عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بهدوء

 

 

 

فى نهاية شهر نوفمبر افتتح الرئيس تجديد طريق الكباش فى مشهد تاريخى، مشهد يبعث الأمل فى الروح المصرية، ويرسل رسالة واضحة للداخل والخارج مفادها أن مصر مهما عانت، ومهما تألمت لا يمكن أن تموت، فمصر فجر الضمير، وأرض الرسالات، ومهد الحضارة والإنسانية، كان المشهد باعثًا على الأمل، والحق فى الحلم، فمصر تنفض الغبار عن وجهها، وتبعث الروح فى جسمها، فنحن نملك الكثير بالإرادة والعمل والتصميم.

وبعد مرور أسبوع نجد الرئيس يعقد مؤتمرًا لذوى الهمة، ليعيد البسمة للمنسيين والمعذبين من متحدى الإعاقة، وسأقف أمام هذا المشهد لكى أصفه ليس من موقع المحايد، ولكن من واقع أنى أعول أحد هذه النفوس الجميلة، وذلك لكى أكشف عن مشاعرى، ومشاعر ابنى باسل تجاه هذه المشهد فى هذا اليوم.

وقبل أن أتحدث فى ذلك فلا يمكن أن تتضح الصورة إلا بالوصف الدقيق لحجم المعاناة الذى يعيشها الآباء مع أبنائهم من ذوى الهمة فى مجتمعنا، حيث يجد الوالدان نفسهما فى حالة مواجهة مع معاناة أبنائهما من ذوى الاحتياجات كل يوم فى حياتهم اليومية، والمواجهة مع مجتمع مشوه الثقافة فى طريقته فى النظر إلى هؤلاء، حيث نظرات الأسى الذى يعيشها الأبوان فى وجوه الناس فى المجتمع، دع عنك ما فى الثقافة من استعلاء فى النظر إلى هؤلاء الملائكة.

يعانى الآباء المرارة والألم مع من يرزق بأحد من هؤلاء، فأنا وبصورة شخصية أتعرض لأسئلة صعبة من قبل ابنى، فجاءنى يومًا وهو صغير ليسألنى بابا: هو ربنا غضبان عليه لكى يخلقنى على هذا الشكل؟ ويسألنى أبى حين أترك نفسى لعنان التفكير أتألم كثيرًا، لا أدرى كيف لى أن أواجه الحياة بمفردى، فأنت الآن ترعانى، ماذا يمكن أن أفعل حين يكتب على مواجهة المجتمع بمفردى؟ وفى فترة كان يقول: أبى نحن لا نلقى أى اهتمام من الدولة، وأنا أحاول أن أعلمه كل شيء يتعلق به، وأحرره من الاتكالية، وأقوى ذراعيه لكى تكون بديلًا عن قدمه، أزرع الثقة فيه لكى يقوم بكل ما يتعلق به داخل المنزل، أفعل معه كل شيء لكى أحرره من خواطره السلبية، وأحاول أن ألبى له كل ما يمكن أن يسعده، ولكنى أشعر رغم كل معاناتى معه أنى مقصر مهما فعلت معه.

ولكن كيف رأينا مشهد الرئيس مع ذوى الهمة؟ إننى وكل الأسر التى ترعى هؤلاء وجدنا الرئيس يبعث برسالة واضحة، رسالة يقول فيها لهؤلاء الذين ينزوون داخل منازلهم، منسيين بألمهم ومعاناتهم فى صمت مطبق، أنا أراكم رغم كل انشغالاتى فأنتم فى القلب من اهتمامى، فالرئيس فعل ويفعل لهم منذ وصوله للسلطة من عمل كارنيهات موحدة لأداء خدماتهم والارتقاء بها، وتطوير قانون ذوى الهمة، والسعى نحو إدماجهم فى المجتمع، فعلى مدار ثماني سنوات كانت رعاية القيادة السياسية لهذه الشريحة هى الأكبر فى تاريخ مصر الحديثة، وكان مشهد الرئيس الإنسانى معهم بديعًا ومؤلمًا معًا، حين عبر فيه الأبناء عن همومهم وألمهم كشف حجم معاناة هؤلاء وأسرهم، فقالت ابنة للرئيس: نريد من المجتمع أن يقبل اختلافنا، وكأن الابنة بقولها تدين ثقافة المجتمع المشوهة التى تستعلى على هذه الشريحة، وقال الأبناء: كنا نخشى مواجهة المجتمع فإذا بالرئيس يدعونا ليقول للمجتمع هؤلاء فى قلبى فيبعث الأمل بفعله فى نفوسهم ونفوس عائلاتهم، وبدت روح القائد تتمتع بالحب والإخلاص والصدق وهم يقفون حولهم ويداعبونه وهو يضحك من سويداء قلبه، متخذًا مجموعة من القرارات المهمة لصالحهم، فكان ذلك اليوم بالغ السعادة على نفوس هؤلاء وذويهم.

لقد سطر الرئيس بفعله التاريخى أحد إنجازاته المهمة فى العناية الفائقة بهم، وليفرض بذلك احترام ومحبة ذوى الهمة وذويهم، وليضيف إنجازًا فوق إنجازاته، تلك الإنجازات التى بدأت تفرض احترامه على المختلفين معه قبل المؤيدين له، وتكفى كلمة باسل لى أن الرئيس اليوم قد جبر بخاطرنا، ومنحنا بهذا اللقاء أهمية الاعتراف بحقوقنا على المجتمع.