مجموعة من المواقف مرت فى الأسبوعين الماضيين أمام الناس لم يتمعنوا فيها ولم تلفت نظرهم.. هذه المواقف لم تكن تحدث من قبل الا نادرا.. لكن ان تتم فى 15 يوما عدة مرات فهذا يعنى انه توجه جديد فى الدولة.
وأقصد هنا المواقف الانسانية للوزراء فى الحكومة.. فهذا يعنى أن الحكومة غلبت الجانب الانسانى على الجانب الروتينى التى كان سائدا فى الحكومات السابقة، فمجلس الوزراء يوم الأربعاء قبل الماضى يتخذ قرارا بصرف معاش دائم لأعضاء فريق كرة السرعة بكفر الزيات وقبلها اعلنت وزير التضامن انها كلفت المختصين بتوفير كافة الأجهزة التعويضية وقيام وزير الشباب والرياضة الدكتور اشرف صبحى بزيارتهم أكثر من مرة.
وكانت الوزيرة نيفين القباج قد بادرت بتهنئة الاعلامى رضا عبد السلام وهو اول رئيس من أصحاب الهمم والعزيمة رغم أن المفروض ان يقوم بالتهنئة والتكريم هو المجلس الاعلى للاعلام .
ولكن فى الأيام الماضية يستقبل الدكتور اشرف صبحى فى مكتبه الطفل «محمود سامح « بطل الفروسية الذى هزم السرطان ويلعب فروسية بقدم واحدة ويقوم بتكريمه، كما يستقبل والد الطفل الذى غرق فى حمام السباحة بنادى الاوليمبى بالاسكندرية وقام بتعزيته، وقبلها زار نجم الاهلى ومنتخب مصر «مؤمن زكريا» فى منزله لرفع روحه المعنوية.
وفوجئت بالدكتور عمرو طلعت يكتب بيان نعى للزميل المرحوم احمد شداد محرر الاتصالات بجريدة الشروق وكان نعيا مؤثرا جدا وهو الامر النادر ان ينعى وزير صحفى يتابع وزارت واعتقد ان هناك وزراء لايعرفون أسماء الصحفيين الذين يغطون أعمالهم.
وهناك مواقف اخرى لايسع المجال لذكرها يؤكد الاتجاه الانسانى لدى بعض من أعضاء الحكومة الحالية.. وهو اتجاه جيد ويجب ان يستمر.. وان تراعى الحكومة البعد الانسانى فى عملها لانه موضوع هام ويمس قلب ووجدان المواطن المصرى العاطفى بطبعه.
و شاهدنا حالة التعاطف الشعبى الكبير مع طفل المحلة المخطوف وكيف تعامل المواطنون مع جهود الشرطة فى إعادته لاسرته وورغم محاولة بعض الأحزاب السياسية استغلال الوضع لتحقيق مكسب سياسى الا ان الجهد المشكور لأجهزة الامن نال اعجاب المصريين ووجه رسالة قوية لاى شخص يحاول تكرار مثل هذه الحوادث.
واعتقد ان الحكومة لابد ان تراعى فى كل قراراتها البعد الانسانى ايضا حتى تعطى مثل وقدوة لجميع اعضائها وهو ما سوف ينعكس على باقى العاملين من نواب ومساعدى ووكلاء الوزرات وبالتالى الى الموظفين فى كل مكان لان العلاقة بين الموظفين فى دواوين الحكومة والمواطنين تحتاج الى انسانية فى التعامل حتى نستطيع القضاء على البيروقراطية والروتين.
واتمنى ان تنتقل هذه العدوى للمحافظين خاصة المحبوسين داخل مكاتبهم والذين يهتمون بالشوارع الرئيسية لمحافظاتهم ويتركون شواراعها الاخرى واتمنى ان يكون مايقوم به رئيس الوزراء من جولات فى المحافظات قدوة لهم وان يبرز دورهم الانسانى مع ابناء محافظاتهم .
تحية تقدير الى الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء على هذه المواقف التى اتمنى ان تكون منهجا مستمرا واتمنى منه ان تشهد مدينتا الاقصر احتفالا عالميا بافتتاح طريق الكباش يعوض اهلها عن اغلاقها فى كل زيارة يقوم لها لمتابعة تنفيذ هذا الطريق الحيوى فهم ينتظرون عمل يعوضهم ويعيد السياحة اليها بكثافة وتفتح ابواب الرزق لهم وهو املهم الذى يتمنون تحقيقه.