عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زيارة إلى

 

 

 

من لا تاريخ له لا حاضر له لأنه ببساطة التاريخ هو المحفز لاستعادة الامجاد وللتقدم والنجاح والتعلم من الدروس والعبر، والاستفادة من أخطاء الماضى هذه قناعاتى وهذا منهجى.

بدأت حديثى بهذه المقدمة للتأكيد على أهمية التاريخ والبحث فى مكنونه عن الاسرار والكنوز التى تجعلك تنظر إليها بكل فخر، فأنا وانت مصريان حضارتنا منذ فجر التاريخ، تعرفون جميعكم بولاق هذه المنطقة الشعبية الجميلة بأخلاقها وقيمها وبساطة أهلها، لكن أعتقد أن الكثيرين لا يعلمون ان هناك متحفا ومزارا تاريخيا بهذه المنطقة التاريخية اسمه «متحف العربات الملكية».. ايوة والله زى ما بقولك.

سمعت عن هذا المتحف وقررت الذهاب فى زيارة اليه وهو متحف العربات الملكية بمنطقة بولاق بإطلالة رائعة ترى شموخ وعظمة مصر فيما يحويه هذا المزار السياحى الذى يؤرخ لحقبة تاريخية، من تاريخ مصر الحديث، وهى فترة حكم أسرة محمد على باشا، من خلال عرض أفخم المركبات والعربات الملكية التى كان يستقلها الملوك والأمراء وكبار رجال الدولة آنذاك.

كلما تخطو قدمك داخل المتحف وتطلق العنان لنظرك ترى تحفا فنية مصممة بأيدى أعظم الفنانين وأفخم الطرازات فى هذا التوقيت، تعليمات وإرشادات صارمة داخل المتحف للحفاظ على رونق وجمال المكان، لوحات جدارية تزين المكان تأخذك إلى عبق التاريخ، وانت تشاهد مصر والموكب الملكى عام 1924 لافتتاح الجلسة الافتتاحية للبرلمان، عظمة ورقى الدولة المصرية، تترجمها حضارتها عبر التاريخ وكيف كانت مصر التاريخ فى زمن كانت تتحسس فيه الأمم شمعة تضيء بها كهوفها الغارقة فى الظلام كانت مصر شامخة رافعة هاماتها إلى عنان السماء.. دعونا لا نبكى ولا نتحسر على الماضى ولكن نأخذه دافعا لعودة الأمجاد وعودة الريادة فى كافة المجالات.

أخذت أتجول داخل المتحف ويضم المتحف مجموعة رائعة من العربات الملكية بمختلف الأحجام والأنواع، ترجع إلى فترة حكم أسرة محمد على باشا فى مصر، وتمتاز العربات الملكية بدقة صناعتها وفخامة زخرفتها، ويوجد افخم عربة بالمتحف وهى مهداة من الإمبراطور نابليون الثالث وزوجتة الإمبراطورة أوجينى للخديو إسماعيل وقت افتتاح قناة السويس عام 1869م، وأمر الملك فاروق الأول بتجديدها واستخدامها عند افتتاح البرلمان فى عام 1924م ناهيك عن السيارات التى يجرها عدد كبير من الخيول، والساعات الملكية، ويضم كذلك مجموعة من أطقم الخيول ولوازمها، بالإضافة إلى الملابس الخاصة بالعاملين بمصلحة الركائب وهى المصلحة التى كان يتبع إليها مسئولو ومشغلو هذه العربات.

يسأل سائل حضرتك تركتِ الصحة والتعليم، وتتحدثين على متحف العربات الملكية.. سيدى اللى ملوش ماضى ملوش حاضر، بدلا من تصدير الطاقات السلبية، لابد أن يكون هناك وعى، وعى يأخذك للامام ينشئ أجيالا قادرة على البناء، ولهذا اقترح على وزارة الشباب والجهات المعنية والأسر المصرية أن يصطحبوا الطلاب وأبناءهم فى زيارة لهذه المعالم التاريخية التى تملأ المحروسة كلها فيها فكرة.. فيها عبرة.. فيها استحضار لعظمة الماضى، ودفعة للامام لترسيخ تاريخ جديد للدولة المصرية.

وختامًا أوجه التحية لمن اهتم أن يحافظ ويطور هذه المعالم والمتاحف الأثرية التاريخية، والوعى الثقافى الذى أطلقته القيادة السياسية، بإحياء المتاحف المصرية عبر عصورها بدأ من متحف الحضارات وغيرها.. كلها مجهودات وخطط تستحق إشادة وتقدير، لمن فطن بأهمية هذه الجواهر على ارض مصر.

دعونا ننظر للمستقبل نظرة تفاؤل ونظرة امل فخلفنا تاريخ سبعة آلاف سنة.. آن الأوان أن يكتب المصريون تاريخا جديدا لوطنهم فى الجمهورية الجديدة بفكر جديد.. والى زيارة جديدة