رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

 

يُعرف شعبان بأنَّه شهر الغفلة لانشغال الناس عنه لوقوعه بين شهرى رجب ورمضان، فانشغل الناس بهما عن شعبان، فصار مغفولًا عنه، ومن المقرر شرعًا أنَّ عمارة أوقات الغفلة بالطاعة أمر محبب عند اللَّه عزَّ وجلَّ ولها أجر مخصوص، ولقد نبهنا النبى صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إلى فضل الصيام فى شعبان وعمارته بالطاعات؛ فعن عائشة رضى اللَّه عنها أنها قالت: «ما رأيته أكثر صيامًا منه فى شعبان» {البخارى ومسلم}، ومن المعلوم أنَّ الأعمال تُرفع إلى اللَّه تعالى فى شهر شعبان، ولقد بيَّن لنا النبى صلَّى اللَّه عليه وسلَّم، أنه يحب أن يكون صائمًا عندما يرفع عمله، لإحيائه بالطاعات وكذلك لشحذ الهمم قبل دخول شهر رمضان، والحكمة من تحديد هذه الأوقات لرفع الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى هى تنبيه الناس إلى أهمية هذه الأوقات وتشجيعهم على إحيائها بالطاعات حتى ترفع أعمالهم وهم على حال الطاعة فتجبر ما نقص منها أو تكون سببًا لغفران الله لهم، وقال ابن رجب: «صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريبًا من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهى تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بعُد عنه».

أوقات رفع الأعمال وعرضها على الله تعالى: تُرفع أعمال العباد للعرض على اللَّه عزَّ وجلَّ يوميًّا وأسبوعيًّا وسنويًّا وختاميًّا، أما الأعمال اليومية فتُرفع مرتين، وقت العصر والفجر؛ فعن أبى هريرة رضى اللَّه عنه، أَنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون فى صلاة الفجر، وصلاة العصر، ثم يعرج الذين باتوا فيكم، فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي؟ فيقولون تركناهم وهم يصلون، وأتيناهم وهم يصلون» {البخارى ومسلم}.

ففى هذين الوقتين تُرفع الأعمال اليومية آخر كل يوم وليلة؛ فعن أبى موسى الأشعرى رضى اللَّه عنه قال: «قام فينا رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بخمس كلمات، فقال: «إنَّ اللَّه عزَّ وجلَّ لا ينام، ولا ينبغى له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل...» {رواه مسلم}؛ فعمل النهار يُرفع فى آخره، وعمل الليل يُرفع فى آخره، وأما الأعمال الأسبوعية فتُرفع مرتين، يومى الاثنين والخميس، فعن أبى هريرة رضى اللَّه عنه قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس؛ فأُحبُّ أن يُعرض عملى وأنا صائمٌ» {رواه الترمذي}؛ لأن الأعمال الصالحة إذا صاحبها الصوم رفع قدرها، وأثبت خُلوصها للَّه عزَّ وجلَّ، وأما الأعمال السنوية فتُرفع فى شعبان؛ فعن أسامة بن زيد رضى اللَّه عنهما، قال: قلت: يا رسول اللَّه، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: «ذلك شهرٌ يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحبُّ أن يُرفع عملى وأنا صائمٌ» {أخرجه النسائي}، أى: أرغب وأود أن يُرفع عملى وأنا صائم طلبًا لزيادة رفعة الدرجة.