حكاوى
من الجلسات المهمة التى دار فيها النقاش فى منتدى الإعلام العربى الذى تعقده سنويا دولة الإمارات العربية المتحدة فى دبى برعاية الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى الجلسة الخاصة بالدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة. لقد وجه قرقاش عدة رسائل قوية بشأن المنطقة العربية ودورها خلال المرحلة القادمة. كل هذه الرسائل تحوى رؤية استراتيجية للمنطقة وعلاقة العرب بالنظام العالمى الجديد.
قرقاش من السياسيين العرب الذين يمتلكون رؤية سياسية رائعة وله دور عربى مهم ومعبر حقيقى عن سياسة دولة الإمارات. وليست هذه المرة الأولى التى يوجه فيها رسائل مهمة. فقد تعوّد الرجل أن يعبر بشكل واضح عن طموحات الإمارات والدول العربية، ومن هذه الرسائل التى أطلقها أمس فى المنتدى الإعلامى العربى، ما يتعلق بالحرب الروسية - الأوكرانية، حيث يرى أن اللجوء للقانون الدولى هو الأساس فى هذا الأمر، وأن دولة الإمارات ليست مع أو ضد أى دولة ولكنها ترى أن اللجوء إلى قواعد القانون الدولى هى الفيصل فى هذا الشأن، وأعتقد أن كل الدول العربية تنتهج هذه السياسة المتوازنة.
والرسالة الثانية التى وجهها قرقاش هى الشراكة المهمة فى الاقتصاد بين الإمارات والسعودية ومصر وخلق جو من التنافسية بين الدول الثلاث. والحقيقة أن هذا التوجه واضح وظاهر بين هذه الدول فى الكثير من المتاحة بهدف خدمة شعوب المنطقة العربية ووجدنا الكثيرمن الاتفاقيات التى تمت خلال الفترة الماضية، والدول الثلاث تنتهج سياسة اقتصادية واضحة فى هذا الشأن منذ فترة طويلة وتحديدا منذ تبنى الرئيس عبدالفتاح السيسى سدة الحكم وتبنيه مشروعا وطنيا يخدم مصر والدول العربية. ولذلك فإن اقتصاد الدول الثلاثة قائم على التنافسية لخدمة المنطقة بأسرها.
الرسالة الثالثة والمهمة التى وجهها قرقاش فى منتدى الإعلام العربى هو ما يتعلق بالحرب اليمنية، والتى طالت وحان الوقت لوقف هذه الحرب، حيث لا يمكن قبول أن تختطف جماعات إرهابية دولة مثل اليمن. فقد آن الأوان لوقف هذه الحرب ووقف جرائم الحوثى. وأعتقد أن رؤية الإمارات فى هذا الأمر تتفق مع الرؤية العربية فى هذا الشأن. وكلنا يعلم أهمية أن تتفرغ الدول لقضايا التنمية من أجل خدمة الشعوب العربية والاهتمام بازدهار المنطقة ليكون لها الدور الفعال فى المستقبل. وكلنا شاهد الدور المصرى العظيم فى الحرب على الإرهاب. وحققت مصر نجاحات باهرة فى القضاء على معاقل الإرهاب، وكانت فى ذات الوقت بحرب أخرى من أجل التنمية وتحققت إنجازات وإعجازات على الأرض يشار إليها بالبنان من كل دول العالم.
نعود مرة أخرى لرسالة أخيرة للدكتور قرقاش الذى يرى ضرورة وقف الاحتراب واستبداله بالتنمية وإقامة علاقات ثنائية بين الإمارات وكافة الدول قائمة على الاحترام المتبادل والتعاون الاقتصادى والتنافسية بين هذه الدول من أجل الازدهار والاستقرار لكل شعوب المنطقة، وبما يعود بالخير على الشعوب العربية وتوفير الحياة الكريمة لهم.. ويقول قرقاش فى هذا الصدد إن الحوارات التى تجريها الإمارات حاليا تتعلق بالمشروعات الاقتصادية والفرص الاستثمارية وبالمنافسة اللائقة مع الكل من أجل توفير الاستقرار والازدهار.
لقد سعدت جدا بهذه الجلسة النقاشية داخل المنتدى التى أطلق من خلاله قرقاش رسائل مهمة للعالم أجمع، وهى رسائل تتفق فى رؤيتها كافة الدول العربية، لأنها موضوعية ورصينة، وتنم عن استراتيجية للعقد القادم إن شاء الله.