رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

طلة

حبست السوشيال ميديا أنفاسها الاسبوع الماضى انتظارا لحكم القاضى فى محاكمة القرن التى شغلت الرأى العام العالمى بشكل عام والمصرى بشكل خاص على مدار ما يقرب من شهرين. أعنى بتلك القضية النزاع القضائى بين اثنين من مشاهير هوليوود هما الممثل جونى ديب وطليقته الممثلة أمبر هيرد. ورغم أن هناك من القضايا الأهم التى تستحق أن تشغل بال العالم بشكل عام والمصريين بشكل خاص إلا أن تلك القضية فرضت نفسها على الجميع. وهى ظاهرة تستحق الدراسة من علماء النفس والاجتماع. موضوع تلك الدراسة هو لماذا يشغل الناس أنفسهم بمثل تلك القضايا ويتركون الاهتمام بقضايا تخص معيشتهم اليومية ومستقبل بلادهم. لماذا يجد مواطن عادى نفسه مهتما أيما اهتمام بقضية خناقة وفضائح بين اثنين من المشاهير. بينما هو يعانى الأمرين لتدبير نفقات بيته فى ظل أسعار جنونية لا تعترف بمنطق. لماذا نجد كل ذلك الشغف ونحن نتابع قضية كل طرف يطلب من الآخر ملايين الدولارات فى الوقت الذى لا يتعدى طموح أغلبية من تابعوا القضية بالذات فى مصر أن يزيد دخله ولو حتى بنفس نسبة ارتفاع معدلات التضخم حتى لا يفتضح أمره هو وأسرته بين العباد؟!

الحكاية بدأت منذ عام 2015 عندما «طقت» فى دماغ سى جونى أو سى دونى والست أمبر أن يرتبطا ولم نكن نحن المشاهدين نتوقع أن تأتى نتائج هذا الارتباط على أدمغتنا. حدث ذلك عندما طلبت أمبر الطلاق بعد 15 شهرا فقط من الزواج, إلى هنا لا توجد أى مشكلة فهما مجرد زوجين انفصلا, إلى أن صرحت الست أمبر فى 2018 من خلال حوار صحفى أنها وقعت ضحية للعنف الأسرى فقام جونى ديب برفع قضية يطالبها فيها بسداد 50 مليون دولار لأنها شهرت به, فردت عليه بطلب 100 مليون دولار تعويضا عن العنف المنزلى الذى كانت تتعرض له. وقالت إنه شخص خطر يتعاطى الخمر والكوكايين ويضرب النساء فلم يقف جونى بدوره صامتا أمام تلك الاتهامات وقال إنه هو الذى وقع ضحية تلك المرأة مؤكدا أنها كانت تضربه عندما تشعر بالإحباط والغضب, ويبدو أنها صاحبة إيد «طرشة», بل إن العنف لم ينته عند الاعتداء عليه بالضرب فقط حيث قال طبيب جونى انها فى احدى المرات قطعت جزءا من اصبعه فى المطبخ بعد شجار شرس معها.

هكذا عزيزى القارئ تجد الحكاية مليئة بعناصر التشويق المطعمة بالعديد من الفضائح متمثلة فى خيانة زوجية وغيرها فى مجتمع لا ينظر لمثل هذه الجرائم من منظور أخلاقى بل يعتبرها ثقافة ولا يتوقف عندها كثيرا بينما يهب كله عندما تمتد يد أحد الزوجين على الآخر فما بالك لو كان الطرفان من المشاهير الذين يرتبط بهم المشاهدون على الشاشة ولا يتخيلون أنهم فى بيوتهم يعيشون هذه الحياة البائسة الكئيبة التى لا تخلو من القتال بالأيدى والضرب بل والعض الذى ينتهى بأن يقضم أحدهما اصبع الآخر وربما اذنه إذا لزم الأمر.

الغريب أنه بعد انتهاء القضية بالحكم على الست أمبر بسداد 15 مليون دولار تعويض لسى جونى تبين أن ثروة أمبر المسكينة لا تتعدى 8 ملايين دولار وهو ما جعل كثيرًا من المتابعين يتعاطفون مع هذه المسكينة إذ كيف يمكن لها تدبير 7 ملايين دولار أخرى لسداد مبلغ الحكم لسى جونى. وبلغت درجة التعاطف مع أمبر التى كانت قبل الحكم تتوصف بالشريرة إلى محاولة التأثير على القضاء الأمريكى لتخفيف مبلغ الغرامة وأرجو أن يفعل القضاء الأمريكى ذلك حتى لا نجد أنفسنا مطالبين بالتبرع لسداد ديون أمبر هيرد!

[email protected]