رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الإخلاص معناه: أن يفعل العبد العمل لا يرجو ثوابه إلا من اللَّه وحده، ولا يبتغى الأجر من أى أحد سواه، دون النظر لقبول الناس أو الرياء أو الشهرة؛ فلا تبالى إن زاد قدرك عند الناس أو قل، لأنك أخرجت الناس من مقصود عملك وجعلته خالصًا للَّه، ويُعدُّ الإخلاص أهم الشروط التى يجب توافرها فى صاحب العمل حتى يتقبله اللَّه؛ فلا يجعل للخلق فى عمله نصيبًا، فاللَّه سبحانه وتعالى يقول: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (البينة: 5)؛ فلقد أمر اللَّه عباده بالإخلاص وجعله شرطًا لقبول جميع العبادات بعيدًا عن الرياء، فالأعمال تتفاضل بتفاضل ما فى القلوب من الإخلاص، وعن ذلك قال ابن القيم: «الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضلها فى القلوب، فتكون صورة العملين واحدة، وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض»، ولقد حذرنا اللَّه تعالى فى حديثه القدسى من الرياء إذا شارك العبادة فإنها لا تقبل؛ فعن أبى هريرة رضى اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: قال اللَّه: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه» (رواه مسلم) أي: أنا غنى عن أن يشاركنى غيرى، فمن عمل عملًا لى ولغيرى لم أقبله منه، بل أتركه لذلك الغير، بل أقبل العمل الخالص لى وحدى لم ينازعنى فيه أحد.

يُعدُّ الإخلاص هو أصل العمل، وبه يقبل ويتحقق الثواب، وحقيقة العبادة أنها سر يتعلق بالقلب، وينبع من الروح؛ فالأعمال بالنيات كما أخبرنا النبى صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، وقال الإمام عليّ بن أبى طالب، رضى اللَّه عنه: «لا تهتموا لقلة العمل، واهتموا للقبول، ألم تسمعوا اللَّه عزَّ وجلَّ يقول: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} (المائدة: 27)، وعندما سُئل الفضيل بن عياض، عن معنى قوله تعالى {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} فقال: «أخلصه وأصوبه، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السُّنة»؛ فالعمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يُقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يُقبل، حتى يكون خالصًا صوابًا؛ فإذا قبل الله منك الطاعة يسَّر لك أخرى لم تكن فى الحسبان، بل وأبعدك عن المعاصى ولو اقتربت منها، وأحب الأعمال إلى اللَّه أدومها وإن قلَّت؛ فكان من هدى النبى صلَّى اللَّه عليه وسلَّم المداومة على الأعمال الصالحة؛ فعن عائشة رضى اللَّه عنها قالت: «كان رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إذا عمل عملًا أثبته»، نسأل اللَّه أن يجعلنا من المقبولين.