رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

رمضان شهر تُرفع فيه الدرجات وتُعتق فيه الرقاب من النيران، وتُضاعف فيه الحسنات والطاعات، ويُعدُّ الصيام العبادة الوحيدة التى لا يدخلها الرياء، واختصَّه اللَّه من بين العبادات بإضافته إلى نفسه الشريفة، وذلك لشرفه عنده ومحبته له ورغبةً فى ثوابه، وجعل ثواب الصائم عنده، وتكفل بأجره وجزائه؛ ففى الحديث القدسى عن أبى هريرة رضى اللَّه عنه أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: قال اللَّه عزَّ وجلَّ: «كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصيام؛ فإنه لى وأنا أجزى به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يومُ صوم أحدكم، فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فليقل: إنى امرؤ صائم، والذى نفسُ محمدٍ بيده، لخلُوف فم الصائم أطيبُ عند اللَّه من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرِح، وإذا لقى ربه فرح بصومه» {رواه البخارى ومسلم}،

وحذرنا اللَّه تعالى فى حديثه القدسى من الرياء إذا شارك العبادة فإنها لا تقبل؛ فعن أبى هريرة رضى اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: قال اللَّه تبارك وتعالى: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملًا أشرك فيه معى غيرى تركته وشركه» {رواه مسلم} أي: أنا غنى عن أن يشاركنى غيرى، فمن عمل عملًا لى ولغيرى لم أقبله منه، بل أتركه لذلك الغير، بل أقبل العمل الخالص لى وحدى لم ينازعنى فيه أحد.

 الصيام سرُّ بين العبد وربه لا يطلع عليه إلا اللَّه، لأن الكريم إذا أخبر بأنه يتولى بنفسه الجزاء اقتضى عظم قدر الجزاء وسعة العطاء، ومدرسةٌ عظيمة يتربَّى فيها المسلم على الإخلاص وعدم الرياء، وقال القرطبي: معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء اللَّه إلا الصيام فإن اللَّه يثيب عليه بغير تقدير؛ فالصلاة تؤدى أمام الناس فى المسجد فلا سبيل لإخفائها وعدم إظهارها، وكذلك الحج والزكاة؛ فجميع العبادات يطلع عليها العباد.

 أما الصوم فسرٌ بين العبد وربه يفعله خالصًا لوجهه ويُعامله به طالبًا لرضاه، ولا يقع فيه الرياء كما يقع فى غيره؛ فأنت حين تصوم عن كل ما أمرك اللَّه أن تمتنع عنه من المباحات، وفى مقدورك بالوقت نفسه أن تشرب وتأكل فى الخفاء، ولكنك لا تفعل؛ لأنك تعلم يقينًا أنك تصوم للَّه وليس لأحد غيره، وقال القرطبى: لما كانت الأعمال يدخلها الرياء، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا اللَّه فأضافه إلى نفسه ولهذا قال فى الحديث: «يدع شهوته من أجلي»، وقال ابن الجوزى: جميع العبادات تظهر بفعلها وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوبٍ (يعنى قد يخالطه شيء من الرياء) بخلاف الصوم، اللهم ارزقنا الاخلاص فى القول والعمل وطهر أعمالنا من الرياء.