عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بهدوء

 

 

أصبحت شبكة الانترنت طريق الغواية إلى تحصيل الدولارات بدون جهد، وبدون عمل يذكر، فأصبح اليوتيوب، والتيك توك، وغيره من المنصات وسيلة لتحصيل الأموال من خلال نسب المشاهدات عليها، فكلما زادت نسب المشاهدات زاد حصول الأفراد على الدولارات، وأصبحت غواية تملك الدولار غاية لدى قطاع من الأفراد، وأصبح الانترنت واحة كبيرة وفضاء واسعا لعرض كل شيء، وأى شيء، وزاد الانترنت فى كسر تابوهات الثقافة العربية الثلاثة الدين والجنس والسياسة.

وكان الباعث والمحرك لدى الكثيرين فى كسر التابوهات هو سهولة تحصيل الدولار عبر البث من خلال المنصات التى تبدأ فيديوهاتها بمطالبة أصحابها للمشاهدين بعمل لايك، لأن كثرة اللايكات هى السبيل إلى جمع الآلاف من الدولارات كنتاج لكثرة المشاهدات، وأصبحت هذه الطريقة وسيلة للثراء الشديد، وجمع العملات الصعبة من خلال المنصات المختلف وصارت الشبكة أكثر تأثيرا فى صناعة الوعى الحقيقى والزائف معا، وتشكيل توجهات الرأى العام الايجابية والسلبية، وأتاحت الشبكة التعددية اللامتناهية فى التعبير عن الأصوات حتى أصوات المهمشة الذين لم يكن لها صوت وأصبح بعضهم أصحاب ثروات من وراء الانترنت.

ويمكن تحليل المشهد على الشبكة العنكبوتية فى كافة فضاءاته المختلفة، لنكشف وبوضوح عن أن الأكثر مشاهدة ومتابعة هو ما يتعلق بكل الغرائز الإنسانية الحسية ابتداء من الجنس مرورا بالعدوان والعنف، وانتهاء بالطعام والشراب، وكل أشكال النزوع الاستهلاكى لدى الإنسان فى كافة القطاعات، والسؤال: كيف كسر الإنترنت تابوهات الثقافة العربية؟

وبتحليل المضمون نجد أن المواقع الأكثر مشاهدة هى المواقع التى تخاطب الغرائز الحسية والجنسية، فيقوم العديد من السيدات بعمل مواقع تخاطب الغريزة الجنسية، ويتم نشر المضمون الشاذ عن الأفلام الاباحية والفضائح الجنسية أو عرض بعض النساء لمفاتنهن أو الصور الاباحية... إلخ، ويكشف تتبع مثل هذه المواقع فى أن المجتمعات العربية بالذات من أكثر شعوب العالم مشاهدة لهذه المواقع، وقدم الجنس بوصفه سلعة، وذلك رغم كل ما يقال عن الفضيلة، الأخلاقية وضرورة حمايتها فى حياتنا، وكان الخلاف عن مشهد سينمائى لفنانة مصرية طريق الانقسام بين دعاة حرية التعبير ودعاة حراسة الفضيلة فدعاة الحرية يقولون بأن تلك النماذج موجودة فى المجتمع، وحراس الفضيلة ينكرونها ويقولون بأننا أمة الأخلاق والفضيلة، حتى لو كانت الرذيلة معششة فى عالمهم السفلى، وضاعت مشاكل المجتمع الحقيقية وسط استقطاب حاد يسود المجتمع، وفيصل القول بأن الإنترنت كسر تابو الجنس فى حياتنا.

ومن ناحية أخرى فإن تابو الدين والمقدس كان أحد التابوهات التى استهدفها قطاع كبير على شبكة الانترنت، فأصبح نقد الأديان والكتب السماوية هدفا واضحا لدى أصحاب المنصات من التوجهات العلمانية المتطرفة، وهم يدركون جيدا أن هذه الفيديوهات التى تضرب فى مقدسات الناس تحقق نسب مشاهدة عالية على فضاء الانترنت، واستطاعت التيارات المادية أن تعرض فلسفاتها المشككة فى الأديان والمقدس، وأن تنشر أفكارها عبر فضاء الانترنت، وذلك بصورة متطرفة لا تقل تطرفا عن أصحاب الأفكار الدينية المتشددة، فالتشدد الدينى يقابله تشدد وتطرف مواز فى العلمانية الإلحاد، وأصبحت ظاهرة رفض الأديان ظاهرة بادية على فضاء الانترنت، ويدور صراع بين أصحاب الأديان الابراهيمية فى نفى كل دين للآخر، ورفض كل دين الاعتراف بالآخر، وكل هذا أسهم فى تعرض تابو الدين للنقد والنقض على فضاء الانترنت.

وعن تابو السياسة فلم تستطع النظم المغلقة والشمولية أن تغلق الحديث فى السياسة والمعارضة لأنظمة الحكم أو الاختلاف معها لأن هذا أصبح يشكل أمرا مستحيلا، وقد يستخدم البعض أسماء مستعارة، ويشهد التاريخ كيف كانت للشبكة أثر بارز فى تحريك الحالة السياسية فى المنطقة العربية.