رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لماذا دعم الإنجليز وأجهزتهم الاستخباراتية البنا وجماعته الناشئة؟!، وكيف أثرت حركة اكسفورد والماسونية فى فكر البنا؟؟!!

فى محاولة الإجابة عن هذه التساؤلات نشير إلى أن جماعة الإخوان بقيادة حسن البنا تواطأت منذ نشأتها مع الإنجليز والاستخبارات الأجنبية لإشباع أطماعهم السياسية التى تتطلع الوصول إلى السلطة ومن ثم تحقيق أحلامهم فى إعادة دولة الخلافة، واتضح أن هناك مصالح مشتركة جمعت الإخوان مع قوى الاستعمار الأجنبية، وعلاقة من هذا النوع لا مجال للشك أن كفتها تميل بالكامل تحت سيطرة الاستخبارات البريطانية المعروفة بدهائها وبدورها الكبير وباعها الطويل فى تحقيق المطامع والطموحات السياسية لحكومتها عن طريق صناعة العملاء وزرعهم فى الدول التى تجنى منها مصالح استراتيجية لتحقيق أهدافها الاستعمارية، وهو الدور الذى نجحت فى تنفيذه بعبقرية عبر عشرات النماذج التاريخية، ولكن الأخطر والأبعد من كل هذا هو أن تكون بعض قيادات جماعة الإخوان المؤثرة قد اعتنقت أفكارًا عقائدية مختلة لا علاقة لها بالإسلام من الأساس وإنما قامت بالتخطيط لارتداء عباءة الدين كأداة ووسيلة لتحقيق أجندات صهيونية هدفها تدمير وتخريب العالم العربى والإسلامى، ولا يتجسد سيناريو خبيث من هذا النوع إلا فى الماسونية التى انتسب لها عدد من قيادات الإخوان فى العلن والخفاء.

السؤال الذى يطرح نفسه، لماذا يدعم الإنجليز وأجهزتهم الاستخباراتية البنا وجماعته؟! يجب أن نضع فى الاعتبار أن دول الاستعمار لن تدعم أى حركات إسلامية فى العالم العربى والإسلامى بهدف تحقيق مصالح إيجابية لهذه الدول، بالتأكيد أنها تسعى حتمًا لتحقيق مصالح تخصها فقط أو منافع متبادلة مؤقتة على أقل تقدير، أما الجماعات التى تتلقى مثل هذا الدعم، فهى تبحث عن تحقيق مصالحها فى الوصول إلى السلطة وفقًا لمبدأ (الغاية تبرر الوسيلة)، ولكنها حتمًا ستقع تحت سيطرة هذه الأجهزة الاستخباراتية ذات الإمكانات الهائلة والقدرات الكافية للتحكم والتلاعب بهذه الجماعات على طريقة (العصا والجزرة)، ولكن يجب ألا نغفل أن الإنجليز فى سياساتهم الخارجية، دائمًا ما يقومون بدعم جماعات المعارضة الدينية داخل الدول التى تجمعها بها مصالح اقتصادية، وحتى ندرك الحقيقة، كل ما علينا هو قراءة وتحليل المشهد من منظور أبعد وعلى مساحة زمنية أطول، حينها سنجد أن سبب الدعم البريطانى للبنا وزمرته يهدف إلى خلق بيئة صراعات داخلية ممتدة ولا منتصر فيها بين القوى المتضادة المعارضة والأحزاب المنافسة والسلطة، وبالتالى اهتمت بريطانيا بتوظيف أيديولوجية هذه الجماعة حتى تظل مستمرة فى عرقلة المجتمع وتعطيل حركة التنمية وتكبيل السلطات، وحتى تستطيع القوى الاستعمارية أن تفرض وتبسط هيمنتها على مصر والإبقاء على شراكاتها ومصالحها الاقتصادية.

وقد بنت جماعة الإخوان الإرهابية نهجها على نظرية الغاية تبرر الوسيلة لميكافيللى التى دشنها فى كتابه الأمى، وأصبحت جوهر دستورهم يطبقونها عمليا وينكرونها علنيا، وتتيح للجماعة وضع غاية ومصلحة الجماعة فوق كل الغايات، وتبرر اللجوء إلى أى وسيلة عملية متاحة تحقق الغرض والهدف دون اعتبارات دينية أو أخلاقية بما فى ذلك العنف والقتل والتخريب والتدمير والخيانة والتآمر..!!

ورغم أن جماعة الإخوان أطلت على الناس منذ تأسيسها باعتبارها جماعة ربانية، والتى تمتلك كل الحقوق الحصرية للتحدث عن الإسلام، فإنها مع ذلك تتخذ من نظرية رآها كل فقهاء الدين تتعارض وتتقاطع مع صحيح الدين نهجا تمارسه على الأرض، وترفضه فى العلن..!! ورأينا الجماعة كيف كانت تطالب بتدمير الاقتصاد المصرى، وتدشن الفتاوى التى تحرم التبرع لصندوق تحيا مصر، وتشترى الدولار من المنبع لعدم تحويله إلى البنوك، وتدعو المصريين بضرورة تحويل الجنيه إلى الدولار لتدميره.