رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

وقع بصرى على خبر مكتوب عن الفنان الرائع والانسان، النبيل والوزير صاحب البصمات التى لا تمحى فاروق حسنى، ومع الخبر صورة ليست له ولكنها أقرب للعم الجميل أنيس منصور.. وقفت وبصرت كثيراً وقلت ربما البصر أصبح شيش بيش وان سنوات العمر تسرسبت من بين ايدينا ولكنى لم أستطع أن أجزم بمن صاحب الصورة واستعنت بصديق أكد لى انها صورة الوزير والفنان والانسان الذى اكتشفت فيه كنزاً بشريا لا مثيل له واقتربت من دائرة صداقات "بعد الخروج من الوزارة"  لأكتشف انها تضاهى دائرة المعارف البريطانية فيما تحتويه من كل الوان الطيف البشرى على مستوى العالم والحق أقول لم أعهد الوزير فاروق حسنى بالشعر الأبيض الذى يشبه القطن الذى تنتجه الأرض المصرى شديد الجودة.. اتصلت بعمى فاروق حسنى لأطمئن على أحواله فوجدته وبفضل الله فى أحسن حال أموره على ما يرام  وطلبت أن ألقاه.. وتحدد الموعد وذهبت اليه فى مكتبه بالزمالك الذى تحول الى قطعة فنية يندر وجودها تماما مثلما هو حال فاروق حسنى فى حله وترحاله.. اذا مر بمكان أو أقام بمكان ترك لمسات جمالية على الأمكنة تتسرب الى نفوس البشر..  ومازلت أذكر تلك الصور التى ظننت انها وهم من خيال كتّاب  وصحفيين أوسع من فسحاية منطقة ماتوسيان التى كنا نلعب فيها الكورة أيام زمان.. حتى حكى لى فاروق حسنى عن زيارة  ملكة النرويج..  وعلمت انها غادرت مصر  وهى تحمل معها صورًا وذكريات لا تنسى عن الموقع الذى عاش فيه فاروق حسنى على نيل الجيزة الخالد.. وكان جيرانه من الفلاحين  والبسطاء يحلفون بتلك الأيام الجميلة التى  كان فاروق حسنى  يعيش فيها  وسطهم وقد انتقلت فيروسات الجمال والنظافة  والنظام الى جميع الجيران حكى لى أحد الفلاحين هناك أن سيدة جميلة كان يصاحبها حراسة. أمرت الحرس أن يذهبوا بعيداً وتنقلت بين بيوت الفلاحين وقد اصابتها نفس الدهشة التى حلت بها عندما شاهدت بيت فاروق حسنى الذى جمع ما بين الفرعونى والإسلامى والقبطى فى تناغم يندر أن يتوفر لذوق كما هو ذوق فاروق حسني.. أما الفلاح البسيط فقال ان السيدة الخواجاية بهرهاه أيضاً الفلاح المصرى بالجلابيب والطاقية الصوف والبلغة  وهو يسير يحمل موتور المياه فوق الجاموسة وبينه أولاده وهم عراة من الصف الأسفل وكانت هذه السيدة هى ملكة النرويج ويتذكر فاروق حسنى هذه الزيارة وهو يقول الملكة خرجت منبهرة بكل شيء متناقض وبالطبع كان علينا أن نتجاذب أطراف الحديث عن ذكريات مضت وشخصيات غابت من المشهد وأحداث استجدت.. وجدنا أن المشير حسين طنطاوى هو أحد أهم وأخطر الذين غابوا عن المشهد بعد أن عبر بالسفينة الى بر الأمان وسلم الراية الى أجيال جديدة من أبناء جيش مصر الوطنى ليستكمل مسيرة البناء واستمعت الى شهادة الوزير الفنان فى حق رجل أحببته وقابلته خمس مرات وهو المشير طنطاوى كان أولها فى الحج عام 1996.. وكان بسيطاً متواضعا الى أبعد مدى ممكن وودوداً للغاية.. وحكى لى فاروق حسنى كيف ان المشير عمل فى صمت لتحديث المنظومة  وادخال آخر ما وصلته التكنولوجيا واهتمامه المبالغ بالانضباط العسكرى وبالتدريب الذى بلغ مواصفات قياسية عالمية بالاضافة الى التوسع فى التصنيع العسكرى بما من القوات المسلحة قدراً عظيماً من  الاعتماد على امكاناتها والمساهمة فى توفير احتياجات الداخل المصرى ويتذكر الوزير الفنان كيف كانت جلسة مجلس الوزراء وترتيب الجلوس.. وكيف كان قريبا بالمكان والمشاعر الى شخص المشير الانسان.. والذى تجده دائماً فى المواقف التى تتطلب وقفة الرجال.. وأعود بالذاكرة الى الخلف وتتردد فى أذنى كلمات العم عبدالحليم موسى عندما دهمه المرض وتقرر السفر الى باريس للعلاج وهو وزير للداخلية.. يومها اتصل به المشير طنطاوى وسهل له أمر الاقامة وقدم له خدمات جليلة حتى منَّ  الله عليه بالشفاء وعاد الى الوطن سالماً.. كان المشير يصنع الخير ولا يضعه تحت دائرة الضوء ولا يصرح به حتى لأقرب الناس اليه وبدوره يسترجع فاروق حسنى قراراته  وهو يقول: ان الأوقات العصيبة فى تاريخ الأمم لا تخلو من الرجال الأكفاء.. وقد ثبت فى كل المواقف الصعبة انه كان على رأس هؤلاء الرجال.

صحيح ان الانسان له مساحة زمنية فى الحياة.. لا يمكن أن يتعداها أو يتخطاها.. فكلنا الى دار الحق ذاهبون ولكن الذى يبقى فقط هو السيرة  والعمل الطيب والأثر الذى نتركه فى النفوس والأيادى البيضاء التى تمتد للآخرين خصوصاً فى أوقات المحن والأزمات.. وقد كان للمشير طنطاوى النصيب العظيم منها..

ألف رحمة ونور