رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

تعيش مصر لحظات تاريخية فارقة على أصعدة مختلفة، وسط تحديات دولية، وظروف اقتصادية عالمية وتحديات لم تحدث منذ عشرات السنين، فالأزمات والتحديات العالمية أفرزت تحولات سياسية بعضها قد يكون دراماتيكيا، ويؤثر على سياسة العالم أجمع فى السنوات القادمة. ما يحدث فى بقاع كثيرة من العالم وأهمها الوضع السياسى الملتهب فى أوربا بدأ يلقى بظلاله القاتمة الواضحة والتى بدأت بالاقتصاد الدولى وحركة تداول السلع والمنتجات، ثم التداعيات والتحولات السياسية التى قد تقسم العالم إلى جبهتين أو معسكرين.

ووسط تلك التحولات العالمية التى بالقطع ستؤثر وتطال كافة دول العالم بدرجات متفاوتة، أدركت القيادة السياسية مبكرا واستشرف الرئيس السيسى آفاق المستقبل القريب وأطلق دعوة وطنية صادقة للاصطفاف الوطني، ووجه الدعوة للجميع لكى يشارك بصدق ووطنية. الدعوة لاقت ترحيبا من كافة الأوساط السياسية، وأكسبت الحياة السياسية تحديدا زخما سياسيا كان مطلوبا، وهناك أمر لافت ودلالة لاختيار الأكاديمية الوطنية للتدريب، لتكون المقر الجمعى للحوار الوطنى والإشراف عليه، فى إشارة واضحة ودلالة ذات مغزى أن كافة المقترحات وأوراق العمل والإسهامات الفكرية المتوقعة ستكون محل دراسة وبحث دقيق وترسيخا لقيم العلم ومنهجية البحث العلمى تطبيقا على مخرجات الحوار المتوقعة، وهو ما يبعث على الطمأنينة للجميع، كما أن إعلان الرئيس السيسى حضور بعض من جلسات الحوار الوطنى أضفى بمصداقية وثقل سياسى وأعطى أملا أن تتحول مخرجات الحوار الوطنى إلى وثيقة تاريخية، تتناول رؤية تشاركية لمستقبل مصر القريب، لاستطلاع الرؤى لكيفية مواجهة التحديات الحالية، وأيضا رؤية طويلة الأمد لمستقبل الأجيال القادمة.

والآن أصبح من المهم جدا للكافة بدءا من المواطن العادى والقوى و الأحزاب السياسية والرموز الوطنية، ومراكز الأبحاث والجامعات والمعاهد وغيرها من المؤسسات وكل فى موقعه، أصبح لزاما عليه أن يفكر ويتدبر جميع الملفات التى تشغل بال الجميع وأن يساهم بفكره ووقته فى المشاركة بشكل او بآخر أو بتقديم اقتراحاته لمن يمثله أو ينوب عنه، والأهم من هذا كله أن يضع مصر ومستقبل مصر ومستقبل شباب مصر والأجيال القادمة نصب عينيه، وأن يتمتع بدرجة من الوعى والحس الوطنى ليفكر فى الأمور نظرة شاملة، وأن يقدم الاقتراحات للحلول، لا أن يستعرض المشكلات فى كافة النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، وأن يدرك الجميع أن هذا وقت تغليب المصلحة العامة على كافة المصالح الشخصية والفئوية، وأننا بلا شك نأمل فى مخرجات توافقية ملزمة تلبى طموحنا جميعا و أن تكون خير دليل للمستقبل وخير استهلال للجمهورية الجديدة.

وحسنا بادرت الدولة بإطلاق الدعوة للمواطنين للمشاركة وإبداء آرائهم ومقترحاتهم عبر موقع المؤتمر الوطنى للشباب، عبر الرابط https://egyouth.com/ar/register/ ، فى إشارة قوية لأهمية مشاركة الجميع، وأن الدولة تسعى لسماع صوت ورأى الكافة. وأعتقد أنه من المهم جدا لإثراء الحوار الوطنى بأفكار جادة وقابلة للتنفيذ أن تعتمد الرؤية المقدمة على تحليل علمى أو تسترشد بنجاحات سابقة فى دول العالم، يمكن أن نستدل بعوامل نجاحها وإمكانية تطبيقها محليا.

لقد أكدت الأحداث التاريخية العظيمة أن الشعب المصرى هو شعب التحديات الكبرى، وأن المواطن المصرى إذا وعى وأدرك دوره يكون دائما هو فرس الرهان الحقيقي، وأن معدن المصرى الأصيل يظهر دوما فى المواقف التاريخية العظيمة التى تفجر طاقاته الوطنية الكامنة، وتثبت وحدة الشعب وتلاحمه. ونحن اليوم أمام ظروف تاريخية لكسب رهان جديد ومساهمة فعالة وحقيقية من الجميع من أجل مستقبل مشرق لأجيال مصر القادمة.

--

 

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد