عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمية ثلاثية

فى عام 1988 تم انتخاب مجلس إدارة النادى الأهلى فى غياب المايسترو صالح سليم الذى قرر اعتزال العمل الرياضى والسفر بصحبة زوجته فى رحلة جديدة من مشواره الحياتى.. وتم انتخاب مجلس منقسم من اليوم الأول بنجاح رئيسه وسقوط قائمته ونجاح القائمة الأخرى وسقوط رئيسها وقتها كمال حافظ والذى ظل لفترة طويلة الرجل الثانى خلال رئاسة صالح للأهلى.

ومرت الأيام وسط عشرات الأزمات داخل النادى حتى وصل الأمر إلى حل المجلس لعدم قانونيته بعد استقالة عدد كبير منهم حسن حمدى والخطيب.

وتقرر إجراء انتخابات تكميلية لمدة 9 أشهر وتقرر عدم منع أى من الأعضاء المستقيلين من خوضها، ولم يجد حسن حمدى وقتها ومعه كبار أعضاء النادى مفراً من مطالبة صالح بالعودة والتراجع عن قرار اعتزاله العمل الرياضى حرصاً على تاريخ الأهلى وخوض الانتخابات ضد عبده صالح الوحش.

واستجاب المايسترو للنداء وقرر العودة، وفى يوم عودته ذهبت إلى المطار مع المهندس هشام سعيد ودخلت معه داخل المطار وعند وصول المايسترو عرفنى به وكان أول لقاء بيننا وعدنا معاً فى سيارة المهندس هشام سعيد إلى شقة المايسترو القريبة من النادى الأهلى والتى انتقل لها حديثاً وقتها، وقال لى بالحرف أنت أول صحفى يدخل شقتى الجديدة.

وخلال رحلة العودة من المطار كنت شارد الذهن أفكر فى هذا الأسطورة والقالب الذى حاول البعض وضعه فيه، الرجل الديكتاتورى العصبى متقلب المزاج، ومع كل خطوة نخطوها فى الطريق المزدحم وقتها يتضح مدى كذب الصورة التى حاول البعض وضع الرجل فيها، وجاءت الأمر على النقيض تماماً وجدت رجلاً يحترم الصغير والكبير يكره الكذب ويعشق الأهلى وجاهزاً لتقديم أى شىء من أجل الحفاظ على القلعة الحمراء وتاريخها.

وتقدم الرجل واكتسح الانتخابات رغم أنه اختار مجموعة لم يسبق لها خوض انتخابات النادى من قبل خلال المدة بين العودة والوفاة فى عام 2002 عملت مع الرجل حيث كنت مكلفاً بمتابعة اخبار النادى الأهلى ورغم قصر المدة فقد وجدته حقاً رجل مواقف، لا يسكت على خطأ حتى مع شقيقه طارق سليم والذى عاصرت موقفاً بينهما وكان المايسترو غاضباً بشدة عقب حدوث خناقة فى مدرجات النادى بعد الهزيمة من الاسماعيلى وهاجمت الجماهير ربيع ياسين خلال التدريب وحدث اشتباك بينه وبين الجماهير وقمت بتصوير الأزمة وكتبت فى اليوم التالى «خناقة فى ملعب التتش ومدير الكرة مشغول بالتنس»، وذهبت إلى النادى وأبلغنى المهندس عدلى القيعى أن طارق سليم غاضب وطالبنى بالانصراف من المبنى الاجتماعى خوفاً من ثورة طارق ورفضت وحضر بعدها المايسترو وأبلغته بما حدث فطلب منى الجلوس، ليخرج بعدها طارق سليم من غرفة المدير العام إلى خارج النادى مباشرة بعد أن احتد عليه المايسترو بشدة.

مواقف عديدة عشتها مع الراحل صالح سليم رحمة الله عليه، وكل موقف يؤكد أنه رجل سبق عصره.. عاشق للأهلى.. يرفض الخطأ حتى من أقرب الاشخاص إلى قلبه.. له رؤية ثاقبة.. رحم الله المايسترو فى ذكرى رحيله.