رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رمية ثلاثية

 

 

حالة من الفوضى واللخبطة أصابت الرياضة المصرية بسبب غياب الحساب والرؤية السليمة فى إدارة الأمور وتحول الاتحادات إلى حاكم بأمره تفعل ما تشاء دون حساب ولعبة التوازنات وتقسيم التركات والمصالح.

أمس الأول تعرض المنتخب الوطنى لمهزلة فى مواجهة منتخب الجابون الذى تلاعب بالفراعنة فى لقائهما فى الجولة الثانية من تصفيات التأهل للمونديال القطرى 2022، والأمر ليس تقليلا من الفريق الجابونى  ولكنه تأكيد على أن الجميع يمشى بخطوات مدروسة وسليمة بخلافنا والدليل أن المنتخب الجابونى يضم كتيبة من المحترفين ويسير بسياسة سليمة نحو المزيد، بينما لانزال نحن نتعثر فى هذا المجال الذى انقذ صورتنا فيه محمد صلاح والننى.

لقد عانت الكرة المصرية فى الاوليمبياد من  نقص خبرة الجهاز الفنى بقيادة شوقى غريب والذى تقمص خلال الاوليمبياد خطة «ابنى الحيطة يا ولد» والتى طبقها الراحل محمود الجوهرى فى مونديال 1990مع خلاف كبير.

وفى الكبار ومع بداية تصفيات التأهل للمونديال ظهرت نقص خبرة الجهاز الفنى والذى على ما يبدو لا يقف على التطور الكبير فى مستويات المنتخبات الافريقية وحرصها على الدفع بكل عناصرها المتميزة خاصة فيما يخص المنافسات الخاصة بالمونديال على خلاف ما يحدث فى تصفيات أمم افريقيا او حتى البطولة نفسها، وأيضا على خلاف وهم بطولات الأندية الأفريقية الأضعف على مستوى العالم.

وكشفت مباراتا انجولا والجابون عن حقيقة مؤكدة وهى فشل الجهاز الفنى فى صنع توليفة سليمة لا تخضع للمجاملات او استعراض العضلات او تصفية الحسابات وهو ما يؤكد أننا فى حاجة سريعة للمدرب الأجنبي.

حال الكرة لايختلف كثيرا عن حال الرياضة والتى شهدت مهازل كشفنا عنها مرارا وتكرارا ولم ينتبه أحد فقد حذرنا قبل الجميع من لعبة فتح باب الترشيح فى الاتحادات قبل الأوليمبياد وغلقها دون منافس للمجالس الحالية وبالتالى فوزها بالتزكية وهو ما يخالف القانون بل يخال كل الأعراف ويؤكد سوء النية بحسم البقاء قبل السفر للاوليمبياد ويؤكد هذا ما تحقق من تراجع ونتائج لا تتفق مع ما تم صرفه ويفوق ما كان يتم توفيره فى السابق كثيرا وهو أيضا ما كشفنا عنه مع هوجة الاتحادات فى الإعلان عن الفوز بميداليات عالمية وضعتنا فى القمة الوهمية وقلنا أن الاوليمبياد لن تخضع لهذا الوهم وسوف تتكشف الحقائق.

ومرت الأيام ثم جاء القرار المتأخر الذى يتفق مع ما كشفنا عنه وكأن المسئولين قد أغضبهم أن يكون لنا السبق فى كشف المهازل وأن تأتى القرارات متفقة مع رؤيتنا.

ورغم أن التأجيل للمرة الثانية لانتخابات الاتحادات الرياضية قرار إيجابى إلا أن اسباب التأجيل غير كافية وكان يجب أن نبدأ فى كشف الفساد الموجود والتحقيق فى البلاغات العديدة ودراسة نتائج الاتحادات فى الاوليمبياد وإعادة هيكلة الجمعيات العمومية للاتحادات والتى شهدت تلاعب بالجملة فى غالبية الاتحادات وتحويلها إلى عموميات تفصيل.

الأمر الأخير الذى ينذر بالقضاء على كرة القدم قريبا هو الاعتماد الكلى على فكرة الاستثمار والقضاء النهائى على الأندية الشعبية والجماهيرية، وقد عشنا جميعا تجربة بيراميدز وكيف ألهبت اسعار موسم الانتقالات ثم هدأت الأمور وتراجع الفريق ونتائجه والآن ظهرت فى الأفق تجربة جديدة وكالعادة على حساب الأندية الشعبية الأساس للنهوض بالكرة واكتشاف المواهب فى المحافظات المختلفة.

دعم الاندية الشعبية لا يقل أهمية عن دعم الاستثمار الرياضى إذا لم يكن يفوقه أهمية، والمتابع الجيد سوف يتأكد أن كل نجوم الكرة ونجوم المنتخبات الوطنية خرجوا من الأندية الشعبية، بل إن الأهلى والزمالك يعتمدان بشكل اساسى على نجوم هذه الأندية .. ارحموا الرياضة من لعبة المصالح.