عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
سامي ابو العز

مكنونات الثقافة المصرية:

ارتبطت الأحذية بالحب أيضاً، فالحب من أهم أساسيات الحياة، وكذلك أصبح الحذاء. وأدخلت الأحذية «بوزها» حتى فى الحب وقصص العشاق، منذ سندريلا حتى الآن، بعدما حققت أحلام «سندريلا» الجميلة، تلك الأحلام التى أشعلت مخيلات الصغار والكبار عبر الروايات والأفلام التى جسدت اختفاء «سندريلا» من حفلة ملكية، بعد أن وقع الأمير فى غرامها، ولم يستدل عليها إلا من فردة حذائها التى خلفتها وراءها وهى تجرى، قبل أن تدق الساعة الثانية عشرة.

وفى بعض الثقافات يكون الحذاء قمة الرومانسية، ومقياساً لمقدار الحب والعطاء، ويكون أحياناً رسول غرام، يختاره المحبون لإيصال رسائل الحب والغرام من بعضهم لبعض. وعلى هذا النحو يمكن أن يكون الحذاء أحد الأسلحة الفتاكة للمرأة، منذ اليوم الذى لفت فيه حذاؤها نظر الرجل، وكلنا يتذكر فيلم (مطاردة غرامية) إنتاج 1968، بطولة فؤاد المهندس، يتحدث عن شاب ثرى يعمل مراقباً جوياً، كان لديه ولع مرضى وغير طبيعى بالأحذية النسائية، حيث يتتبع المرأة إذا أعجبه حذاؤها. فيحب الحذاء ويحاول أن يصل إلى صاحبته، وقد قاسى فى هذا ما قاسى. وقد يستعمل الحذاء لتأديب نفس هذا المحب الولهان، عندما تمتد بهما الحياة ويذوب الحب، ولا يبقى إلا الحذاء.

وقد مثل الحذاء فى بعض الثقافات دلالة على القيم الإنسانية، وهنا تأتى قصة الزعيم الهندى «غاندى»، الذى اتصفت شخصيته على مدى سنوات عمره بالحكمة والزهد، كان «غاندى» يجرى للحاق بقطار ما، وقد بدأ القطار بالسير، وعند صعوده القطار سقطت إحدى فردتى حذائه، فما كان منه إلا أن أسرع بخلع الفردة الثانية، ورماها بجوار الفردة الأولى على رصيف القطار، فتعجب أصدقاؤه وسألوه؛ لماذا رميت فردة الحذاء الأخرى؟ فقال «غاندى»: أحببت للذى يجد الحذاء أن يجده كاملاً؛ فربما استطعت أن أدخل السعادة على قلب لا أعرفه، ليصبح حذاء «غاندى» فيما بعد أيقونة كونية خالدة.

وللحذاء نصيب من قرارات بعض الحكام، ومنهم الخليفة الفاطمى «الحاكم بأمر الله»، الذى أصدر قراراً بمنع صناعة الأحذية الحريمى، لإجبار النساء فى عصره على عدم الخروج من منازلهن، وليتنا نفعل هذا القرار فى وقتنا الحالى لإجبار المرأة على الجلوس فى البيت، والتفرغ لتربية الأولاد، وحماية للزوج من رفع الحذاء عليه.

أكدت دراسة أجراها باحثون فى جامعة «كنساس» الأمريكية، أنه يمكن الحكم على بعض الأشخاص من مجرد النظر إلى أحذيتهم؛ فالأحذية ذات الكعب العالى غير المريحة، يتم ارتداؤها من قبل شخصيات تبحث عن الهدوء. ويميل الأشخاص الذين يرتدون أحذية ملونة إلى الانفتاح، أما الأحذية العملية التى تتسم بكونها وظيفية أكثر، فتدل على التواضع. وأحذية الكاحل التى تغطى ما فوق الكاحل بقليل، تتناسب مع السمات الشخصية الأكثر عدوانية. أما الأحذية باهظة الثمن فتدل على الأشخاص ذوى الدخل العالى، والذين يميلون لارتداء «ثرواتهم» وإظهارها عن طريق هذه الأحذية. والأحذية الجديدة ذات العلامات التجارية العالمية، تشير إلى قلق الأشخاص حول علاقاتهم بشكل عام. أما الأحذية الرثة فتعطى انطباعاً عن الأشخاص الذين يفكرون بطريقة ليبرالية.. فأى حذاء تلبس؟

تقول المغنية البريطانية «ناتاشا هاميلتون»: احرص دائماً على أن تلبس أحسن الأحذية، فهى نافذة يراك الناس منها. (وللحديث بقية)