رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

مشهد دموى متكرر يعيشه أشقاؤنا الفلسطينيون يوميًّا بسبب الاعتداءات الوحشية التى تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضدهم، وصلت تلك الاعتداءات إلى حد اقتحام الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى فى انتهاك صارخ وسافر وتصرف همجى مرفوض وسط صمت غريب من المجتمع الدولى، وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية على هذه الانتهاكات، ووصفها مقاومة الاحتلال بأنه عدوان على إسرائيل، وهو ما يعد ازدواجية شديدة فى المعايير، فى الوقت الذى يتعرض فيه قطاع غزة للقصف واستهداف المدارس والمستشفيات والكثير من الأهداف المدنية.

لم أندهش من موقف المنظمات الحقوقية الدولية  وعلى رأسها «هيومن رايتس ووتش»، وصمتها أمام المجازر التى تحدث فى فلسطين، فهى دائمًا تكيل بمكيالين، تلك المنظمات التى تهاجم الأنظمة العربية ودائما تتصيد الأخطاء لها، هى ذاتها التى تتعامل مع الأوضاع الصعبة فى فلسطين وكأنها عمياء.

الشقيقة الكبرى مصر كعادتها تقف إلى جوار أشقائها، فقد سطرت الدولة المصرية بقراراتها الجريئة الموقف الأقوى والأشرف والذى يُخرس الألسنة التى تزايد على موقفنا المصرى تجاه القضية الفلسطينية، فنحن نرى تلك القضية أنها قضية قومية ومصرية ولنا مواقف يشهدها التاريخ قبل حرب عام 1948، وحتى يومنا هذا، وعلى المزايدين على الموقف المصرى أن يراجعوا التاريخ جيدا، فمواقفنا تجاه القضية الفلسطينية هى التى تبرهن أن مصر دوما هى الطرف الأكثر تأثيراً فى التعامل مع القضية الفلسطينية، فلا يوجد خطاب للرئيس عبدالفتاح السيسي، من على منصة الأمم المتحدة، إلا وتحدث بوضوح عن ضرورة حل القضية الفلسطينية بشكل عادل يسمح بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.

واستكمالا لموقف مصر الثابت على مدار التاريخ، فقد تعاملت الدولة المصرية مع الأزمة الأخيرة بالفعل وليس بالقول فقط، وذلك بعدد من القرارات الهامة للضغط على الجانب الإسرائيلي، التى تحرص على استقرار المنطقة على أساس تسوية القضايا بالوسائل الدبلوماسية وعبر المفاوضات، فضلا عن موقفها الرائع بفتح معبر رفح البرى الحدودى مع قطاع غزة لإدخال سيارات إسعاف إلى القطاع لنقل المصابين جراء القصف الاسرائيلى إلى المستشفيات المصرية، وإرسال أطقم و فرق الإغاثة الطبية العاجلة.

لم يكن الموقف المصرى الرسمى المشرف، من الرئاسة المصرية ووزارة الخارجية ومجلسى النواب والشيوخ، مختلف عن الموقف الإنسانى والداعم للقضية الفلسطينية بداية من الموقف الرائع لشيخ الأزهر والكنيسة المصرية، مرورا بالأطباء ورفع الهيئة العامة للرعاية الصحية فى مصر درجة الاستعداد لتقديم الرعاية إلى المصابين الفلسطينيين.. فالموقف الإنسانى الذى وصل بصدق إلى الفلسطينيين انعكس فى رسائل الشكر والتقدير التى وجهها الشعب الفلسطينى ومن داخل قطاع غزة إلى مصر بقيادتها السياسية، ومؤسساتها المساندة وشعبها الشقيق، وهى العلاقة التى لم تكن وليدة اليوم بل هى على مدار سنوات طويلة، فالشعب الفلسطينى مُرحب به دائمًا فى مصر ويتم معاملته معاملة المصريين.

العلاقات المصرية الفلسطينية على المستوى الرسمى والشعبى هى علاقات لا تقبل المزايدة، وأقول للمزايدين والساعين للتشكيك، بأن مصر لم تتاجر يوماً بالقضية الفلسطينية على الرغم من أن هناك العديد من الدول والتيارات السياسية التى زايدت على تلك القضية دون أن تقدم شئ ، بل إن أكثر ما قدموه هو عبارة عن تصريحات إعلامية وهتافات حنجورية بل إن بعضهم استغل تلك القضية لتحقيق مكاسب شخصية، فأقول للمزايدين إن مصر تعتبر القضية الفلسطينية جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومى المصري، وأن كل ما تكيدونه لمصر سيكون فى نحوركم، وستظل مصر هى الداعم والمدافع الأكبر عن قضايا الأمة العربية .

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد