عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

كل عام والأمة المصرية والعربية بألف خير وسلام أمان واستقرار بمناسبة شهر رمضان الفضيل أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، ففى هذا الشهر المبارك نجد الجميع أحرص على طاعة الله ونشر التسامح بين الجميع بشكل يسعد المرء، فالكل لديه الحرص الشديد أن يفوز برضا الله فى هذا الشهر المبارك، لكن يبقى أن نجد آخرين لا يعنيهم من قريب أو بعيد هذا الأمر، وتلك سنة الحياة، هناك الظالم والمظلوم والعادل والجبار، لكن الأهم هو كيف يغير المرء من نفسه ليصل إلى مرحلة الرضا مع النفس، ولا أحد يستطيع الوصول إلى هذه المكانة لا النفر المتصالح مع النفس.

فى هذا الشهر المبارك تحل الرحمات على العباد والبلاد، ولا بد من انتهاز هذه الفرصة لنيل رضا الله فى كل المواقف والأمور، فلا داعى للمشاحنات وممارسة الاحقاد وتغليف القلوب بالغل وخلافه مما ينشر الكوارث داخل المجتمع، المرء السوى العقل لابد أن ينتهز هذه الفرصة فى هذا الشهر الفضيل، ويرمى كل حقد وغل، ويمارس حقيقة واحدة، وهى أن متاع الدنيا قليل، ولا بد من تغيير النفوس إلى الأفضل «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، فالله سبحانه وتعالى ينتظر المرء أن يتصالح مع نفسه، حتى يعينه على عملية التغيير التى تغير المرء والمجتمع والمحيط الذى يحيا فيه.

والمعروف أن درجات الإيمان مختلفة، فهناك درجة عالية وأخرى أقل، وعلى العاقلين أن ينتهزوا فرصة رمضان للوصول إلى أعلى درجات الإيمان واليقين بالله سبحانه وتعالى.. ما أتحدث عنه ليس كلامًا إنشائيًا ولا موعظة دينية، فهذا مكانه دور العبادة، وإنما الذى أقصده هنا، هو ضرورة التخلى عن كل موروث سيئ، وأن يدرك الإنسان أن الله خلقه من أجعل التغيير فى الأرض، وأن الله يأمرنا ليس فقط بالعبادة وإنما لا بد من العمل، وهذا العمل يحتاج بالضرورة أن يكون المرء متسامحًا مع نفسه، لا يغل ولا يحقد ولا ينتقم ولا يعطل مصالح العباد فى الأرض.

والنفس البشرية أمارة بالسوء، والله سبحانه وتعالى يقول «ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها». وهنا وجب على الإنسان أن تكون نفسه تقية ويغلب ذلك على النفس الأمارة بالسوء الفاجرة التى لا تنفع المواطنين من أجل التعمير فى الأرض والأمر كله يحتاج إلى أن يكون هناك تصالح مع النفس، وأن يتم تغليب الرضا على الفجور والحقد والغل. إن الأزمة الحقيقة تكمن فى عدم رضا الناس على أحوالهم، رغم أنهم لا يؤدون عملهم كما يجب أن يكون، فعلى المواطن أولاً أن يؤدى العمل بالشكل اللائق والذى لا يعرف فيه الكسل وخلافه من الأمور والأمراض الاجتماعية التى نراها فى كل الدواوين، فإذا كان للمواطن حقوق فإن لديه أيضاً واجبات عليه أن يؤديها.

التصالح مع النفس، ليس كلامًا فلسفيًا ولا حكايات أسطورية إنما هو ضرورة مهمة جدًا فى ظل الأوضاع الجديدة التى تقوم بها الدولة المصرية من إنجازات ضخمة على الأرض، ولا مكان هنا لكل حاقد مغلول يسعى إلى الفوضى والاضطراب، ولذلك تجد أهل الشر يرتكبون الكثير من الحماقات ضد المواطنين، مستغلين حالة عدم الرضا لدى بعض المواطنين. ولذلك هم يصطادون فى الماء العكر وفى مصر الجديدة، يجب تغيير سلوكيات الناس إلى الأفضل والأحسن ونترك الحقد والغل جانبًا، فلا مكان لهذا العدو الخطير فى الجمهورية الجديدة.

إن فرصة وجود الشهر المبارك، تدعونا للمطالبة بنزع كل الحقد والغل لدى أصحاب القلوب المريضة الذين يتخانقون على متاع الدنيا القليل.. الفرصة متاحة الآن فى ظل نزول الرحمات على الناس فى شهر رمضان المبارك.