رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

حكاوى

 

استضافة جامعة القاهرة حفل توزيع جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة يوم الخميس الماضى. يعد حدثاً ثقافياً رائعاً ويأتى فى إطار التعاون الكبير بين حكومتى وشعبى مصر والسعودية.. وفى حضور كوكبة من العلماء والمفكرين والمثقفين تم توزيع الجائزة على الفائزين من جميع أنحاء العالم بحضور أسامة بن نقلى، السفير السعودى، والدكتور محمد الخشت، رئيس جامعة القاهرة، ونائبى وزير التعليم العالى فى مصر والسعودية. كما شارك فى هذا الحفل الثقافى فضيلة الدكتوو شوقى علام، مفتى الديار المصرية، الذى ألقى فى نهاية الحفل كلمة مهمة بشأن الترجمة ودورها الثقافى بين شعوب العالم منذ العهدين الأموى والعباسى وحتى الآن.

ما جائزة الملك عبدالله للترجمة؟!.. هى نافذة معرفية مهمة ضمن اختصاصات مكتبة المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وقد تم إقرار هذه الجائزة ومنحها سنوياً للأعمال المترجمة من اللغة العربية وإليها، بهدف تعزيز التواصل بين الثقافة العربية والإسلامية والثقافات الأخرى العالمية، وإثراء المكتبة العربية باحتياجاتها من مصادر المعرفة التى تدعم خطط وبرامج التنمية والتعريف بالإنتاج الثقافى والإبداعى والعلمى العربى على المستوى العالمى. والمعروف أن الترجمة تشكل ضرورة حضارية للاطلاع على معارف العالم وعلومه وتقنياته، كما أن الترجمة تنقل النص الإنسانى بمختلف توجهاته العلمية إلى الحياة الثقافية العربية، وفتح نوافذ عالمية أمام الباحثين والعلماء للاطلاع على كل جديد من الإصدارات المتنوعة فى العلوم والتاريخ والأدب وخلافه.

وكما يقول فيصل بن معمر، رئيس مجلس أمناء الجائزة، فى كلمته، إن الترحمة كفعل إنسانى وثقافى وحضارى تقوم بدور بارز ومهم للبشرية، حيث تعمق ثقافتهم وتثرى معارفهم وعلومهم وتكسبهم خبرات ومعرفة واطلاع، بوصفها جسراً يربط بين الثقافات المختلفة فى كل أرجاء العالم. والترجمة هى الوسيلة التى نتمكن بها من الاطلاع ومعرفة أحدث ما توصلت إليه الدول المتقدمة فى المجالات العلمية وكل مجالات المعرفة الإنسانية. ولذلك فإنه من الضرورى العمل على تحفيز الدول والدور الثقافية على الاهتمام بالترجمة، وهو ما تقوم به مكتبة الملك عبدالله عبدالعزيز.

وكلنا يعلم تماماً أن الترجمة من القضايا المهمة العلمية والفكرية التى اهتم بها الإنسان منذ بدء الاتصال الإنسانى والتجارى والاقتصادى والثقافى بين الشعوب. وأدت الترجمة دوراً مهماً فى سد الفجوة اللغوية والثقافية بين الحضارات، ويتضح من تاريخ الترجمة أنها ظهرت كنتيجة حتمية لتعدد اللغات ووسيلة لتشجيع التجارة بين الدول وأداة لنشر الرسائل الخاصة بالمعتقدات الدينية وكذلك الأفكار والمعارف التى صاغها الفلاسفة والمفكرون الأوائل.

وعندما كنا طلاباً فى كلية الآداب جامعة القاهرة، كان أساتذتنا العظماء الأحياء منهم والأموات، رحمهم الله، كانوا يركزون على أهمية الترجمة فى نقل العلوم والمعارف، ولولا الترجمة ما كانت الأمم عرفت تفاصيل الشعوب الأخرى.. والترجمة ليست رافداً ثقافياً وحسب وإنما هى ضرورة معرفية مهمة جداً للتبادل الثقافى والمعرفى بين كافة الشعوب. وكذلك فإن جائزة الملك عبدالله للترجمة تعد من الأمور المهمة فى عصرنا الحاضر فى نشر الثقافة والمعرفة ويأتى حفل توزيع جوائزها من جامعة القاهرة بمثابة رسالة تنوير جديدة، تنطلق من هذا الصرح العلمى الكبير الذى يتباهى من يتخرج فيه.

شكراً لمجلس أمناء الجائزة.. وشكراً لاستضافة هذا الحدث التاريخى داخل جامعة القاهرة، الجامعة الأم لكل الجامعات العربية والإسلامية.