رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

خريطة العالم تتغير الآن مع عودة طالبان إثرالانسحاب الأمريكى من أفغانستان؛ فى ظل معطيات كثيرة..الأيام القادمة ستحمل الكثير من المفاجأت حول الكيفية التى قد تختارها طالبان للحكم، ومدى حجم التهديد الذى قد يصبحون عليه؛ بينما تحاول طالبان إقناع العالم بأنهم مختلفون عن ذى قبل. لكن ليس هناك شك فى أن انتصار طالبان هو دفعة دعائية ضخمة للإرهاب فى جميع أنحاء العالم.

لقد غزت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلنطى أفغانستان قبل 20 عامًا بحجة الرد على الهجمات الإرهابية فى الحادى عشر من سبتمبر التى نفذتها القاعدة، والتى كانت تؤويها حركة طالبان.الآن بعد عودة طالبان إلى السلطة، هناك مخاوف بالفعل من أن أفغانستان ستصبح مرة أخرى أرضًا خصبة للتطرف والإرهاب، بمساعدة التقنيات الجديدة ووسائل التواصل الاجتماعي.

قد يرى البعض أنه بعد 20 عامًا، تعلمت طالبان بعض الدروس ومن غير المرجح أن تكرر دعمها لجماعات مثل القاعدة والدولة الإسلامية، وهى تعلم العواقب؛ وخاصة أنه فى الاتفاق الذى تفاوض عليه الرئيس السابق ترامب مع طالبان فى فبراير 2020، وافقت الجماعة على عدم السماح لأى من أعضائها أو أفراد أو مجموعات أخرى، بما فى ذلك القاعدة، باستخدام أراضى أفغانستان لتهديد أمن الولايات المتحدة. وحلفاؤها. لكن يبدو أن هذا الاتفاق الآن ليس له قيمة كبيرة، ويشك الكثيرون فى ذلك الوقت فى أن طالبان ستفى بوعودها أو يمكنها أن تفى بوعودها فى هذا الصدد.

يعتقد الكثيرون، خاصة فى واشنطن، أن طالبان ستدعم الجماعات الإرهابية ، وأن فرص هجوم آخر على الولايات المتحدة وحلفائها أعلى بكثير الآن. وإنه مع عودة طالبان إلى السلطة، من المؤكد أن القاعدة ستعيد إنشاء ملاذ آمن فى أفغانستان وتستخدمه للتخطيط للإرهاب ضد الولايات المتحدة وغيرها. وخاصة انه فى الحروب الأهلية يتمتع أولئك الموجودون فى ساحة المعركة بسلطة أكبر من أولئك الذين يجلسون فى مكاتبهم المكيفة .

وبما أن طالبان عادت إلى السلطة مرة أخرى دون مساعدة القاعدة، وقد فهموا أنهم فقدوا حكومتهم وبلدهم فى عام 2001 بسبب القاعدة. وبالتالى سيتعين على طالبان التعامل مع فلول القاعدة والدولة الإسلامية الموجودة بالفعل فى أفغانستان؛ بالطبع  قد لايتحركون ضدهم، لكنهم أيضا لا يريدون استقطاب العداء الدولى مرة أخرى. وربما يكون من أولويتهم الأولى تعزيز السيطرة على أفغانستان المجزأة، بما فى ذلك  الأقليات مثل الأوزبك والمسلمين الشيعة مثل الهزارة والإسماعيليين.

مع الاخذ فى الاعتبار ان الكثير من التصرفات على ارض الواقع ستستفيد من أن القدرات الاستخباراتية الأمريكية فى أفغانستان سوف تتدهور مع عدم وجود عسكرى أو دبلوماسى على الأرض ومع وجود القوات الأمريكية والطائرات بدون طيار على بعد مئات الأميال.

هناك توقع بأن تنظيم القاعدة، المدفوع بالأموال والمجندين الجدد، سيعيد تأسيس نفسه فى أفغانستان فى الأشهر الثلاثة إلى الستة المقبلة. بل أن هذه المجموعات يمكن أن تنمو بشكل أسرع وتعمل على جدول زمنى جديد.

وفى الحقيقة أن جيران أفغانستان لديهم مخاوف أكثر إلحاحًا. وخاصة باكستان، التى دعمت طالبان ضد النفوذ الهندى، والتى شهدت بالفعل عودة حركة طالبان الباكستانية بتشجيع من النجاح فى الجوار. وتربط طالبان الباكستانية علاقات فضفاضة مع الجماعة الأفغانية، لكنها ملتزمة بالإطاحة بالدولة الباكستانية ولديها ملاذات على طول الحدود. مع العلم أن باكستان تمارس الضغط على طالبان الأفغانية لكبح جماحهم، لكن المعضلة تكمن فى مدى سيطرتهم الفعلية على المنطقة.. ومع تعرض الصين لحوادث إرهابية فى شينجيانج؛ ربما تحاول الصين إيجاد بعض التسوية مع طالبان ؛ بعدما التقى مسؤولون صينيون بوفد من طالبان من بينهم الملا عبد الغنى بارادار، أحد مؤسسى حركة طالبان الذى أمضى سنوات فى السجون الباكستانية.