رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

يومًا بعد يوم يتأكد أن كافة التقدم العلمى هو دائما الحل لكافة المشكلات التى تواجه الإنسانية، ويظل العلم يظل هو هو الأساس الذى يبنى عليه تقدم الأمم، ونظرة إلى تاريخ تقدم أية دولة فى العالم تؤكد دوما أن العلم والتعليم هو ما انطلقت منه تلك الدول إلى مصاف دول العالم ولحقت بركب الحضارة الحديثة، وهو ما أدركته مصر مؤخرًا وتحديدًا منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى أعطى اهتمامًا كبيرًا منذ اليوم الأول له فى مسئولية البلاد لملف التعليم وتطوير المنظومة، التى ترهلت ولعقود طويلة،  و تحول خلالها ملف التعليم إلى مجرد مجموعة من السنوات التى يسعى الطلاب وآباؤهم من قبلهم إلى اجتيازها للانتهاء من تلك العملية دون استفادة حقيقية من السنوات التى قضاها فى التعليم ما قبل الجامعي، وتكتمل المأساة بخريج جامعى يفتقر للكثير من المهارات الحقيقية.

تعيش مصر حالة واضحة من الصراع مع الوقت على مستوى الوزارتين المعنيتين بنهضة التعليم، حيث تسعى جاهدة من أجل تعويض ما فاتها فى عشرات السنوات الماضية، لكى تلحق بركب الدول المتقدمة التى حققت نجاحات كبيرة فى فترات قياسية، وكى تحقق مصر هدفها يجب أن تتكاتف كافة الجهود الحقيقية من خلال رؤية جديدة متطورة جماعية لملف التعليم، وحوار مجتمعى حقيقى يشترك فيه خبراء التعليم وكافة أطراف المنظومة، وتتكامل فيه الجهود ليقدم حلولًا تتلاءم وطبيعة المجتمع المصرى ومشكلاته التنموية الحقيقية، وجودة المخرجات هى الأهم بالضرورة، فيجب أن يكون النظام قادرًا على إفراز خريجين مؤهلين يستطيعون بالفعل تلبية احتياجات سوق العمل الحقيقية وليس مجرد خريج بورقة أكاديمية ولا يمتلك المهارات الحقيقية ومن ثم يبدأ حياته التعليمية بعد الجامعة باحثًا عن دورات تعليمية عندما يكتشف وللأسف أنه غير مؤهل فعليا.

دول كثيرة، ومنها دول ليست بالبعيدة عنا وفى قارة أفريقيا الكثير من النماذج، وعلى سبيل المثال لا الحصر دولة صغيرة مثل موريشيوس، والتى أعتقد أنه قد لا يعرفها البعض أو يعرف أين هى حتى، فهى إحدى الدول الصغيرة بقارة افريقيا، وعلى الرغم من حجمها الصغير وتنوعاتها العرقية المتعددة، فقد أصبحت نموذجًا حقيقيًّا لتحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادى لأنها أدركت طريقها جيدًا، واعتمدت نهضتها على تأهيل مواردها البشرية، وكان التعليم هو مفتاح هذا التقدم وهذه النهضة على الرغم من قلة الموارد المتاحة، وهناك عشرات الأمثلة من هذا النموذج فى كافة دول العالم.

وعلى الرغم من أننا نعيش فى عصر المعلومات، ومن اليسير جدا على كافة الأسر الاطلاع على تلك التجارب العالمية الملهمة، إلا أن الكثير من الأسر داخل مجتمعنا مازالت هى الأخرى تحتاج لمزيد من التوجيه والإرشاد والتوعية. صراع كليات القمة المحموم، وصراع الحصول على الدرجات العالية بأية طريقة، والاهتمام بالمظهر دون الجوهر، والاهتمام بالحصول على الشهادة وليس التعلم الحقيقى والحصول على المعرفة الحقيقية، وهو ما فتح باب جهنم حقيقيًّا للنفوس الضعيفة لتتفنن فى طرق الغش وللأسف أحيانا بمساعدة الأسر، حتى أصبح الهدف الأهم للدولة هو كيفية السيطرة على محاولات الغش والخداع وهو ما يستنزف جهود الدولة ووزارات التعليم بعيدا عن الهدف الحقيقى لمنظومة التعليم. ويجب أن تعى كافة الأسر فى مجتمعنا دورها التشاركى وتغير ثقافاتها بما يتواكب مع الجودة التعليمية الحقيقية التى نسعى وتسعى إليها الدولة.

الدور التوعوى لمنظومة الإعلام سواء المقروء أو المرئى أو المسموع، وكذلك النخب والمثقفين، لا يقل أهمية عن خطط وزارتى التربية والتعليم، والتعليم العالي، فى الدعم والمساندة وتوجيه المجتمع. وفعلا لم نعد نمتلك رفاهية الوقت الكافية وأصبحنا فى أمس الحاجة لتتكامل كافة الجهود من أجل الارتقاء بمنظومة التعليم المصرى لتساهم فى عملية التنمية الشاملة ومصر الجديدة التى نتمناها جميعا لننتقل بوطننا إلى المكانة التى تستحقها مصر، وحان وقت الانتقال من ورقة إتمام الدراسة إلى عصر المعرفة الحقيقية.