رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بهدوء

 

 

 

فى ظل توجه الدولة للبناء والتعمير فى كافة المجالات، بدا واضحًا لكل صاحب عين منصفة أن ما تحقق ويتحقق على الأرض كل يوم هو انجاز تاريخى غير مسبوق، وأن الاصلاحات التى تتم فى الدولة المصرية الآن تعيد انتاج صورة مصر كاملة فى المنطقة والعالم معا، ولكن كل ما يتحقق من انجاز على الأرض قد دفعه ثمنه المصريون غاليا، وفى ظل هذا الواقع نتساءل ما أكبر أخطر يهدد الدولة المصرية بعد الإرهاب؟ إنه الفساد، ولا يمكن بناء دولة قوية فى هياكلها وأنظمتها بدون محاربة من يسرقون ويهدرون المال العام، ويستغلون سلطتهم فى التكسب من مناصبهم، فمحاربة الفساد معركة لا تقل أهمية عن معركة البناء والتعمير؟

الفساد بيئة يستغلها الفاسدون فى عمل كل ما يحلو لهم، ولن يجرؤ أحد على رفع صوته، لأن الفاسد يقدم نفسه فى كثير من الأحيان بوصفه ابن الدولة وممنوع الاقتراب منه.

إن الشعب المصرى وهو يتحمل أعباء ثقيلة على كاهله لكل ما يتم من إصلاحات لابد أن يترسخ لديه قناعة بأن الدولة لا تتوانى فى محاربة الفساد، وبتر أى بؤرة صديدية تظهر فى جسمها، وأنها تتخذ اجراءات رادعة ضد كل من تخول له نفسه التلاعب والسرقة فى المال العام، أو يخون الأمانة التى أوكلت إليهم، وحين تفعل الدولة ذلك فإنها تقوى تحمل الناس للمعاناة، وتحمل الشعب للإجراءات القاسية التى تتخذها الحكومة مضطرة فى عملية الإصلاح، وبالتالى على الشعب أن لا يخاف من الابلاغ عن الفساد فى أى مؤسسة، أوفى أى خدمات تقدم له، ولا يمكن أن يطلب من الناس تحمل شظف الحياة والغلاء والتقشف، وهم يرون بعضهم يعيث فسادا فى أرض الوطن وماله، ويعيشون فى ترف مدقع بأموال وثروات مشكوك فى أصل تحصيلها، والناس يشاهدون هؤلاء وهم صامتون وغير قادرين على النطق، ولكنهم يتألمون وينتابهم السخط الداخلى تجاه هذه الأوضاع، وستدرأ الدولة هذا السخط بالتطهير المستمر لجسمها، وإعلانها بنفسها عن ذلك.

وفى الوقت الذى يعلن فيه رئيس الدولة أنه واحد من الشعب، وأنه جاء ليكون خادما له فإن ذلك يوفر المجال للضرب على ايدى الفاسدين الذين يدعون انتماءهم للدولة. ولابد أن تدرك الدولة أن تطهير جسدها من المرض هو ما يقويها، ولا ينبغى أن نخشى نعيق منابر الإخوان الذين يريدون هدم الدولة على رؤوسنا، فنحن فى وطننا من نقطع دابر الفاسدين، وأن الدولة حريصة على قوتها، لأنها تبنى وتطهر، تعمر وتبطش بمن يفسد، وأنها حين تعلن بنفسها عن ملاحقة الفاسدين فهى ترسل رسالة للشعب بأن المال العام فى يد أمينة.