رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

 

 

أهلّ علينا هلال شهر ربيعٍ الأنور شهر مولد النبى الأعظم، والرسول الأكرم، ففى مثل هذا الشهر العظيم من كل عام هجرى، كان الحدثُ العظيم، وُلِد النبى الذى وجده اليهود والنصارى مذكورًا عندهم فى كُتبهم التوراة والإنجيل باسمه ووصفه، فكان ميلاد النبى (صلى الله عليه وسلم) على أرجح الأقوال وقت طلوع الفجر يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيعٍ الأول، فى عام الفيل، وفى السنة الثالثة والخمسين قبل الهجرة النبوية الشريفة، ويوافق ذلك العشرين أو الثانى والعشرين من شهر أبريل سنة 571 ميلاديًا، وهذه الذكرى العزيزة على نفوسنا جميعًا الاحتفاء والاحتفال بها أمرٌ مشروعٌ ما لم يشتمل على ما يُنهى عنه شرعًا، بل الاحتفال بالمولد النبوى الشريف يُعدُّ من تعظيم شعائر اللَّه، قال تعالى: {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} «الحج: 32»، فكيف لا نحتفل بأفضلُ الخلق نفسًا، وأفضلهم نسبًا؟!، اصطفاه الله تعالى من أشرف الأنساب وأكرمها، وقد حفظ اللَّه سبحانه هذا النسب الشريف جيلًا بعد جيلٍ، حتى جاء منه النبى (صلى الله عليه وسلم) هدايةً للعالمين، كما جاء بالحديث الشريف، عن واثلة بن الأسقع رضى اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه (صلى الله عليه وسلم) «إنَّ الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريشٍ بنى هاشم، واصطفانى من بنى هاشمٍ» «رواه مسلم»، وفى هذا الحديث يُبين النبى (صلى الله عليه وسلم) أنَّ اللَّه اصطفى كنانة، وهو من ولد إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وصفوة الشىء خِيارُه وأفضلُه، واختار قريشًا من كنانة، واصطفى من قريشٍ بنى هاشمٍ، واصطفاه (صلى الله عليه وسلم) من بنى هاشمٍ، ونسب النبى إلى عدنان متفق عليه، فهو محمد بن عبد اللَّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قُصى بن كلاب بن مُرَّة بن كعب بن لُؤى بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدِّ بن عدنان.

كيف نحتفل بالمولد النبوى الشريف؟

علينا أن نحتفى ونحتفل بذكرى مولد النبى (صلى الله عليه وسلم) بشتى أفعال الخير، والتقرب إلى اللَّه تعالى بالصيام والعبادة والتوسعة على الأهل ونحو ذلك، وأن نقتضى بأعماله وأفعاله، فقد علمنا النبى (صلى الله عليه وسلم) أنه كان يكثر من الأعمال الصالحة فى مواطن النعمة، فكان يصوم يوم الاثنين وفاءً لربه على نعمة خلقه واحتفاءً بمولده، ففى الحديث عن أبو قتادة الحارث رضى اللَّه عنه، أنه ﷺ سُئل عن صوم يوم الاثنين؟ قال: «ذاك يومٌ ولدت فيه» «رواه مسلم»، ويفضل الاحتفال بميلاد النبى (صلى الله عليه وسلم) باتباع سنته، والتحلى بأخلاقه الشريفة، والاقتداء بصفاته الحميدة فى جميع معاملاتنا، وذلك من خلال اتباع أقواله وأفعاله، والابتعاد عما نهى عنه، والتأدب بالآداب التى جاء بها فى جميع الأوقات والأحوال، وأن نعيش على هديه، فى جميع مجالات الحياة، ولذلك أكَّد اللَّه تعالى على وجوب اتِّباعه (صلى الله عليه وسلم)، وأخبر بأنَّه القدوة الصالحة والخصلة الحسنة، التى ينبغى على كل مؤمن أن يقتدى به فى أقواله وأفعاله وأحواله، فقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} «الأحزاب: 21».

إنه رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وسلم) الذى بعثه اللَّه رحمةً للعالمين، كما أخبرنا القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} «الأنبياء: 107»، فقد أرسله اللَّه برسالة عامة شاملة وكاملة وهادية للناس أجمعين، وهناك مقولة متداولة بين الناس لكنها تحمل جانبًا كبيرًا من الصواب: «الحق ما شهدت به الأعداء» ولعل أفضل دليل على ذلك ما قاله «برناردشو» الكاتب والناقد الإنجليزى الذائع الصِّيت عن رسول الإنسانية محمد (صلى الله عليه وسلم): «إنَّ أوروبا الآن بدأت تحسُّ بحكمة محمد (صلى الله عليه وسلم) وبدأت تعشقُ دينه، وإنَّ أوروبا سوف تُبرئ الإسلام مما اتهمته به من أراجيف رجالها ومُفكِّريها فى العصور الوسطى، وسيكون دين محمد (صلى الله عليه وسلم) هو النظام الذى تُؤسس عليه دعائم السلام والسعادة، وتستندُ على فلسفته فى حل المعضلات وفك المشكلات، وحلِّ العقد، وإنِّى أعتقد أنَّ رجلًا كمحمد لو تسلَّم زمام الحكم المطلق فى العالم بأجمعه اليوم لتم له النجاح فى حكمة ولقاد العالم إلى الخير، وحلَّ مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة.. ثم يقول: أجل.. ما أحوج العالم اليوم إلى رجلٍ كمحمد ليحُلَّ قضاياه المعقدة بينما هو يتناول فنجانًا من القهوة».