فى الحقوق والواجبات بين المواطنين جميعًا وأنها أصل فى الإسلام.

وحول الموقف من المسيحيين فى مصر أوضح شيخ الأزهر أنهم مواطنون متساوون فى الحقوق والواجبات، وأنه لا يوجد فى القرآن ولا فى السنة النبوية ما يحرم بناء الكنائس، وأشار إلى أن المضايقات عند بناء الكنائس ميراث وعادات وتقاليد نهى عنها الإسلام، وأن حماية الكنائس واجب كالمساجد، والميت دفاعًا عنها شهيد، وشدد على ضرورة القصاص ممن يرتكب جرائم القتل والاعتداء أيًا كانت ديانة الجانى أو الضحية.

وأوضح شيخ الأزهر أن طعام المسيحيين حلال بنص القرآن الكريم، وأن الزكاة والصدقات تجوز للفقراء من المسيحيين، وأن التهادى بين المسلم والمسيحى مشروع.. ويجسد سنة النبى (صلى الله عليه وسلم)، وأن رعاية الجار المسيحى مشروعة وواجبة فى المساعدة والتهنئة والمواساة.

ثم لمس الإمام الأكبر واحدة من أكثر القضايا حساسية فقدم تصحيحًا للفهم فى إشكالية يحاول البعض التغافل عنها، وأوضح بعبارات واضحة صريحة أن أحكام مواجهة التتار أو الصليبيين لا يجوز تطبيقها على غير المسلمين.

واختتم الإمام الأكبر رساءله بالقاعدة العامة التى أكد فيها «لهم ما لنا وعليهم ما علينا».

حديث شيخ الأزهر لم يترك قضية إلا وحسمها بكل وضوح، وهو حديث العقل والقلب من مؤسسة الأزهر منبع الوطنية الحقيقية عبر تاريخ مصر المديد. المؤسسة التى اعتصم بها المصريون فى مواجهة قوى الاحتلال المختلفة، وفتحت أبوابها ومنابرها لكل المصريين، فوجنا رجال الدين المسيحى يعتلون منبر الأزهر ويخطبون فى المصريين أثناء ثورة 1919. إن ما قدمه الإمام الأكبر يمثل حسمًا تنويريًا، يجب أن تتبناه الصحف ووسائل الإعلام المختلفة لتعزيز التسامح والمواطنة والأخوة الإنسانية. وأتمنى أن تكون رسائل الإمام الأكبر هى القاعدة التى تنطلق منها الحوارات الوطنية المسئولة لحماية المجتمع من موجات التطرف.

تحية خالصة من القلب للإمام الطيب شيخ الأزهر، منارة مصر ورمزها الأصي، وأحد أهم عناصر قوتها الحقيقية فى العالم.

 

[email protected]