عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

مكنونات الثقافة المصرية:

 

 

عندما نحاول وصف أى شخصية فإننا نصفها على أساس السمات التى تتحلى بها، مثل البشاشة، التجهم، السخاء، البخل، الصدق، حب السيطرة، الرياء، وغيرها. وليست الشخصية مجرد مجموعة من هذه السمات، بل هى فى الحقيقة حصيلة تفاعل هذه السمات بعضها مع بعض.

وأهم ما كان يميز الشخصية المصرية، حتى نهاية ستينيات القرن الماضى وجود تناسق فى السمات، مع تحمل المسئولية وتقبل التضحيات المختلفة دون مقابل، لقد كانت الشخصية المصرية على مر التاريخ من أفضل الشخصيات فى العالم، وأكثرها اتساقا مع الواقع، وأعظمها تأثيرا فى عالمها.

وكانت الشخصية المصرية تتسم بسمات أصيلة أقرب إلى الثبات، وتتميز بالانبساطية، وحب الاختلاط، والدفء العاطفي، مع الإحساس بالمسئولية الأسرية والوطنية، وانتماءها الشديد إلى الوطن والإنسانية، ولكنها الآن تتسم فى أحيان كثيرة بالسلبية والعدوانية والاعتمادية، ويظهر ذلك على سبيل المثال فى النكتة السياسية، التى تعبر عن عدوانية شديدة للسلطة واتجاه سلبى نحوها، والسخرية من كل شيء حتى من نفسها. كما تتسم بعدم المثابرة، والتغير المستمر، والتصور الخاطئ للدين، والانغماس فى القرارات الانفعالية والعاطفية، وكذلك فوضى اللغة وتدنى الحوار، وتراجع كثيرا دورها الحضارى والإنساني.

لقد كانت الشخصية المصرية فى أوقات المحن والأزمات تقوم باحتجاجات إيجابية أو مظاهرات سلمية، للمطالبة بتغيير أوضاع معينة، سواء فى مصر أو حتى خارج مصر، ونجحت فى ذلك كثيرا. ولكنها أصبحت الآن تفضل الاستسلام للأمر الواقع، وكأنه قدر الله وتطلب منه سبحانه الستر والمداراة.

وأصبحت الشخصية المصرية أميل إلى الشخصية الافتراضية المنعزلة عن عالمها الواقعي؛ المنغمسة فى ذاتها، إما رغبة منها؛ لكونها غير قادرة على التفاعل مع العالم الواقعى الزاخر بالمشكلات التى لا تستطيع أن تتعايش معها.

الأخطر؛ أن هذا الواقع الافتراضى الذى تعيشه الشخصية المصرية، جعلها شخصية استهوائية تميل إلى التقلب فى العاطفة، والتغير السريع فى الوجدان لأتفه الأسباب، مع سطحية الانفعال، وسرعة التأثر بالأحداث اليومية، والأخبار المثيرة وهو ما ظهر فى بعض الجرائم البشعة التى وقعت مؤخرا، دعم ذلك، الاستخدام المفرط والسيئ لشبكات التواصل الاجتماعي.

وعلى الدولة بمؤسساتها المختلفة أن تسارع بإعادة الشخصية المصرية إلى عالمها الواقعي، بالعمل على تغيير السمات السلبية لهذه الشخصية، عن طريق المدرسة والجامعة وقبلهما الأسرة.