رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

نبض الكلمات

 

 

 

 

«أحس على وجهى بألم كل صفعة توجّه إلى مظلوم فى هذه الدنيا فأينما وجد الظلم فذاك وطنى».. «حاولوا دفننا ولا يعلمون أننا بذور».. «الحق الذى لا يستند إلى قوة تحميه باطل فى شرع السياسة».. حِكم ما زالت تدرس فى جامعات الساسة من روائع الاسطورة زعيم حرب العصابات وأيقونة ثورة الحق والتمرد وعاشق الفقراء فى حياته وبعد مماته.. مازالت نبضا لقلوب الشرفاء ومسألة مبدأ لكل «مسئول» فى وطنه أراد أن يكون له مبدأ وضمير حى.. هذا الرجل أعشقه!.

عندما تم القبض على «جيفارا» فى مخبئه بعدما أبلغ عنه راعى أغنام.. سأل أحدهم الراعى لماذا أبلغت عن رجل قضى حياته فى الدفاع عنكم وعن حقوقكم؟ فأجاب الراعى: كانت حروبه مع العدو تخيف أغنامي.. فلا تقاتل من أجل الجبناء.. والله حقيقة وقناعة شخصية.

«جيفارا» أثار إعجابى واهتمامى بتاريخ هذا الرجل الجرىء الاسطورة صاحب القلب الميت والعطوف للضعفاء والمظلومين.. الطبيب والقائد العسكرى الأرجنتينى الأصل والمعروف بأنه كاتب ومفكر رائع مزيج غريب لنوع من البشر فهو زعيم حرب عصابات وقائد عسكرى ورجل دولة عالمى وشخصية رئيسية فى الثورة الكوبية.. كما أنه زعيم ثورى مثقف ماركسى أصبح أيقونةً فى عالم النضال الشيوعى الاشتراكى الذى انتشر فى العديد من بلدان العالم فى النصف الثانى من القرن العشرين، بالرغم من أنه عاش طفلا وسط ظروف معيشية سيئة الأمر الذى أثار شغفى شوقا لمعرفة تفاصيل هذا الرجل الاسطورة.. فقد قرر التخلى عن الطب معتقدًا أن الثورة فقط يمكن أن تحقق العدالة لشعب أمريكا الجنوبية.

ومن العجيب أيضاً أنه لقب بـ«الخنزير» لعدم اهتمامه الكبير بنظافته الشخصية.. مما يؤكد أن المظهر الخارجى غالباً خادع وليس له علاقه بما فى الصدور.. كان متمردا دائما واثقا بأن لديه القدرة على تحرير العالم.. قاد المحاربين والعمال فى كوبا واتسعت ثورته لما بعد موته، ثوار العالم يذكرون مقولته الشهيره «لا تحزنى يا أمى لو مت وأنا شاب غدا سأحرر أهل القبور وأجعلها ثورة من تحت التراب».. إنه «تشى جيفارا» المناضل الذى نصر الشعوب والمظلومين وثار ضد الانظمة الديكتاتورية والامبريالية.. تبرأ من غناه لأنه عار على الثورى ليلتحق بالفقراء المعدمين.. وأهم ما أعجبنى فى رحلة حياة هذا الرجل أنه فى عام 1964 ألقى خطابًا أمام الأمم المتحدة بعد أن تم تعيينه سفيراً لكوبا أدان فيه السياسة الخارجية الأمريكية والفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا.. نال أكثر من نيشان باسم الأسد الأبيض ووسام الجمهورية ومن أشهر تصريحاته للصحف الكوبية حول إعدامه للعديد من الناس رميًا بالرصاص دون أدنى جهد فى التحقيق معرفة إن كانوا مذنبين أم أبرياء.. زار عددا من الدول العربية منها الجزائر ومصر ليلتقى «عبدالناصر»، وفلسطين وكان يرى أن الثورة الفلسطينية رمز مهم ضد الصهيونية العالمية..

وإعدامه أحد الفلاحين بعد اعترافه بتسريبات معلومات للعدو وقد برر ذلك بأنه لا يمكن إجراء العديد من التحقيقات فى ظل قيام الثورة.. وأشهر كلماته «إن إعدام الإنسان شىء قبيح لكنه مثالى أيضاً».. كان يحبذ القيام بعمليات الإعدام الجماعى للخونة والجواسيس والمخبرين.

 ومن أغرب قرارات «جيفارا» المتمرد أنشأ معسكرات عمل للمثليين جنسيًا فى كوبا عقابا لهم.. وكان هذا النظام الوحيد من نوعه فى التاريخ الحديث الذى يلزم مثليى الجنس بالعمل القسرى. وفرض العمل لحوالى 60 ساعة أسبوعيًا وتحت حراسة مشددة دون أجر يستحق كنوع مختلف من العقاب لهم.. ومن أروع كلماته الشهيرة «الثورة يصنعها الشرفاء ويرثها ويستغلها الأوغاد».

وانتهت حياة هذا الناشط السياسى أيقونة ضد الظلم والعدوان بإعدامه على يد المخابرات الأمريكية عام 1967 تم نقل جثته فى مكان مجهول بعد أن حقنوه بمادة توقف تحلل الجسم ليثبتوا للعالم أن الاسطورة قتل وانتهى للأبد.. تمكن خبراء بإيجاد رفات الجثة صدفة سبحان الله عام 1997 وتم نقلها إلى متحف كوبا فى موكب مهيب يليق بالبطل الذى هز العالم.

سبحان الله القلب لا يصحو إلا بالألم والنفس لا تشفى وترهق إلا بالمعاناة.. والعقل لا يتعلم إلا بالعبرة والقدم لا تأخذ درسا إلا إذا وقعت فى حفرة.

رئيس لجنة المرأة بالقليوبية

وسكرتير عام اتحاد المرأة الوفدية

magad [email protected] @yshoo.com