رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

 

القيادة لها أصول، وفى الحياة العسكرية تحديدًا القائد له مواصفات خاصة، ملهم فى شخصيته، مبدع فى رؤيته، هادئ فى تفكيره، حاسم فى قراره، موضوعى فى انطباعاته، قدوة فى تفانيه وإقدامه، وعندما تتعامل مع شخصية مثل اللواء محمد الغبارى تجد كل هذه الصفات واضحة فى شخصيته، لا يفتعلها بل تظهر تلقائية فى كل تصرف أو قول أو فعل، قد لا تبدو على وجهه سوى ملامح الطيبة التى ترسمها ابتسامة الحب التى يلاقيك بها،  لكن وراء هذه الطيبة حسم إذا ظهر تغير الحكم وتبدلت الصورة، وعندما تسأله عن سر هذا الانتقال السريع بين البساطة والحزم يكشف لك أنه سر من أسرار العسكرية، الحزم لا يغلب الإنسانية والقوة لا تمحو الطيبة، والانظباط لا ينفى التباسط.

يمتلك اللواء الغبارى ثقافة وقدرة على قراءة الأحداث وتحليلها تجعلك محبًا للاستماع إليه، لأنه قادر على أن يصل إلى الهدف من أقصر الطرق وأيسرها.

عندما يتحدث اللواء الغبارى عن الشأن الإسرائيلى تجد عمقا فى الفكر وفهما لطبيعة العقلية الإسرائيلية وتحليلا لتاريخ الصراع وقراءة عقلانية لمستقبله، وعندما يناقش قضية الإرهاب يملك القدرة على تقديم رؤية مختلفة لا تقف عند حدود من يمارسون الإرهاب ويستحلون الدماء وإنما تصل إلى جوهر القضية ومن يوظفون هؤلاء وأهدافهم، وعندما يشرح مفهوم الجيل الرابع من الحروب تفهم حقيقة هذه الحروب وخطرها وأهمية قضية الوعى التى يشدد عليها الرئيس السيسى وكيف تسهم فى بناء الأوطان وحمايتها من الخطر وإفساد مخططات التدمير والتخريب. 

فى بداية عام 2011 كانت معرفتى باللواء الغبارى وكان له دور وطنى فى مواجهة الجماعة الإرهابية وكنت ككثير من الإعلاميين معجبًا بطريقته وحديثه المنضبط الذى يعتمد على التحليل العلمى السليم والمنهجية فى الفكر الاستراتيجى ويستند دومًا إلى الأدلة والبراهين فكان ومازال ضيفا دائما على كل موائد الحوار لما يملكه من قدرات وإمكانيات تحليلية نحتاجها خاصة فى الوصول إلى عقول الشباب ومخاطبتهم بعقلانية ومعلوماتية ولغة سهلة. 

أثناء دراستى فى كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا شرفت باختيار الكلية للواء الغبارى مشرفًا لبحث الزمالة وكان بعنوان «تأثير الإرهاب على الأمن القومى العربي» وخلال هذا العام كنت سعيد الحظ بالقرب من اللواء الغبارى وكان يمدنى بالمعلومات ويساعدنى ويفتح منزله لى طوال الوقت وكان سببًا أننى كنت من أوائل الدورة 49 دفاع وطنى بفضل دعمه ومساندته حتى أننى كرمت من السيد الفريق صدقى صبحى وزير الدفاع فى عام 2017 مما ترك ذكريات لن أنساها ما حييت خلال عام داخل هذا الصرح العلمى الكبير كلية الدفاع الوطنى الذى تعلمنا فيها كل معانى الانتماء والتفكير العلمى وتعرفنا عن قرب على التحديات والتهديدات والمخاطر ومفاهيم الحروب الجديدة وكان لها الفضل فى تكوين حصيلة معرفية لن أتحصل عليها إلا داخل أسوار أكاديمية ناصر العسكرية العليا. 

اللواء الغبارى سجله العملى يكشف بوضوح إمكانياته منذ بدأ عمله داخل القوات المسلحة المصرية قائدًا لسرية دبابات فى حرب الاستنزاف ثم قائدا حتى وصل إلى قائد فرقة مدرعات فمدير لكلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر العسكرية العليا لمدة 4 أعوام ثم مديرًا للشرطة العسكرية فمديرًا لسلاح المدرعات ثم عين عضو محكمة القيم العليا عام 2009 حتى 2010 ثم استدعى بالزى المدنى من 2006 حتى 2007 لإنشاء كلية الدفاع الوطنى باليمن.

كل هذه المواقع لم يتقلدها اللواء الغبارى إلا لأنه يمتلك كفاءة خاصة ومؤهلات تجعله جديرا بها وثقافة تمكنه من أداء مهامه بثقة ونجاح ويقين، سيظل اللواء الغبارى ملهمًا لى وواحدا ممن أثروا فى تكوين شخصيتى.