رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القرارات التى أصدرها سيادة رئيس الوزراء مؤخرا، فى محاولة منه لدفع البلاء المسمى كورونا عن شعب مصر، هى قرارات قاسية على شعب مصر، بل ويستحيل من وجهة نظرى تنفيذ البعض منها. صحيح أن سيادته يسعى من خلال تلك القرارات الصارمة إلى الحد من انتشار هذا الوباء اللعين بين أفراد الشعب ولكن.

ما أريد قوله.. إن شعوب العالم مختلفة فى ثقافاتها وطباعها، فهناك شعوب تحترم القوانين والقرارات الصادرة عن حكوماتها، وهناك شعوب لا تعبأ بها. فالعيب فينا نحن، إننا مع الأسف الشديد قد أصبنا بالعديد من الآفات الضارة فى جميع مناحى الحياة، أهمها عدم احترام القوانين والقرارات، والإهمال، والتسيب، فقد سبق لى الكتابة عن هذا الخطر عشرات المرات. وبكل صراحة، إذا أردنا إنقاذ مصر، يجب أولا علاج تلك الآفات الضارة التى أصابت الإنسان المصرى فى السنوات الماضية، وقتها فقط سوف تجد قرارات سيادة رئيس الوزراء البيئة الخصبة لكى تؤتى ثمارها.

لقد حدث بالفعل قبل إجازة العيد أن شاهدت أحد أقاربى يخرج فى ساعات الحظر بعد التاسعة مساء، فسألته متعجباً أين تذهب هذا المساء؟ فقال سأذهب لمقابلة الأصدقاء، فقلت، أين..؟ قال، إننا نتقابل دائما أمام النادى فى موقف السيارات، وحين لاحظ دهشتى أردف قائلا: إذا ذهبت إلى هناك ستجد الآلاف من الشباب يجلسون معاً يتسامرون فى هذا المكان. هذه هى تصرفات الشباب التى لا نفهمها نحن الكبار، فالشباب لديهم غرائزهم ورغباتهم الخاصة، التى لابد أن يتعلموا كيفية كبح جماحها فى الصغر، فلابد أن يتعلموا منذ الصغر احترام الأوامر، سواء من الدولة، أو المدرسة، أو الوالدين، فهذه هى السياسة التى مكنت الدول المتقدمة من مواجهة هذا المرض اللعين.

إن كبار المسئولين فى أغلب دول العالم المتقدم أصدروا قرارات أكثر صرامة من تلك القرارات الصادرة عن سيادة رئيس الوزراء، ورغم ذلك استجابت شعوبهم لقراراتهم حتى يجنبوا أنفسهم وأوطانهم وباء كورونا اللعين، فهم يعلمون أن حكومتهم تعمل لمصلحتهم ومصلحة بلدهم، ونتيجة هذه الاستجابة السريعة من المواطنين تمكنت تلك البلاد من تخطى هذا الخطر القاتل. شعوب العالم المتقدم عرفت أن الله سبحانه لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فأخذت بأسباب النجاة. أما نحن فلا نحاول تغيير ما بأنفسنا، بل ونصر على أن تكون أخلاقنا وطباعنا لا تسر وإنما تضر.

هذه البداية كانت لابد منها حتى تتضح لنا الأمور، إذا كان هناك عيب فهو فينا نحن المصريين، لقد اعتاد أغلب شعبنا على الاستخفاف بالقوانين والقرارات، حتى فى أبسط الأمور كقوانين مرور السيارات وقوانين المبانى. مثل هذه القوانين فى البلدان المتقدمة يستحيل على أى فرد مخالفتها ليس خوفا بقدر ما هو احتراما وتقديرا لبلده، وسمعة وطنه. من هنا، فإننى أعتقد أن قرارات رئيس الوزراء الأخيرة، ربما يستحيل تنفيذها على أرض الواقع، فعلى سبيل المثال أنا لا أتصور أن رجال الشرطة يمكنهم تتبع شبابنا على طول شواطئنا شمالا وشرقا أم فى نهر النيل.

فى تقديرى.. إنه كان من الأولى على سيادة رئيس الوزراء عند إصدار تلك القرارات الأخيرة، أن يضع فى اعتباره الطاقة الكامنة لدى الشباب، فإننى أتصور أن أغلب شعب مصر على اختلاف أطيافهم سوف يسعون جاهدين للاستمتاع بإجازة عيد الفطر كل بطريقته خاصة أبنائنا فى سن المراهقة، فمن المعروف أن شبابنا له حياته الخاصة وتحركه غرائزه، خاصة أن فترة الحظر التى فرضها رئيس الوزراء هى فترة أعياد طويلة تصل إلى خمسة أيام، كما ان أولياء الأمور لن يمكنهم السيطرة على أبنائهم او حرمانهم من الاستمتاع بهذه الاجازة الطويلة.

خلاصة القول.. صحيح ان سيادة الرئيس الوزراء قد أصاب فى قراراته الصادرة لمواجهة كورونا، ولكن فى تقديرى ان تلك القرارات لم تصدر فى بيئتها الطبيعية، مثل هذه القرارات القاسية، ربما يكون لها صدى لدى شعوب العالم المتقدم، ولكنها لن تؤتى نفعا لدى شعب مصر خاصة لدى الشباب، فمازال الطريق أمامنا طويل حتى نصل لما وصل إليه العالم المتقدمة، فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

وتحيا مصر.