عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تحدثنا سابقاً عن مفهوم ومبادئ المواطنة وترسيخ قواعدها، فعرفنا المواطنة بشكل عام أنَّها المكان الذى يستقر فيه الفرد بشكل ثابت داخل الدّولة أو يحمل جنسيتها ويكون مشاركًا فى الحكم ويخضع للقوانين الصادرة عنها، ويتمتع بشكل متساوٍ دون أى نوع من التّمييز- كاللون أو اللغة- مع بقيّة المواطنين بمجموعة من الحقوق، ويلتزم بأداء مجموعة من الواجبات تجاه الدولة التى ينتمى إليها، بما تُشعره بالانتماء إليها.

ومن هنا سنتناول جزءاً من التعريف وهو «التزام المواطن بمجموعة من الواجبات تجاه الدولة الّتى ينتمى إليها، بما تُشعره بالانتماء إليها».

ففى ظل التطور الهائل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وعصر سرعة التواصل الشبكى والمعلوماتى وما يحمله هذا التطور الهائل من آثار إيجابية للمستخدم الذى يستغله فى العمل والدراسة والتسوق وغيرها من مجالات مختلفة تفيده وتفيد المجتمع.

لكن لا ننكر أيضاً الآثار السلبية الممثلة فى بعض المستخدمين من انعدام أخلاقى ومخالفات قانونية وأيضاً ما يتنافى مع قيم ومبادئ المجتمعات والدين.

فقد أصبحنا نتواصل مع مجهولين رقمين وما يحملونه من أفكار متطرفة وهدامة تستهدف الشباب والأطفال الذين يمثلون نواة بناء المجتمعات والتى أكثر أوقاتهم يقضونها على هواتفهم فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى والاتصالات الشبكية، وتصفح المواقع المجهولة والمحادثات مع أيضاً مجهولين لا نعلم أفكارهم أو توجهاتهم.

ومن هنا يأتى دور الآباء والأمهات فى مراقبة الأبناء وتوجيههم لاستخدام هذه التكنولوجيا فى كل ما هو نافع والاستفادة من إيجابياتها فى رقى الوطن وازدهار اقتصاده.

وهذه هى المواطنه الرقمية.. Digital Citizenship، فالمواطنة الرقمية هى الأفكار والمبادئ الصحيحة للاستخدام الأمثل لتكنولوجيا الاتصالات والتى يستخدمها المواطن  للمساهمة فى رقى وطنه.

أيضاً تعرف بالتوجيه نحو منافع التقنيات الحديثة والحماية من أخطارها وهى الطريق الصحيح لتوجيه وحماية جميع المستخدمين من المراحل العمرية المختلفة إلى تشجيع السلوكيات الصالحة ونبذ السلوكيات السيئة فى التعاملات الرقمية والتى تحمل أفكاراً متطرفة وهدامة للأوطان.

فالمواطنة الرقمية لها علاقة قوية وضرورية بمنظومة التعليم، فلا بد من تدريب المعلمين والكوادر التعليمية على فهم ما يجب على الطلاب معرفته من أجل استخدام التكنولوجيا بشكل صحيح ويناسب معايير المجتمع من مبادئ وأخلاق ودين والتأهيل الصحيح للطالب للانخراط فى المجتمع والمشاركة الإيجابية والفعالة فى خدمة الوطن ومعرفة واجباته تجاه وطنه.

وأيضاً حتى نتمكن من حماية المجتمع من الآثار السلبية والمتطرفة لهذه التكنولوجيا والاستفادة الصحيحة منها فى تنمية الوطن ورقية وتحسين اقتصاده.

وهناك تجارب ناجحة لتطبيق المواطنة الرقمية فى بعض الدول المتقدمة، مثل بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، حيث تم وضع مواضيع خاصة بالمواطنة الرقمية فى إطار منهج التربية الرقمية، وتدريب المعلمين والآباء لتأهيلهم للعمل بها مع الأبناء لخلق مواطن يحب وطنه ويجتهد من أجل تقدمه ويؤدى واجباته الملزم بها اتجاه وطنه.