رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يمر العالم بفترة من أسوأ فتراته الاقتصادية والسياسية وأشدها تأثيرا فى مستقبل العالم، ولا تتعلق أزمات العالم بكوارث طبيعية وصحية كانت لها تداعيات كبيرة على اقتصاد العالم أجمع، أو بحروب أو نزاعات إقليمية فقط، بل إن العالم بأسره يواجه تقلبات حادة واستقطابات سياسية وصراعات هوية وتحديات وجود لكثير من أقاليم ودول العالم.

وقد أدرك الرئيس السيسى منذ توليه المسئولية الوطنية تلك الأبعاد المتشابكة فى السياسة الدولية والإقليمية مبكرا، وهذا ما يتضح جليا بل يعد السبب الجوهرى فى نجاح السياسية الخارجية المصرية طوال السنوات الأخيرة،  واستعادة الكثير من دور مصر المحورى دوليا وأفريقيا وعربيا، فالقاعدة الذهبية أنك إذا استطعت التحليل والإعداد والتخطيط المبكر ستكون قدرتك على التعامل والتعاطى مع المتغيرات الجارية والمستقبلية أفضل، وستكون فى وضع الاستعداد الدائم للتصرف بحكنة وحكمة مبنى على التحليلات والتقديرات المسبقة الصحيحة.

تلك هى الظروف العامة التى حسمت نجاح الجولات والجهود المكثفة المثمرة التى قام بها الرئيس السيسى، خلال الأسبوع الماضى، استكمالا لسياسة خارجية مصرية ناجحة عبر السنوات الماضية. جولات إقليمية استكملت بجولات دولية للقارة العجوز حملت فى ثناياها أهدافا استراتيجية وسياسية وعسكرية واقتصادية، تعزز مكانة مصر ودورها المحورى وتطور علاقاتها الثنائية مع مراكز هامة لصناعة القرار العالمى، شملت كلًا من ألمانيا وصربيا ختاما بفرنسا، استهدفت تأمين المصالح الاستراتيجية للدولة المصرية، خاصة تلك الفترة الراهنة، وتحدى أزمتى الطاقة والغذاء، وما سببته وتسببه تداعيات الحرب الدائرة على العالم بأسره. جولة ناجحة ومثمرة بكل المقاييس، ولها انعكاساتها الإيجابية بشكل مباشر للعمل على تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية العالمية على المواطن المصري، وتعزيز قوة مصر الاستراتيجية خارجيا، وبشكل غير مباشر فهى توضح وجهة مصر الدولية ورؤية مصر للخروج من المأزق الاقتصادى والسياسى العالمي، وأثرها غير المباشر فى تعزيز الصورة الذهنية الإيجابية لمصر وتمرير الفرص على أعدائنا فى الداخل والخارج وكافة قوى الشر التى تحاول ليلا ونهارا محاربة مصر ونجاحها وإنجازاتها واستغلال الأزمات العالمية لتصدير أزمات محلية داخلية.

 وخلال السنوات الأخيرة غلبت النقاشات الاقتصادية على مباحثات ونقاشات دول العالم، لذا استهدفت الجولات الأخيرة للرئيس تعزيز العلاقات الاقتصادية، وتحفيز فرص الاستثمار والتعاون بين مصر ودول العالم، والذى يهدف فى النهاية لتحسين الوضع الاقتصادى للمواطن المصرى بشكل مباشر، وهو دائما الهدف الأسمى للقيادة الوطنية المخلصة، وهو ما يجب دوما توضيحه وتفسيره للمواطن المصرى كى لا يقع فريسة عدم الفهم وقلة الوعى الذى يستغله الخبثاء من أعداء مصر، كى يوهمه بعدم جدوى السياسة الخارجية الناجحة وعدم استفادته منها بشكل مباشر، وهو ما يخالف بالقطع الحقيقة الراسخة كما أشرنا.

ونهاية، فقد عكست الجولة الأوروبية عدة رسائل هامة أخرى، مثل تنويع وتوازن العلاقات المصرية الخارجية مع الدول العربية والإفريقية والأوروبية، والانفتاح على الولايات المتحدة دون أن يكون ذلك على حساب العلاقات المصرية الروسية، وهو ما يشير إلى توازن سياسة الرئيس السيسى الخارجية بين دول العالم، ولعل هذا التوافق بين مصر والدول الأوروبية والذى اتضح جليًا خلال جولات الرئيس الخارجية، بشأن الحفاظ على سلامة ومؤسسات الدولة الوطنية فى المنطقة العربية، وتبنى الحلول السياسية للصراعات المسلحة والأزمات القائمة، هو توجه الرئيس السيسى منذ أن تولى الحكم، وظهر خلال أحاديثه ولقاءاته فى مختلف المشاركات والمناسبات الرئاسية، والتى رسخت مبادئ السياسة الخارجية المصرية التى يتبناها الرئيس السيسي، والتى تعتمد على الندية والالتزام والاحترام المتبادل، وتحقيق مصالح الشعب المصرى من خلال إدارة علاقات مصر الدولية بشكل ناجح.

--

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد