رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

 

 

 

سعدت كثيرًا عقب سماعى آخر مستجدات العمل فى مشروع «التجلى الأعظم فوق أرض السلام» بسيناء، فقد كتبت مقالًا عام 2016 أتحدث فيه عن عظمة سيناء وعظمة المكان الذى تحدث عنه الله سبحانه وتعالى وضرورة الاستفادة من هذا المكان العظيم، وقد تحقق ما حلمت وطالبت به اليوم فى العصر الذهبى الذى تشهده مصر فى عهد القيادة السياسية المتمثلة فى شخص الرئيس عبدالفتاح السيسي.

فقد ذُكرت سيناء فى العديد من الآيات القرآنية، فهى مهبط لبعض الرسل، وكلم الله فيها وتجلى سبحانه وتعالى لسيدنا موسى عليه السلام، وتلك الشجرة وذلك الجبل يقع بسانت كاترين الذى يحتوى على العديد من المخطوطات والوثائق التاريخية النادرة،  فمن سمع عن سيناء غير الذى رآها وتجوّل بداخلها وشاهد المعجزات الإلهية فى جميع أراضى سيناء، فعند رأس محمد تُشاهد المعجزة الإلهية والمُتمثلة فى زلزال الذى حدث سنة 1962 وأعقب عنه معجزة بكل معنى الكلمة متمثلة فى رسم خريطة مصر، وايضًا الشُعب المُرجانية التى تملأ مستنقعات البحر الأحمر، اما عن ملتقى البحرين والتى زَعَمَ البعض انها النقطة التى التقى فيها سيدنا خضر بسيدنا موسى ويُقال انها تجمع ما بين البحر المتوسط والاحمر والنيل، كما أن الله سبحانه وتعالى وصف جزءا من أرض سيناء بالقدسية، رغم أنه من المعلوم ان المكان المُقدس الوحيد الذى نخلع النعل فيه عند الكعبة الشريفة بخلاف المساجد جميعها.

فالله سبحانه وتعالى أقسم فى بداية سورة التين؛ بالتين والزيتون وهما من منتجات سيناء، ثم أقسم بجبل الطور ونَسَبُه إلى سيناء «وطور سينين» ثم أقسم بمكة البلد الأمين ، فسيناء جاءت فى الترتيب قبل مكة فى موضوع أقسم به رب العزة على خلق الإنسان فى أحسن تقويم، ومن يتمعن فى آيات الله يجد حديث الله عن الجبال بصفة عامة بدول ال التعريف، الا جبل الطور الذى ذَكرهُ صراحة ب ال التعريف، أى من بين جبال الكرة الأرضية ينفرد جبل واحد مبارك شهد الوحى الالهى لموسى، وشهد نزول الرسالة الالهية والأخيرة للبشرية قبيل قيام الساعة، فجبل الطور شَهَدَ أول وحى وحوار جرى بين موسى مع ربه جل وعلا، ونَزَلَ ذاك الوحى بدون سيدنا جبريل أى بدون واسطة ملك من الملائكة، كما كان ذلك اللقاء الذى رفع الله جل وعلا الجبل فوق بنى اسرائيل وأخذ عليهم فيه العهد والميثاق.

وجعل الله تعالى فى مكان الشجرة سرًا وبركة اقتصادية، نستكشفها من قوله تعالى :«ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق وما كنا عن الخلق غافلين وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه فى الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون». فهنا يتحدث الله تعالى عن خلق السماوات السبع والبشر وإنزال الماء من السماء وجنات النخيل والأعناب، وبعدها يقول تعالى: « وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين»، أى جعل شجرة الزيتون التى تنبت فى جبل الطور - فى الوادى المقدس - من نعم الله تعالى على الخلق شأن النعم التى سبقتها فى الآيات، وجعل نعمة هذه الشجرة مستمرة متجددة شأن المطر والجنات والبساتين والسماوات السبع، فبالتأكيد هناك خير اقتصادي يكمن فى زيتون سيناء، وان هذا الخير الإلهى مستمد من ذلك الوادى المقدس، كما ذَكَرَ الله جل وعلا شجرة الزيتون السيناوية المباركة التى "يكاد زيتها يضىء ولو لم تمسسه نار"، وهنا ربط بين النور المعنوى (الهداية) وزيت الزيتون باعتباره طاقة لم يتم استغلالها بعد ضمن عناصر الطاقة المعروفة لدينا، وذلك استنجته بعد قراءة بعض الأبحاث، فكم أتمنى تكثيف الجهود للاستفادة من خيرات وموارد مصر التى تحدث عنها الله فى مُحكم كتابه، فمصر ستظل عبارة عن متحف أثرى ونحن حراسها، حفظ الله وطنى مصر.

--

عضو مجلس النواب

[email protected]