اللامبالاة

يقال إن الغبى ذلك الشخص الذى يعرف الحقيقة ويصر على تصديق الأكاذيب. كثيرون يدركون الحقيقة ويعلمونها ولكن يلتفتون عنها. نعم أعلم أن بين الأكاذيب والحقيقة متشابهات، ولكن الناس يميلون إلى تصديق الأكاذيب... وهناك من يروج للأكاذيب ويدافع عنها بكل الحجج. بل يمكن أن ترى منه الشىء ونقيضه فى آن واحد ولا تعير الأمر اهتماماً... وهناك من يستسهل الأكاذيب حتى لا يزعج نفسه فى التفكير. والأكثر فجاجة هذا الذى رأى الحقيقة أمامه وينكرها. والسبب أن الناس انكسرت أمامهم كل القيم من أول ما كان يكتب فى غلاف كراسات الدرس، من اغسل يدك قبل الأكل وبعده... أو من زرع حصد، أو النظافة من الإيمان. ليشاهدوا بأنفسهم عكس كل هذا الذى كان يقال لهم... فليس كل زارع حاصداً. والقبح أصبح هو المسيطر على كل الفنون. وضاع احترام الكبير، وغاب الأدب، ولو حاولت تنبيه أحد بأن ما يفعله يخرج عن حدود الأدب، رد عليك بألفاظ لا سلطان لأحد عليها ولا يحب أحد سماعها، وأصيب الجميع باللامبالاة... وضاعت الأخلاق.

لم نقصد أحداً!!