عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

بين السطور

قرار حبس المتهم بضرب والدتِه بفاقوس على ذمّة التحقيقات، الذى اصدره المستشار حمادة الصاوى النائب العام منذ يومين اراح النفوس واثلج الصدور وفرحت به انا شخصيا رغم عدم معرفتى لا بالجانى ولا بآلام المجنى عليها، لكنه قرار يعيد للقيم توازنها بعد ان شاب الصورة المجتمعية بعض الاهتزازت فى القيم والمبادئ، ان هذه الأم المسنة مهيضة الجناح والتى نهش الزهايمر ذاكرتها، أقر ابنها المعتدى عليها عقب القبض عليه بارتكابه هذه الواقعة المؤسفة، وبصحة المقطع المتداول والذى ظهرت فيه مأساة الأم من خلاله مقطع مصوَّر لها وهو يعتدى عليها وتم تداوله  بمواقع التواصل الاجتماعي. ورصدته  إدارة البيان والمرافعة بمكتب النائب العام بقيام المتهم بالتعدّى فيه على والدته بالضرب بأداة، وعندما استمعت النيابة  لشهادة المجني عليها والبالغة٩٧ عامًا أكدت ديمومة تعدي ابنها عليها، ونفس الكلام اكدته زوجته وابناؤه وشقيقه حول تعدي المتهم على والدته المصابة بمرض (الزهايمر) بالضرب، وأن اهله صوَّروا الواقعة المتداولة منذ شهر مضى لإرسالها لأشقاء المتهم؛ لنجدةِ المجني عليها، وأن سبب تعدي المتهم على والدته ضِيقُه من مرضها وشيخوختها، وامام هذه الجريمة النكراء نرى ان  النيابة العامة أكدت فى بيانها الذى اصدرته بشأن تلك الواقعة تصديَها الحازم لمثل هذه الوقائع الشاذَّةِ عن المبادئ والقيم الأسرية في المجتمع المصري، التي تُقدس برَّ الوالدين والإحسان إليهما وإكرامهما في كبرهما، والتواضع لهما ذلًّا ورحمةً كما كانا يرعيان المرء في صغره، والتلطف معهما في القول والفعل والمعاملة زيادةً في تبجيلهما، كما تؤكد ملاحقةَ مرتكبي هذه الجرائم المستغربة بصرامةٍ بما خوَّلها القانونُ من إجراءات. ومازالت التحقيقات مستمرة، وهنا نؤكد وباستقراء سريع فى هذا النوع من الجرائم، فقد شهد هذا الاسبوع 3 وقائع جحود وعقوق فى حق الامهات، وصلت لتعدى الابن على امه فى واقعتين والثالثة كانت الضربة القاضية للنفوس لأم مريضة مسنة وقعيدة تحدثت خلال استضافتها عن صدمتها في ابنها، ولم تكن تتوقع من ابنها الوحيد الذي تركها وحيدة في الحياة قائلًا لها «ربنا يتولاكي».. وغادر المنزل مع زوجته وتركها بمنتهى القسوة والجحود، عندما مرضت وكبرت لتعيش مأساة حقيقية   لتواجه العوز والفقر والمرض حيث لا يوجد أهل ولا أقارب لها، فقد ظهرت فى احد البرامج وأبكت كل من شاهدها وهى تنتحب عندما سمعت صوت ابنها من خلال اتصال هاتفى اجرته معه القناة، لتستعطف ابنها الذى كان يجيب ببرود تام  وتسترحمه ان يعود اليها ليعيش معها، وتقول له ارجع وعيش معايا يا محمد ارجع يا بنى يا حبيبى مش عايزة منك اى حاجة غير انك تعود لى عايزاك جنبى يا بنى انا قربت اموت علشان تكفنى تعالى يا محمد يا بنى ارجوك، وهى فى حالة انهيار تام جسدا وقولا وكان وجهها وجسدها ينتفضان اثناء مناشدتها لابنها، والدموع تغسل وجهها وتساقطت على جلبابها الاسود ليتولى مقدم البرنامج مناشدته باللين ثم بالحدة  بعد ان ارهقها هذا الابن ببرود تام يفوق الثلج، قائلا ياما ارجعلك ازاى وانا عايز اكل عيالى ومراتى، لتزداد حالة شعورآلام بالضياع وهى ست مسنة لتترجى المذيع بصوت يملؤه الشعور بالفقدان والضياع، ارجوك اقنعه يعيش معى،  فهو ابنى الوحيد ولم ابخل عليه ابدا، والآن اعانى المرض والوحدة القاتلة وسط حياة قاسية لا تعرف الرحمة والمذيع يقول له الا تستحق امك ان تبديها عن كل شىء حتى عملك ارجع لها، وطبطب عليها دا انت ابنها الوحيد امك مش عايزة منك فلوس امك ضحت علشانك لتقول الأم انا عمرى ما سيبتك يا ابنى والمذيع بعد فاصل من النصائح له وطلب منه أن يقبل يدها وقدمها وأن ينال رضاها فالخير والبركة في رضاء الأم، وقال له المذيع اعدك بمساعدتك بمشروع تعمل به وهنا ظهرت النوايا الغريبة ليقول هذا الابن تبقى حليت المشكلة ليؤكد له المذيع ان امك اهم من اى شىء وكما تدين تدان فبرامك، بكسر الباء وامام مأساة هذه الأم  قام الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالتكفل بالحاجة منى وسداد الديون المستحقة عليها وتبقى لنا كلمة أنّ العاقّ لوالديه يخسر دينه ودنياه، لأن العقوق كبيرة من الكبائر ولا يكون له قَبول بين الناس، قال الله تعالى (وَقُل رَبِّ ارحَمهُما كَما رَبَّياني صَغيرًا)  فتبا  لعاق والديه.