رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

حكاوى

 

 

 

 

 

المتأمل فى ثقافة المجتمع المصرى يلاحظ أنها تفتقد التماسك والقوة وتعانى من تلاشى مناعتها الثقافية نتيجة العديد من المتغيرات، مما أدى إلى ضعف هذه الثقافة وتقاعسها عن القيام بدورها فى ضبط التكامل والتكافل الاجتماعى وفى توجيه السلوك البشرى فى شتى مجالات الواقع الاجتماعى، كما قالت الباحثة رنا حسنى أمين عثمان فى التغيير الثقافى وأثره على المجتمع المصرى، وبعض هذه المتغيرات يرجع إلى موقف النظام السياسى من عملية تحديث المجتمع والثقافة بينما يرجع بعضها الآخر إلى طبيعة التحولات الاجتماعية والقوى الفاعلة فى إطاره. وهناك رأي ثالث يرجع انحدار الثقافة إلى أوضاع القوى الاجتماعية وحالة الضعف والانهيار التى أصابت الطبقة المتوسطة.

وقد تفاقمت الصورة خلال العقد الأخير من القرن العشرين، حيث شهدت مصر العديد من التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وتمثلت التحولات الثقافية فى تغليب القيم الفردية والكسب السريع وطغيان المادة على القيم الجماعية وتعزيز جهود الإصلاح والاستدامة، حيث ترسخت القيم الفردية بديلا للقيم الجماعية وتساوت القيم المادية التى باتت تعلى من قيمة الفردية التى تسعى إلى الكسب السريع على حساب العمل والإنتاج، وهناك سادت قيم الثروة والنجاح الفردى بديلا عن قيمة العمل الإنتاجى والقيم الاجتماعية وبذلك وجدنا أن القيم الاستهلاكية جاءت بديلا عن القيم الإنتاجية.

وفى ظل تلك التغيرات المتسارعة فى المجتمع المصرى تزداد أهمية وسائل الإعلام ومنها الصحافة ويقع على عاتقها دور كبير فى التغيير الثقافى، الذى طال المجتمع لما لها من قدرة هائلة على التأثير فى سلوك الجمهور ولما لها من مسئولية مجتمعية فى التوعية والإرشاد، وقد كان للتغيير الثقافى تأثير قوى فى طبيعة الأخبار فى مصر كما أثرت التغيرات السياسية والأزمات الاقتصادية، خاصة خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى المشهد الإعلامى وكانت ولا تزال وسائل الإعلام تسيطر على طريقة تفكير وتلقى الجمهور للثقافات المختلفة.. والحقيقة أن فترة الخمسينيات والستينيات قد شهدت تطورا ملحوظا يواكب الأحداث السياسية التى مرت بها البلاد خلال هذه الفترة وكذلك الحال حدث منذ ثورة 30 يونيو، فقد كان للتغييرات السياسية تأثير مهم فى كل أنظمة الإعلام العربى، خاصة المصرى.

لقد تغيرت المنظومة الثقافية من خلال التغيرات السياسية وعادات استهلاك وسائل الإعلام، وأصبح المواطن المصرى أكثر انخراطا فى الأخبار وتفاعلا معها. كما أدت المنافسة الشديدة بين وسائل الاتصال إلى التركيز على الأحداث السلبية، التى تكون مهمة فى بعض الأحيان، لكن الإفراط فى التغطية السلبية يدفع الجمهور إلى تجنب الأخبار بكافة أشكالها.

الثقافة المصرية فى خلاصة الأمر تمر بحالة مرضية شديدة وتحتاج إلى مرحلة إحياء جديدة ليس للقديم فحسب وإنما من خلال استنهاض الأمة المصرية فى كافة المجالات، ولدينا العلماء الأجلاء القادرون على ذلك.