رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هل فكرت يوماً أن تكون سبباً فى وفاة أحد أحبابك (أبوك أو أمك أو جدك أو عمك.. إلخ)؟ هل حاولت أن تتخيل حياتك بعد أن عرفت أنك كنت مجرد شنطة تحمل فيها الموت والمرض لأقرب الناس إليك؟ لا تستغرب فالسلبية واللامبالاة التى نراها يومياً فى وسائل المواصلات أو العمل أو حتى علاقتنا مع جيراننا أو أحبائنا هى التى جعلتنى أبدأ مقالى بتلك الكلمات الصعبة التى يجب عليك أن تتقبلها ببعض من التأمل، فالبعض يحاول أن ينكر الحقيقة ويحاول أن يتجنب الخوض فيها بل يتناساها وهى حوله، الحقيقة هى أن فيروس كورونا لم يختفِ، بل إنه ينتقل وينتقل، ويبحث عن عمال دليفرى لنقله، فلا تجعل من نفسك دليفرى كورونا لمن حولك.

دعونا نستذكر فيروس كورنا وماذا يفعل فى ضحاياه، ليس فقط من يصابون به وتصبح حياتهم قاب قوسين أو أدنى من الرحيل، بل بحياة كل المحيطين به، وأتذكر اليوم كلمة قالها أطباء إيطاليون العام الماضى وهم يحاولن أن يعالجوا من تمكن منهم الفيروس، قالوا: أصعب ما فى ذلك الفيروس أن المصاب به والذى تمكن منه الفيروس، أنه يودع الحياة دون أن يستطيع إلقاء نظرة الوداع لأهله وأحبائه، بينما خلف أسوار المستشفى يكون المشهد الآخر، فلا يستطيع أبناؤه وأحفاده وأحباؤه أن يودعوه، وهو وهم يعلمون بأن نهاية الرحلة قد اقتربت، بل الكل ينتظر الخبر بنهاية القصة، لتبدأ قصة جيدة لمريض آخر وحزن آخر.

السلبية واللامبالاة التى تراها الآن حولك هى انعدام للمسئولية، تجاه الأسرة والمجتمع، بل والإنسانية جميعاً، التهاون فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية هو ما يجعلك غداً تبحث عن سرير عناية مركز أو أنبوبة أكسجين أو حتى قرص دواء ولا تجده، ثم تصب اللعنات على المسئولين وتناسيت مسئوليتك أنت وغيرك تجاه من حولك، فربما كنت أنت نفسك من نقلت الفيروس ولكن ربما لم يتمكن منك أنت، بل تمكن من الآخرين، وربما هناك من لا تعرفه أيضاً كنت أنت بتهاونك وسلبيتك وعدم تقديرك لمسئوليتك المجتمعية والإنسانية، سبباً فى نهاية قصته وبداية قصة حزن أسرته عليه.

كورونا لا يقتل، بقدر ما نحن نقتل بعضنا البعض، إنه يبحث دائماً عن فريسة واحدة لينتشر من خلالها، بالأمس واليوم وغداً أستقل المترو وأستمع لإذاعة المترو الداخلية التى تحذر من فيروس كورونا وتداعياته، وللأسف الشديد فهى رسالة قديمة، ربما من العام الماضى من أيام الموجة الثانية، وأنظر حولى فنادراً ما أرى من يرتدى كمامته والكل يستمع للإذاعة!.

أخيراً، الكل مسئول، والكل يتناسى مسئوليته، والكل يتحدث عن الفيروس، والكل ينتظر خبر نهاية القصة، ويحاول أن ينكر الحقيقة ويقول عنها إنها وهم أو كابوس وليست بحقيقة، إلى أن يستيقظ على أحد أحبائه وقد سقط فريسة للفيروس بسبب «دليفرى كورونا».

** يتبع عن «الحرية بقدر المسئولية»

[email protected]