رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى موكب ملكى عالمى تحيط به المهابة والعظمة والمجد والفخر والعزة، انتقلت مومياوات الملوك والملكات الفراعنة من المتحف المصرى فى ميدان التحرير إلى بيت المومياوات الجديد، إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، فى مشهد تاريخى لا يتكرر كثيرًا فى عمر الزمان وفى سجل المكان وفى رحابة وفضاء العالم. وقد استقبل حاكم مصر المثقف وعاشق آثار مصر والراعى والداعم لها، الرئيس عبد الفتاح السيسي، مومياوات أجداده ملوك مصر العظام وجداته ملكات مصر العظيمات؛ ذلك الحلم الذى تحول إلى واقع جميل وحقيقة ملموسة مدهشة بعد مرور عشرات السنين، وبعد أن تم افتتاح قاعة الحرف والصناعات بمتحف الحضارة منذ أربع سنوات. حدث ذلك فى مساء يوم السبت الثالث من إبريل حين افتتح سيادته قاعة العرض المركزية بالمتحف. ثم تم افتتاح قاعة المومياوات الملكية بالمتحف يوم 18 إبريل عام 2021؛ وذلك احتفالاً من مصر بيوم التراث العالمي. وكان احتفال نقل المومياوات الملكية احتفالاً موسيقيًا غنائيًا استعراضيًا عالميًا لا يتكرر كثيرًا فى عمر الزمان وحضرة المكان. وقد أبهر مصر والعالم كله منذ ذلك الحين إلى الأبد، كما أراد الملوك الفراعنة لأنفسهم ولبلادهم للعالم أجمع.

إن ما تم فى مصر يوم افتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط يعد، فى رأيي، ميلادًا جديدًا لمصر ونهضتها وعودة إلى مجدها وربطًا بماضيها القديم المجيد وتطلعًا إلى مستقبلها الواعد بإذن الله. إن حضور الدولة المصرية ممثلة فى رأس الدولة المصرية الرئيس عبد الفتاح السيسى وكبار رجال الدولة وضيوف مصر الكرام له أكبر دليل على احتفاء مصر بحضارتها وتراثها وتقدير العالم لهذا الحدث العظيم الذى لا يقل أهمية عن بناء مصر الحديثة فى عهد محمد على باشا، أو افتتاح قناة السويس فى عهد الخديو إسماعيل، أو بناء السد العالى فى عهد الرئيس الخالد جمال عبد الناصر، أو حرب أكتوبر المجيدة فى عهد الرئيس الراحل أنور السادات.

ولعل من بين أهم المومياوات الملكية التى انتقلت إلى بيتها الأبدى فى بيت المومياوات الملكية فى متحف الحضارة مومياوات أهم وأشهر الملوك الفراعنة من رؤوس وقادة المؤسسة العسكرية المصرية العريقة، أولئك الملوك الفراعنة العظام الذين قاموا بأعمال جليلة للحفاظ على أرض مصر الطيبة والدفاع عن حدودها، بل وزيادة رقعتها الجغرافية حتى أصبحت الإمبراطورية المصرية مترامية الأطراف. وقام أولئك الملوك الفراعنة العظام بأدوار عظيمة فى أعز وأمجد وأغلى فترات التاريخ المصرى القديم على قلوبنا، وأعنى عصر الدولة الحديثة، أو عصر الإمبراطورية المصرية القديمة فى مصر والشرق الأدنى القديم، عندما كانت مصر سيدة العالم القديم بلا منازع. تلك الفترة الحضارية المدهشة من عمر مصر الخالدة لهى من ألمع وأروع اللحظات فى عمر مصر وعمر البشرية جمعاء؛ وذلك لأصالتها وقدمها وقوة تأثيرها على العالم القديم فى ذلك الوقت. إن أعمال وبطولات وإنجازات أجدادنا الفراعنة العظام الملوك المحاربين العظام أمثال تحتمس الأول، وتحتمس الثالث، وسيتى الأول، ورمسيس الثاني، ورمسيس الثالث، لها من أعظم اسهامات مصر فى تاريخ البشرية.

هذه هى مصر التى تصل الحاضر بالماضى وتجدد دماءها باستمرار مدهش ومثير للإعجاب والاحترام والتقدير. كانت هناك فى مصر القديمة عبارة جميلة هى «وحم مسوت»، أى تجديد الميلاد أو النهضة أو البعث. وتلخص هذه العبارة طبيعة مصر وشخصية مصر الحضارية العصية على الانكسار والتى تخرج متجددة دومًا تثير الإبهار والإعجاب والتقدير، بعد أن يظن بعض الشامتين أن مصر قد انتهت. إن مصر قد تمرض، لكنها لا تموت، وتُولد من جديد وتخرج من جديد مثيرة لدهشة العالم أجمع الذى وقف مبهورًا يشاهد ما يقوم به المصريون المحدثون من إنجازات وإعجازات عديدة فى كل المجالات، خصوصًا فى مجال الثقافة والفنون والآثار باعتبارها قوة مصر الناعمة التى لا يخبو نورها أبدًا.

مدير متحف الآثار-مكتبة الإسكندرية

[email protected]