رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

الحروب القادمة من المتوقع أن تدور رحاها فى منطقة الشرق الأوسط، فالحروب بين الدول العظمى شبه مستحيلة، لأن معناها دمار العالم. فالحرب بين الدول الكبرى ليست كالحروب التقليدية التى نعرفها، فهى حرب فضائية ستقع بالأقمار الصناعية ولن يتم مشاهدتها بالعين المجردة، وإذا ما وقعت سوف تدمر العالم كله.

أما عن الحروب المتوقعة، فهناك مناطق فى منطقة الشرق الأوسط يمكن أن تدور فيها حروب مدمرة لعدد من دول المنطقة، أولاها الحرب الإيرانية الإسرائيلية، وربما تشمل هذه الحرب العديد من دول الخليج. فإيران لديها قوات متمركزة فى العراق، وسوريا، ولبنان، ومن ناحية أخرى هناك تحالفات بين العديد من دول الخليج وإسرائيل، بما يستفاد منه أن إسرائيل حلت محل أمريكا ــ من ناحية ــ فى دفاعها عن دول الخليج من أى اعتداء يقع عليها من جانب إيران، كما حلت محلها ــ من ناحية اخرى للحد من القدرات العسكرية الإيرانية.

الحرب الإيرانية والإسرائيلية من المفروض أن تكون بين أمريكا وإيران، ولكن، يبدو أن الرئيس الجديد لأمريكا - جو بايدن - قد اكتفى بتوريد أحدث الأسلحة والمعدات وأعطاها لإسرائيل، بحيث تتولى هى مسألة الدفاع عن منطقة الشرق الأوسط، خاصة دول الخليج، وباقى البلدان الأخرى كالعراق، وسوريا، ولبنان. فإسرائيل الآن حلت محل أمريكا فى مواجهة إيران، فالبادى أن أمريكا أصبحت لا تعبأ بالتفاوض مع إيران، كما أن إيران لا تريد التفاوض مع أمريكا إلا بعد رفع العقوبات التى وضعها الرئيس السابق ترامب.

إذن.. فإن منطقة الخليج قد أصبحت من المناطق الأكثر سخونة، فمن المعروف أنه ــ منذ عدة أيام ــ استهدفت الطائرات الإسرائيلية محطة (نطنز النووية) وهى من أكبر المفاعلات النووية الإيرانية، ثم قامت إيران بالرد على إسرائيل بإصابة إحدى سفنها التجارية بالقرب من ميناء الفجيرة الإماراتي. وهذه الحوادث ــ فى تقديرى تأتى فى إطار التصعيد العدائي المتبادل والحرب السرية بين البلدين، ورغم ذلك فإن البلدين ــ حتى الآن ــ حريصتان على تجنب الصراع الشامل، والذى سيكون مدمرا بشكل كبير لكلا البلدين.

أما عن حروب المياه فى قارة إفريقيا، فقد تشهد القارة السمراء صراعا مدمرا حول مياه النيل، وتحديدا بين إثيوبيا من ناحية والسودان ومصر من ناحية اخري. فإثيوبيا مازالت تصر على الملء الأحادى لسد النهضة فى شهر يوليو وأغسطس القادمين دون مراعاة لحقوق مصر والسودان التاريخية فى مياه النيل، فى حين أن كلا البلدان يصران على ضرورة أن يكون هناك اتفاق ملزم للأطراف الثلاثة بشأن تحديد كمية المياه التى يتم احتجازها خلف السد. فالأمر جد خطير، ولكن ــ فى تقديرى أن إثيوبيا ستضع فى حسبانها حقوق مصر والسودان فى مياه النيل حتى لا تقحم نفسها فى صراع مدمر قد يصيب دول المنطقة بأضرار بالغة.

اذن.. فالصراع جد خطير فى منطقة الشرق الأوسط، سواء الصراع الإيرانى الإسرائيلى فى منطقة الخليج، أم الصراع حول مياه النيل بين إثيوبيا من ناحية ومصر والسودان من ناحية أخرى، فقد يحدث ما لا يحمد عقباه إذا ما دارت الحرب رحاها فى المنطقة. فلا ننسى أن إيران لها تواجد فى العراق، وفى سوريا، وفى لبنان، كما أن إسرائيل هى الأخرى تقف من ورائها أمريكا وتزودها بأحدث الأسلحة، هذا بخلاف الصراع حول مياه النيل والتى تعتبر شريان الحياة بالنسبة لمصر والسودان. فالمسألة ليست بالسهولة التى يعتقدها البعض، فربما قد تتطور الأمور إذا لم يتم تحكيم العقل بين جميع الأطراف المتصارعة.

وأخيرا.. أدعو الله عز وجل ــ فى هذه الأيام المباركة ــ أن يهدى للصواب الأطراف المتصارعة فى إيران، وإسرائيل، وإثيوبيا، والسودان، ومصر، وأن يجنبنا جميعا ويلات الحرب والدمار.

وتحيا مصر.