عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

 

 

استطعت أن ألحق بالطفل الشهيد «ريان» وألتقيه داخل الجب المظلم قبل أن يلفظ أنفاسه، وتصعد روحه الطاهرة إلى بارئها. وأجريت معه هذا الحوار الافتراضى. وهذا الحوار نصًا:

< هل="" تعتقد="" أن="" فرق="" الإنقاذ="" التى="" تعمل="" بالأعلى="" سوف="" تصل="" إليك="">

- ريان: لا طبعًا. فعادة العرب دائمًا أن يصلوا متأخرين. ويبرروا ذلك بقولهم: «أن تصل متأخرًا خير من ألا تصل». وهذه المقولة لا تصلح فى أحوال كثيرة، ومنها حالتى هذه.

< ما="" رأيك="" فى="" الجهود="" المبذولة="" بالأعلى="">

- ريان: جهود مشكورة، ولكن لماذا لم تُبذل الجهود لتفادى وقوعى فى البئر؟ لماذا ننتظر وقوع المصيبة ثم نتحرك؟ عندما كانوا يحفرون نفقًا سفلى لإنقاذى، كانت روحى تتأهب للصعود إلى أعلى، نتيجة نقص الأكسجين، وعدم وجود دواء تغذية ينزل لى فى أنبوب الماء.

< هل="" تعلم="" أن="" لا="" حديث="" يعلو="" على="" السوشيال="" ميديا="" على="" حديث="" ريان..="" وأنك="" تتصدر="" كل="" الهشتاجات="" على="" محركات="">

- ريان: كل هذا لم يجد لإنقاذى. لقد تمت المتاجرة بى إعلاميًا يا أبتى. واعلم أنه بعد معرفتهم بموتى سيظلون على هذا المنوال يومًا أو يومين، فأنا أصبحت مادة إعلامية أقرب إلى التسلية. وبعد موتى سينصرفون إلى برامجهم التافهة المقززة التى تقتل آلاف الأطفال معنويًا وخلقيًا.

< ماذا="" ستفعل="" المغرب="" بعد="">

- ريان: سيناريو معروف؛ سيصدر الديوان الملكى المغربى بيانًا رسميًا بوفاتى. وبعده ستتسابق المؤسسات الرسمية بالدولة إلى إرسال برقيات التعازى إلى أبى «خالد اورام» وأمى «سيمة خرشيش»، ثم أصبح نسيًا منسياً، كما نُسى أخى الفلسطينى « محمد الدرة» الذى قتلته نيران الاحتلال الإسرائيلى وهو فى أحضان أبيه. وأخى السورى «إيلان كوردي» الذى مات غرقًا فى البحر خلال رحلة الهروب، التى قرر والداه خوضها على متن قارب صغير، هروبًا من ويلات الحرب الأهلية فى سوريا.

< ماذا="" تقول="" فى="" دعاء="" الناس="" لك="" بالمغفرة="" والرحمة="" بعد="">

- ريان: هم من يحتاجون إلى هذا الدعاء. فهم لا يعلمون أن الطفل إذا توفى، لا يُدعى له. فأنا لم يُكتب عليَ ذنب. ولكن يمكنهم أن يدعوا بهذا الدعاء لأبى وأمي: اللهم اجعل ريان فرطًا لوالديه، وذخرًا وسلفًا وأجرًا لهما، اللهم ثقل بريان موازينهما وعظم به أجرهما.

< ماذا="" تقول="" للسلطة="" فى="" كل="" بلد="">

- أقول لهم اتقوا الله فينا نحن الأطفال. فنحن معذبون ومشردون فى كثير من الدول العربية. فى اليمن وحدها يا أبى أكثر من مليون ريان يموتون جوعًا. وأخوتى فى فلسطين المحتلة يُقتلون بلا رحمة. والأطفال السوريون على الحدود يموتون من البرد القارص. وداعش تغتصب الأطفال ذكورًا وإناثًا، وتجندهم فى حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل. أطفال كثيرون يا أبتى فى بلادنا العربية يُرمون فى جب القهر والظلم والانكسار.

< هل="" تعلم="" أنك="" بت="" تشكل="" رمزًا="" للتحدى="" والصمود="" وأملًا="" فى="" حدوث="" التضامن="" الذى="" عبر="" عنه="" المغاربة="" والعرب="" وحتى="">

- وهنا صمت ريان عن الكلام، حيث فاضت روحه إلى رب الأنام، وانفض الناس من حوله، ولملم رجال الإنقاذ معداتهم، فقد أُسدل الستار على تلك المأساة، انتظارًا لرفعه على أحداث مأساة أخرى فى وطننا العربى المكلوم.