رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

خلال الأسبوع الماضى ضجت وسائل التواصل الاجتماعى بواقعة غريبة بأحد كافيهات التجمع الخامس، وانتفض «الفيسبوك» و مختلف منصات السوشيال ميديا تحت عنوان «لا للتميز والعنصرية»، وفى لحظة تركنا ما يشهده العالم من أزمة صحية أثرت على كافة مناحى الحياة ولم يشهدها منذ عقود مضت وبات التركيز فى «كافية» طُردت منه فتاة، وليس لنا اعتراض على ذلك إذا ثبتت الواقعة وصحتها، بل أننا ضد أى شكل من أشكال التمييز.

«السوشيال ميديا» فرضت نفسها على حياتنا اليومية وأصبحت قوة لا يستهان بها، فهى الآن تحرك دولًا ومجتمعات و فى كثير من الأحيان تكون المحرك وراء إثارة الرأى العام بالعديد من القضايا المجتمعية والسياسية، وتكمن الخطورة فى أحد أسوأ الآثار، فلم نعد نعلم يقينا صدق بعض الوقائع ودوافعها و أصبح « التريند» هو الدافع والمحرك الأول والأهم لدى من يستخدم أو يتابع منصات التواصل الاجتماعى.

واقعة الكافيه تذكرنى بالقصة التى ضجت بها أيضا منصات التواصل الاجتماعى وهى واقعة «بوركينى الساحل الشمالي» التى شهدتها إحدى القرى السياحية بالساحل الشمالى العام الماضى، وهو ما يؤكد أننا أحيانا نعيش حالة عدم تقبل الغير، وحجة الطرف المعترض أن هذا الزى «يؤذى العين»! عن أى أذى تتحدثون؛ فالأذى الحقيقى هو الشعور بالتميز والعنصرية التى فاقت الحدود وأصبحت تتمثل فى زى نرتديه.

سواء كانت تلك الواقعة حقيقية بكل ما علمنا من تفاصيلها، أو تبعد كل البعد عن الحقيقة المجردة وتبقى فى دائرة التشويه بالمكان – الكافيه - ولكنها تفتح أحد الملفات التى ظهرت حديثًا فى مجتمعنا وتؤكد أن هناك نوعًا من «التشنج الطبقي» الذى أثار حفيظة كل متابعى السوشيال ميديا؛ ويجب أن نعيد النظر فيما يحدث من عنصرية وتميز طبقى قبل أن تتفاقم الأمور وتستفحل فى مصير أولادنا والأجيال المقبلة.

قديمًا كانت العنصرية تهاجم البشرة واختلاف الأجناس فقط؛ ولكن شتان ما بين الماضى والحاضر! فهى الآن تحاكى كافة الأشكال وصولًا إلى «العباءة والمايوه»، ومن المؤكد أن استفحال ظاهرة العنصرية والتميز، باتت إحدى الأزمات التى تؤرق المجتمعات ليس النامية منها فقط، بل توغلت لدول عظمى، كون هذه الآفة متأصلة منذ قديم الأزل.

الأمر الإيجابى هو التفاعل الواسع عبر منصات السوشيال ميديا، وكان عنوانه « لا للتميز والعنصرية» و ضرورة ضمان المجتمع لحرية ارتداء الملابس ما دامت تتوافق مع القيم والتقاليد والآداب المصرية ودون مخالفة للقانون العام؛ و أدلى الجميع بدلوه فى تلك الواقعة التى تحولت فى غمضة عين من موقف عنصرى تعرضت له فتاه فى مكان ما ( إذا صحت الواقعة ) إلى قضية مجتمعية الكل ينظر ويشاهد ما حدث فيها، ودللت تلك الواقعة مرة أخرى على قوة السوشيال ميديا وتأثيرها على الرأى العام.

و الأمر السلبى ( إذا لم تكن الواقعة صحيحة) هى اندفاع منصات السوشيال ميديا بحثا عن التريند لفترة وجيزة ونسيان القضية المجتمعية إلى أن تتكرر، ويتجدد الحديث عنها مرة أخرى. والمشكلة الحقيقية هى تركها ونسيانها دون حلول واقعية وجذرية، وهو ما نلاحظه فى العديد من المواقف والقضايا المجتمعية.

فى النهاية.. كفانا ما حدث من حالات تنمر آذت أشخاصا كبارا وصغارا، و تفاقمت آثار بعضها لتمتد لأسر كاملة، ويجب علينا تقبل ثقافة الغير ما دام لا يؤذى النفس، ويفسد الذوق العام، ويخل بعاداتنا وتقاليدنا، وللحديث بقيه عن السوشيال ميديا والتريند، وكيف يمكن توجيهها إيجابيا لخدمة المجتمع ومعالجة قضاياه.

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد