رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

حكاوى

مع بدء كل عام دراسى يواجه طلاب الجامعات مأزقاً خطيراً، يتمثل فى عدم وجود كتب دراسية، وتظل هذه المشكلة حتى قرب الامتحانات سواء فى الفصل الدراسى الأول أو الثانى.. والسؤال الذى يفرض نفسه لماذا يتأخر إصدار الكتب الدراسية، رغم أن أستاذ المادة يقوم بتدريسها كل عام؟ والمعروف أن المحاضرة مهما طال وقتها لا تكفى أبداً ولا تكون وسيلة فقط لتلقى العلم، إنما المحاضرة هى عرض لرؤية الأستاذ فى القضايا التى يثيرها وتتمثل فى شرح الخطوط العريضة للمادة التى يتم تدريسها، وهى بذلك ليست كافية ولا يمكن أبداً بأى حال من الأحوال أن تكون بديلاً عن الكتاب.

أزمة الكتاب الجامعى تتكرر كل عام، ويضطر الكثير من الطلاب إلى الاعتماد فقط على المحاضرات التى يلقيها أستاذ المادة، وهذا يعد تقصيراً من الأستاذ، لأن أمامه قبل الدراسة فترة طويلة لإعداد كتابه الدراسى، الذى يجب أن يعتمد عليه الطلاب فى المقام الأول.. ولذلك فإن الطالب الذى يرجع للكتاب بعد المحاضرة تتثبت فى رأسه كل المعلومات التى يريد توصيلها الأستاذ.. لكن يتعمد الأساتذة تأخير إصدار الكتاب إلى ما قبل عقد الامتحانات بأيام قليلة، فهذا مرفوض جملة وتفصيلاً ويجب ألا يتم أبداً.

والحقيقة أن الجامعات المصرية الحكومية أو الخاصة أو الأهلية تضم نخبة ممتازة من العلماء كل من تخصصه، لكن ما ينقصهم هو إصدار الكتاب الدراسى فى وقته. وأعتقد أنه لو صدرت توجيهات من رؤساء الجامعات بضرورة عدم تأخير إصدار الكتاب الجامعى، يكون أصلح للعملية التعليمية برمتها، لأن فكرة إصدارالكتاب خاصة فى كليات الحقوق والهندسة والطب بكل أنواعه المختلفة مهم جداً، فلا يجوز أبداً الاعتماد فقط على محاضرات الأساتذة، لأن المحاضرة كما قلت سابقاً هى بمثابة شرح عام لمجمل القضية التى يثيرها أستاذ المادة، ودون الرجوع إلى المراجع المتعلقة بها تكون هناك أزمة خطيرة فى العملية التعليمية ذاتها..

وبمناسبة الكتب الجامعية والحديث عنها، لا يمكن أبداً إغفال الطريقة التى كنا ندرس من خلالها فى كلية آداب جامعة القاهرة فى نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، حيث كانت تضم هذه الكلية العريقة علماء كباراً وأساتذة متخصصين ومازالت الكلية تضم هؤلاء العلماء الكبار، فكل جيل من العلماء يسلم الراية للجيل الذى يليه، أذكر أن طريقة تلقى العلم كانت تتم من خلال قيام أستاذ المادة فى أول يوم دراسى بالحديث مثلاً عن أربع أو خمس قضايا مهمة، وقبل أن يغادر قاعة الدرس، يملى علينا العديد من المصادر والمراجع التى تناولت هذه القضايا التى ينوى تناولها طوال العام الدراسى.. وكان على الطلاب ضرورة الذهاب إلى المكتبة الرئيسية فى الجامعة وغيرها من المكتبات. وهنا يتعلم الطلاب ويتم إثراء فكرى للعملية التعليمية.

على أية حال طالما أن هذه الطريقة العلمية الصحيحة قد اندثرت الآن فى الجامعات المصرية، فإن الأستاذ الجامعى مطالب بضرورة إصدار الكتاب فى موعد الدراسة. وليس قرب إجراء الامتحانات. أتمنى على رؤساء الجامعات أن يراعوا هذا الأمر المهم، بدلاً من ترك الطلاب فى حيص بيص.